jeudi 21 janvier 2010

لكي لا ننسى: عمر المختار 1861 -1931



أريد أن ألقي الضوء هذه المرة على مقاوم ليبي كبير لا أعتقد أنه في حاجة إلى تعريف لكن من باب التذكير ومن باب لفت الانتباه إلى أن قضية الاستعمار ليست قضية بين تونس و فرنسا ولا هي قضية ترامواي العاصمة ولا سكك الحديد التي يتكأ عليها البعض للقول أن للاستعمار جوانب ايجابية!

.يجب فهم الحقبة الاسعمارية في سياقها التاريخي وكنتيجة من نتائج النظام الراسمالي الباحث عن الأسواق والربح والمواد الاولية "البلوشي" ولو على حساب مصير شعوب أخرى ..

صحيح أن ما تعيشه أوروبا اليوم من رفاهية راجع إلى عدة عوامل موضوعية تتعلق بالتاريخ الأوروبي ذاته وبالثورة الصناعية لكن هذه الرفاهية بنيت أيضا على تاريخ إستعماري مقيت بدأ باستعباد الأفارقة على نطاق واسع وبشكل لم تعرفه البشرية من قبل.

لقد قام الأوروبيون بعد قرنين من تجارة الرقيق ، باستئصال ما يقارب 20 مليون أفريقي من ارضهم لاستعبادهم وارسالهم إلى أمريكا ليقع مبادلتهم بسلع هذا إن تحملوا ظروف "الوسق" القاسية جدا (بين 15% و 40% يلقون حتفهم قبل الوصول)

لقد بنت أوروبا ثرواتها على إستغلال ثروات شعوب المستعمرة بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر... وبنتها أيضا على ميزان تجاري دائما في صالحها من خلال التلاعب باسعار المواد الأولية (خذ مثال القهوة أو الكاكاو) ومحاولات السيطرة على مصادر الطاقة ..

إن المحاولات العديدة التي قام بها "الوطنيون " في إفريقيا وفي العالم العربي من أجل الحفاظ على الثروة الوطنية ك"توماس سانكرا" في بوركينا فاسو والذي وقع اغتياله بعد ما قام بتجربة تستحق الذكر في بلده وطالب الدول الأفريقية بالامتناع عن دفع الديون لانها في آخر الأمر هي جزء بسيط مما سلبه المحتل من الثروات (هنالك حديث ساخن بينه وبين ميتران في يوتوب يستحق المشاهدة .. ) قلت أن كل من حاول الافلات من عجلة الشجع الأوروبي وبالتحديد الرأسمال الغربي إلا و وقعت محاربته .مثال ذلك تأميم القناة من طرف جمال عبد الناصر في مصر الذي أدي في العدوان الثلاثي (فرنسا وبريطانيا وإسرائيل )

إن المعركة مع المستعمر لم تنته والأطماع لم تتغير ، فقط دخلت الولايات المتحدة على الخط ومعها الصين من أجل اقتسام العالم .

أعود وأذكر إذن بهذا الرجل الذي قاوم المحتل الأيطالي هذه المرة .

عمر المختار 1861 - 1931 الملقب بشيخ الشهداء أو أسد الصحراء

مقاوم ليبي حارب قوات الغزو منذ دخولها . حارب الإيطاليين وهو يبلغ من العمر 53 عاماً لأكثر من عشرين عاما في أكثر من ألف معركة، واستشهد باعدامه شنقاً وتوفي عن عمر يناهز 73 عاما

عندما سقط عمر المختار أسيرا بيد العدو دار حوار بينه وبين غرتيساني الجنرال الأيطالي الدموي نقله هذا الأخير في كتابه"برقة المهدأة" :

وعندما حضر أمام مكتبي تهيأ لي أنني أرى فيه شخصية آلاف المرابطين الذين التقيت بهم أثناء قيامي بالحروب الصحراوية. يداه مكبلتان بالسلاسل, رغم الكسور والجروح التي أصيب بها أثناء المعركة, وكان وجهه مضغوطا لأنه كان مغطيا رأسه ويجر نفسه بصعوبة نظراً لتعبه أثناء السفر بالبحر, وبالإجمال يخيل لي أن الذي يقف أمامي رجل ليس كالرجال له منظره وهيبته رغم أنه يشعر بمرارة الأسر, ها هو واقف أمام مكتبي نسأله ويجيب بصوت هادئ وواضح

غراتسياني: لماذا حاربت بشدة متواصلة الحكومة الفاشستية ؟

أجاب الشيخ: من أجل ديني ووطني
.
غراتسياني:ما الذي كان في اعتقادك الوصول إليه ؟

فأجاب الشيخ: لا شئ إلا طردكم … لأنكم مغتصبون، أما الحرب فهي فرض علينا وما النصر إلا من عند الله
.
غراتسياني: لما لك من نفوذ وجاه، في كم يوم يمكنك إن تأمر الثوار بأن يخضعوا لحكمنا ويسلموا أسلحتهم ؟
.
فأجاب الشيخ: لا يمكنني أن أعمل أي شئ … وبدون جدوى نحن الثوار سبق أن أقسمنا أن نموت كلنا الواحد بعد الأخر، ولا نسلم أو نلقي السلاح

ويستطرد غرسياني حديثه "....كانت شفتاي ترتعشان ولم أستطع أن أنطق بحرف واحد, فانهيت المقابلة وأمرت بإرجاعه إلى السجن لتقديمه إلى المحاكمة في المساء, وعند وقوفه حاول أن يمد يده لمصافحتي ولكنه لم يتمكن لأن يديه كانت مكبلة بالحديد."

وقع إعدام عمر المختار صبيحة 16 سبتمبر 1931



0 commentaires:

Enregistrer un commentaire