mercredi 23 septembre 2009

اليك يا مدرستي 2


في طريق العودة إلى البيت الذي يأخذ منا وقتا أقل،أو هكذا يبدو لي، من طريق الذهاب ، حدثني أن أمه اعطته المال ليشتري أدوات مدرسية جديدة تليق به ..أقراص وأعواد للحساب أكثر إستقامة من الأعواد الخشبية و لوحة جديدة .. قلت له انني أفضل الأعواد الخشبية .. وأفضل إلى اليوم, كل ما هو طبيعي وابتعد عن كل ما هو إصطناعي موادا كانت أو مشاعر..
لما وصلنا أمام باب العمارة، قال : اصعد إلى البيت وأعود بعد قليل لنلعب "تصاور"..كانت السنة منقسمة إلى موسمين
موازيين: موسم دراسي وموسم ينقسم بدوره إلى مواسم صغيرة :موسم الصور،الزرابط ، البيس ، أغطية علب المشروبات.. و يقع الأنتقال من موسم إلى آخر بكل سلاسة ..هكذا بكل عفوية ..على العكس لو كان الأمر مخططا .. دخلت بيتنا والقيت بالمحفظة كجثة هامدة عند المدخل وذهبت مباشرة إلى المطبخ .. من الشباك أسمع صوت أمه تصرخ "يا مكبوب فيني فلوس المصروف؟ منين باش نقضي الفطور يا و لد الحرام.." ثم سمعته يبكي ككل مرة ..

مرت سنوات الصغر بسرعة ..حتى جاء الصباح الذي اعطتني فيه أختي الكبرى قطعة سكر قبل الذهاب إلى إمتحان السيزيام..ناداني من شباك المطبخ ليعرف كالعادة إن كنت جاهزا..قلت له إنزل...فنزل وانصرفنا..
في طريق العودة سألني عن نتيجة إمتحان الحساب ؟ قلت له: الحساب نقطة ضعفي !..
إبتسم و قال :"أنا عملتو الكل صحيح.. "
من شباك المطبخ المفتوح دائما ..أسمع صوتا يقول..السيارة تسير بسرعة 80 كم في الساعة كم قطعت من مسافة في ساعة ونصف ؟ من أين أتيت ب-120،000 كلم ؟؟ ربك ماشية لامريكا؟؟ "
في تلك السنة لم تنفع قطعة السكر ولم ينجح منا أحد..وفي السنة الموالية افترقنا ..ذهب هو إلى معهد خاص وذهبت أنا إلى معهد حكومي قريب من أبواب المدينة العتيقة. ..هنا تنتهي صداقتنا وتبدأ الذكريات التي أحاول استرجاعها وأنا أنظر إليه بفم مفتوح وهو يحدثني عن أبيه بوش وعن علاقته المتوترة بأبيه .. "موش بابا هذاكا..بابا هو بوش ..سايي الشهر الجاي باش نمشي لامريكا"..
مر بيننا "معز" فسلم و إبتسم وبهمسة منه فهمت أن صديق الطفولة والمدرسة فقد صوابه! ..

الخاتمة:
علمت فيما بعد أنه بعد زواجه بسنة واحدة و أثناء التحضيرات لزواج اخته الكبرى,
فقد عقله! .. هل ذكره زواج أخته بعجزه على القيام بأعباء البيت ؟ هل أخصت هزيمة 67 الأباء و أخصت هزيمة العراق الأبناء؟ ..
أعمل على أن لا أنسى ، كلما عدت إلى تونس، أن أحمل معي لعبة لابنه الصغير
.

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire