jeudi 17 décembre 2009

بين الابداع والتقليد خيط رفيع علينا أن نتبه إليه

هذه التدوينة هي في الأصل محاولة لكتابة تعليق على تدوينة ولادة الباعثة على الأعتقاد بعودة الحرارة إلى البلوغسفير فاذا بالتعليق تحول إلى تدوينة..شكرا ولادة على هذا الحراك التدويني


.

صحيح أن الموسيقى هي لغة عالمية لكنها تبقى في آخر الأمر تعبير ثقافي كغيرها من التعابير الثقافية .. قد تصل إلى مستوى العالمية و اتفاعل معها لكن لن ترتقي إلى مستوى موروث
ي الثقافي الموسيقي...
يبدو من خلال هذا الكلام انني موغل في الانغلاق على "المحلي" لكن أعتقد أن التفاعل مع الآخر يشترط شرطا بديهيا ليتم التفاعل (وليس الذوبان) أن أكون موجودا !
هل يمكن الحديث عن التفاعل بين ثقافة فاعلة وأخرى محنطة ؟ هل التفاعل يعني تقليد الآخر؟ أليس التفاعل أخذ ورد؟
رأيي
1: هو أن التفاعل يتطلب أولا أن أكون فاعلا في التاريخ وليس مفعولا به
2: لا يمكن أن نبتعد بهذا الموضوع (الموسيقى) عن الاطار العام الذي تتنزل فيه كل الموضوعات ذات الصلة والذي يمكن تسميته من باب التبسيط ، باطار الأصالة والمعاصرة ..
لكي أكون معاصرا بمعنى حداثي علي أن أعي موروثي الثقافي ..علي أن أفهم من أنا (أيضا موسيقيا ) لاتفاعل مع الآخر لان الوعي هو شرط أساسي في كل عملية خلق والانفتاح على الآخر ليس هدفا في حد ذاته، بل لإثراء المعرفة وخلق أفاق جديدة وهذا لن يتم بذات مسلوبة الارادة وفاقدة لحب المعرفة ..
إنفتاح أوروبا على العالم الاسلامي ممثلا في الأندلس في القرن 14 وال-15 لم يكن إنفتاح من أجل التقليد بل من أجل المعرفة ..لم يأخذوا آلة العود لينظروا إليها بل ليطوروها إلى الآلات الموسيقية التي نعرفها اليوم..كالكمنجة مثلا..
هذا هو الفرق بين التقليد و التفاعل : حب المعرفة والوعي التاريخي ..
لانو فقط الوعي هو إلي يخلق إبداع أما التقليد فيؤدي إلى خلق نسخة "ماسطة" من الأصل ..
أعتقد أن الوصول إلى العالمية سواء على مستوى الموسيقى ،السينما ،أو بقية الفنون يمر حتما بالوعي بالموروث الثقافي ومعالجته في إطار نظرة تأريخية وليس تقديسية للماضي وفهم أين نقف نحن من التاريخ ..
ما نراه اليوم من "فنون" هي نتاج فكري لفلسفة في الحياة ترتكز أساسا على الانسان والحرية في حين وقع إسقاط هذه الفنون في مجتمعات لا يزال القضاء والقدر اللاعب الاساسي في علاقتها بالعالم من حولها..
هذا يؤدي إلى حيرة حضارية وسط غزو ثقافي و محاولات من كل الدول الكبرى فرض لغاتها وثقافتها على بقية الشعوب ..
روسيا ،الولايات المتحدة ، بريطانيا،فرنسا..إيطاليا ..كلها أسست قنوات تلفزية موجهة للعالم العربي باللغة العربية.. وبكلها تتقاتل كي تفرض ثقافتها و أيضا مصالحها علينا فلا يعقل في ظل هذه المعطيات الواقعية أن أفتح "السوق" للسلع الأجنبية(للاسف يبدو الأمر كذلك) في الوقت الذي يستلزم الأمر الاشتغال على المحلي والذاتي والخروج من حالة "البهتة" الحضارية للتفاعل مع الوارد وإلا فان النتيجة الوحيدة هي المزيد من الضياع وسط عالم تحكمه قوانين لازلنا نعتقد أنها من صنع الآلهة !
إن إندثار الثقافات واللغات (حتى وإن كانت لغة القرآن وكانوا لها حافظون) والحضارات ليس بالامر العسير أو الذي يصعب تخيله ..والتاريخ مليء بالامثلة...
إن الدعوة للانفتاح على الآخر وعدم الانغلاق هي كلمة حق أريد بها باطل ..فالمدعو حقا للانفتاح على الآخر هي "الثقافة المسيطرة حضاريا " على ثقافات الشعوب الأخرى التي تختلف عنها والاعتراف بها كشعوب وليس ككائنات مكانها متحف التاريخ ..
الذي يدعو إلى الانفتاح عليه أن يرى كم ادخلت فرنسا من كلمة أنقليزية إلى منجدها.. وكم تنفق من أموال من أجل إشعاع لغتها وثقافتها .. الكاتب الجزائري رشيد بوجدرة ذكر في كتاب "فيس الكره"* إلا أن الاستعمار عاد من خلال أول صحن لاقط وضع فوق أسطح البيوت في الجزائر "
علينا أن ننظر إلى الامور من هذا الاتجاه أيضا لان طرح قضية الموسيقى هكذا في المطلق يؤدي بنا إلى نتائج لم نكن نتوقعها ..

مع لفت الأنتباه إلى أن المحلي هو باب خروجنا إلى العالم وليس ولا يجب أن يكون باب دخولنا و هروبنا من العالم ومن الآخر.


*رشيد بوجدرة
: FIS de la haine

4 commentaires:

WALLADA a dit…

سعيدة آرت بتفاعلك مع تدوينتي و أحترم رأيك كثيرا و تلك هي روح التدوين : هذا التلاقح و التحاور

brastos a dit…

كيما قلت عند ولادة ، فمّة نزوع طبيعي نحو الايقاع و الانفعال بالموسيقى .. الرضيع عندما يرقص عفويا حين استماعه للايقاع.. لا يفكّر في "هويّته" .. ههه ..باش تقلّي : ما نبقاوش ديمه رضّع .. هه . نعرف .. اما المبالغه في التمسّك بالهوية احيانا يعمينا على جماليات اخرى لدى الآخر الثقافي

ART.ticuler a dit…

هههه ..لا مانيش باش نقلك إلي ما نبقاوش ديمة رضع.لكن باش نقلك إلي الايقاع ما عليه حتى إختلاف تماما كيما اللغة أو الألوان..أنا لا اتحدث عن الألوان في حد ذاتها وانما الطريقة التي تشكل بها الألوان..لا اتحدث عن اللغة في حد ذاتها وانما ايقاعها الذي يتعرف من خلاله الطفل في بطن أمه عن أمه ..لا اتحدث عن الموسيقى في المطلق وانما عن الموسيقي التي تعني لي شيئا أكثر من الايقاع ... لست أدري إن قرأت تعليقي كاملا فهو ليس نص التدوينة الاولى التي كتبتها على عجل وانما عدلته محاولا أن أبين فيه أن طرح قضية الانفتاح على الآخر ( في مثال ولادة كان إنفتاحا موسيقيا) دون تحديد من نحن ومن هو الآخر لا يفضي بنا إلى النتائج المرجوة..
..أية يزي خير ميلي تولي تدوينة جديدة ههههه

brastos a dit…

فعلا .. اصبحت تدوينه جديدة
هههه

هنا

http://kahaw.blogspot.com/2009/12/blog-post_24.html

Enregistrer un commentaire