samedi 26 décembre 2009

الخروج من الحلقة المفرغة حضاريا : الموسيقى مثالا

في إطار تفاعلي مع تدوينة براستوس اتمنى لو نحاول جميعا الابقاء على هذه الشعلة التي بدأت بها ولادة و النهوض بمستوى النقاش في البلوغسفير وتعميقه والهروب ممن يريدون سحب المدونون إلى "نقاشات" فارغة و جانبية. فيما يلي نص تعليقي على تدوينة براستوس


لعل أهم جملة على الاطلاق (حسب رأيي) وردت في تدوينتك هي هذه :
"لكن شبيهم هوما استفادو من ربابتنا و عودنا و طوّروهم الى درجة الاركستر الفيلهارمونيك (114 عازف) و احنا لا ؟"
بالضبط هذا هو بيت القصيد ! لماذا استفادوا من حضارتنا (موسيقى، تقنية ، كمياء ،فلك...) ولم نستفد ؟ أعتقد الغائب الكبير في هذه المعمعة الحضارية هو الوعي التاريخي الذي هو أساس ما أسميته أنت الثقافة الوطنية !
وهنا دعني أخالفك الرأي فليست القضية هي قضية إعادة عزف الموروث /القديم بالات موسيقية حديثة أو في شكل سمفوني من أجل ربط التراث بالحاضر ..بل أعتقد أن القضية هي قضية إبداع أولا وأساسا والحديث عن الابداع يؤدي بنا إلى الحديث عن الذات المبدعة المتحررة ليس فقط من سطوة الماضي بل وأيضا من "البهتة الحضارية " أي تجاوز حالة الانبهار ( وبالتالي محاولة التقليد) إلى الفعل الحر أي الابداع ..
علينا أن نتجاوز الماضي بمعنى فهمه واستيعابه دون أن يستوعبنا ،تماما كما نحن مطالبون بفهم الحضارة الغربية (التي أبدعت ولا تزال) دون أن نذوب أو نأخذها كمثال لابداعنا ..
علينا أن نخلق ابداعنا الذي يترجم خصوصيتنا مهما كانت الطريقة والأدوات لان الحداثة ليست تقليد بل تجديد ..يمكنني أن أكون حداثيا بآلة العود وتقليديا وأنا أعزف على قيثارة..فليست الآلة التي تحدد حداثتي من عدمها بل علاقتي بها وكيف اتعامل معها ..أي علاقة الذات (مرة أخرى) بالآلة وعندما تكون الذات مبدعة أي متحررة، تأكد أنها ستبتكر الات جديدة تستجيب لمتطلبات فنية وأحاسيس متجددة ..(أتذكر هنا الأغنية /الرمز : إيبتاف حيث عمد الملحن إلى إحداث تغييرات على آلة الايقاع للحصول على ما يريد.. )
لذا أعتقد أن التركيز على الذات وإعادة بناءها(ثورة ثقافية و لما لا؟) هو الكفيل بخلق موسيقى جديدة نابعة من خصوصيتها، مطورة للموجود سواء على المستوى المحلي أو الخارجي ..
أما أعمال الاركستر السمفوني التونسي أو أعمال محمد القرفي مع احترامي له فهي بقيت سجينة رؤية أما تقليدية على المنوال الغربي أو تلفيقية وأسيرة الات الغربية كأنها(الالات) منتهى التقدم ومرادف للحداثة.. فلم ترتق هذه الأعمال إلى إحداث "الترهويجة الثقافية" المطلوبة وبقيت حبيسة النخبوية ..
فحين أن الأعمال التي بنيت على رؤية فلسفية تنويرية ومشروع نهضوي كاعمال مرسيل خليفة (الأولى) فقد لامست الحس الداخلي لكل مستمع عربي من المحيط إلى العراق وارتقت بذوقه (رغم نخبوية نصوص محمود درويش )..
نحن في حاجة إلى الثنائي محمود درويش ومرسال خليفة ليس فقط على مستوى الموسيقى بل في كل الميادين وعلى جميع المستويات



0 commentaires:

Enregistrer un commentaire