samedi 31 octobre 2009

القائمة السوداء 7

...ماذا فعلت ؟؟ لم أكن اتوقع أنك ستذهب إلى هذا الحد في إستئصال الجذور..؟؟
لم يكن يعني تماما ما يقول.. أعرفه جيدا... بل كان متواطئا مع شعور داخلي بفرح غير معلن و هو يرى الباب الذي كاد ينهار يستعيد علوه ..
كانت لدي ثقة لست أدري من أين أتت, بانني قادر على اعادته أحسن مما كان..ربما هو الاحساس بالحرية في فعل ما أريد ..
لكن لا أنكر
وقع الواقعة في نفسي حين رأيت البيت دون باب.. أضف الى ذلك فضول المارة وهم يتطلعون إلى داخل البيت..كأنهم يبحثون عن شيء ما في أعماقه ...

أذكر أن ترميم البيت
تزامن مع أول عملية زرع قلب في تونس بالمستشفى العسكري..كان حدثا وطنيا .. سألوا الطبيب الذي قام بالعملية عن أكثر فترات العملية إثارة.. أجاب دون تردد: عندما كان الجسد دون قلب !.. في إنتظار زرع القلب الجديد ..
نفس هذا الشعور انتابني وأنا أرى البيت دون باب..وربما كان ذلك
هو نفس الشعور الذي جعل مصطفى يأتي نحوي مسرعا...
قال ليس لي المال لشراء باب جديد ..قلت ولا تلك هي نيتي..
هذا الخشب قد إمتص الزمان
..يكاد من صمته أن ينطق: أنا زمان.. وأريده أن يبقى..سأنزع عنه المسامير التي أصابها الصدأ ..والمسامير التي دقت بيد مهراس فلا غاصت في الخشب ولا قامت بما يجب أن تقوم به..ثم أعيد تماسك الواحه بمسامير جديدة ..
توافقنا على هذا الأمر ..وكان الأمر كما توافقنا ..فقط أضفت بعض المسامير ذات رأس نصف كروي تستعمل عادة في رسم أشكال على الأبواب العتيقة و اضفت "دقاقتين" تقليديتين...
كاد العمل ينتهي في ظرف أسبوع لو لم يبق امامنا إعادة البلاط ..لم يكن بيننا من له دراية بهذه العملية.. أقصد دراية فعلية وليست نظرية كما كنا كلنا نتمتع بها تقريبا..
تكفل مصطفى باحضار مختص في التبليط و أوكل اليه المهمة دون أن ينسى كعادته أن يزوده
بمعرفته النظرية في الموضوع..
لا أذكر كم مرة أعاد عليه هذه الجملة :لا أريد قطرة ماء واحدة تبقى وسط الدار .. أريد الماء يسري مباشرة إلى بالوعة المياه ..
وفي كل مرة يعيد
مصطفى هذه الجملة نبتسم أول الامر ثم ننفجر بالضحك...أصله من الجريد.. .
يكتفي صاحب علم التبليط بالقول: بطبيعة الحال ..بطبيعة الحال...أعرف
شغلي جيدا..
لم تكن المساحة كبيرة جدا بحيث إنتهى صاحبنا من شغله في بدايات المساء ..رفض مصطفى لسبب سنعلمه فيما بعد أن يعطيه كامل مستحقاته ..أعطاه النصف ..أو مايزيد بقليل..
من الغد سمعت لاول مرة دقداقة الباب من الداخل .. فتحت الباب و يد الطارق لا تزال تحيط ، دون سبب واضح بالدقداقة.. ..دخل من وضع البلاط في مكانه.. سأل عن مصطفى...
فخرج إليه من المطبخ وفي يديه سطل من الماء البارد..
هل يفعلها ؟



...

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire