jeudi 21 janvier 2010

لكي لا ننسى : محمد بن صالح الدغباجي 1885-1924


هو محمد بن صالح الدغباجي ولد سنة 1885 بمدينة الحامة بالجنوب التونسي

فر من الجندية وإلتحق بالمقاومة الليبية ضد المستعمر مع خمسة من رفاقه لكنه ركز هجوماته ضد الفرنسين على الحدود التونسية الليبية

عاد الدغباجي على رأس مجموعة فدائية وقام بالعديد من العمليات القتالية الناجحة ضد المستعمر الفرنسي وفي محاولة لكبح جماح المقاومة عمدت القوات الفرنسية إلى ردم الآبار لمنع المياه عن المقاومين كما حاولت استدراج الدغباجي عن طريق "عمار بن عبد الله بن سعيد"(ديمة مشاكلنا مع عمار :-) الذي وعدته السلطات الاستعمارية الفرنسية بتولي منصب "خليفة".

بعث الدغباجي رسالة إلى هذا الأخير بعد أن تفطن إلى الفخ الذي حاول نصبه له يقول له فيها :" أنتم تطلبون منا الرجوع إلى ديارنا لكن ألسنا في ديارنا؟ إنه لم يطردنا منها أحد، فحركتنا تمتد من فاس إلى مصراتة، وليس هناك أحد يستطيع إيقافنا.."

لكن للاسف قبض عليه في ليبيا في ماي 1922 وسلم إلى المستعمر الفرنسي ليحكم عليه بالاعدام.

وفي غرّة مارس 1924 اقتيد إلى ساحة سوق البلدة حيث أعدم. رفض العصابة، التي تقدم بها نحوه ضابط فرنسي ليضعها على عينيه، ويروى أن زوجة أبيه زغردت لهذا المشهد، وهتفت عاليا، وأنه أجابها وهو يبتسم "لا تخشي علي يا أمي فإني لا أخاف رصاص الأعداء، ولا أجزع من الموت في سبيل عزّة وطني ..الله أكبر ولله الحمد

بقي الدغباجي يتردد على الألسن، ومنها القصيدة المشهورة التي للاسف إختفى إسم شاعرها


جو خمسة يقصوا في الجرة*** وملك الموت يراجي

و لحقوا مولى العركة المرة*** المشهور الدغباجي

***

فزعوا خمسة بربايعهم*** تايجيبوا الفلاَّقَة

مخزن مطماطة ينجِّيهم*** لثرنهم بنداقة

الكيلاني يتحلَّف فيهم*** بحلالة و طلاقه

الدَّالة الفلاَّقة نمحيهم*** في واسع رقراقة

ضربوا الخمسة وحبوا إيديهم*** زفُّوا زفْ تلاقى

كذب الوسعة يقصر بيهم*** زي هدير الناقة

تاو ان يتلاقوا يقضيهم*** بوسربة شلهاقة

زي الذيب يمزِّل فيهم*** ويلالي ويهاجي

كان التل يخبَّر بيهم*** وجواب البسطاجي.

***

فزعوا حمسة فوق حصُنَّة*** من مخزن مطماطة

وقالوا هاهي الجرة منا*** وجَوا في اوّل شوَّاطة

الدَّغباجي قاعد يستنّى*** طاح لهم وتواطى

فيده ستوتي يلدغ سِمَّه*** دار فيهم شاماطة

صُبْعَه والقرَّاص يلمَّه*** يعجل ما يتناطى

واللي ينُوشَه يا ويل أمَّه*** فاح قتار اشياطه

يجي مرمي مصبوغ بدمَّه*** سِمْ منحَّس لاطه

مسَرْجِي بيت النار بضمَّه*** وشُغْل الحربي ساجي

ومولاها كبير آصل وهمة*** وعنده الكيف مقاجي

***

نهار الخمسة لحقوا خمسة*** و للهم حامي ربِّي

صباح إلْ ما زرقتشي شمسه*** اللي يقتُل ما يدِّي

يا لاحق مكناتك همشة*** ظنِّي فيك مغدِّي

اللي يصبح منكُمْ ما يمْسَى*** الدغباجي متنبي

سرجاها بستوتي نَمْشَه*** لقداهم متفاجي

معاها يتكلم بالرَّمْشَة*** ويحكم بالكِفاجي

***

جو خمسة يقصُّوا في الجرة*** و ملك الموت معاهم

راميهم شيطان بشرَّه*** على تبزيع دماهم

قِرْحوا يحسابوها غِرَّه*** يتبشروا بملقاهم

وقت ان شبح العين تعرَّى*** تَكـُّوا الخيل قداهم

والدغباجي فيده حُرَّة*** يسربيلهم في عشاهم

سرجاها وخرجت عل برَّة*** في المِلهاد اخذاهم

دوَّفْهم كيسان المُرة*** موش من القهواجي

الخمسة درجحهُمْ في مرة*** لا من روَّح ناجي.

جو خمسة يقصوا في الجرة*** وملك الموت يراجي

و لحقوا مولى العركة المرة*** المشهور الدغباجي



11 commentaires:

brastos a dit…

شكرا على هذه الاضافات/الاضاءات
و خاصة الاغنيو اللي وقت اللي نطق بيها صاحبها ما قالش : "هيّا نعمل غناية ملتزمه على الدغباجي" ما كانش فمّة المفاهيم الجامدة هذيكه .. لذلك تراها تقطر صدقا و اندفاعا انسانيا و وجدانيا

ART.ticuler a dit…

أهلا براستوس

ملاحظتك جيدة جدا ! بالفعل يمكن للقارىء ملاحظة تلك العفوية وعدم تعسف في البحث عن كلمات "ملتزمة" ..فقط كلمات بسيطة كبساطة الدغباجي ذاته الذي كان ثوريا دون دمغجة ومندفعا دون حسابات ..

الدغباجي وآخرون دفعوا ثمنا باهضا للتحرير الوطن (برفع الواو وفتحة على الطاد) ونسمع اليوم أصوات هنا وهناك تنادي باعمال "العقل" في الفترة الاستعمارية : لم يكن سلبيا تماما !!!!

قرأت تعليقا مفاده أن الاستعمار جلب لنا الطرقات وسكك الحديد والبنى التحتية الاخرى ونسي كم من خيرات البلاد سلبت ونهبت على نفس تلك السكك!!

brastos a dit…

انا تفاعلت مع التدوينه هاذيكه من خلال التعليق هاذا
**

اذا سلّمنا بانّو الاستعمار (كمفهوم اقتصادي اساسا) هو حركة توسّعية محكومه بعدة قوانين تحكم بنية النظام الراسمالي ، يا امّا ببلوغ راس المال مرحلة متأزّمه غير متكافئه بين العرض و الطلب لا حلّ لها الا بايجاد اسواق اخرى خارج حدود البلد المأزوم ، و الا بالحصول على مصادر اقل تكلفة للمواد الاولية ـ(يد عاملة محلية بخسة) الخ ... الا يفترض هذا انشاء اسس مادّية/ثقافية لتيسير هذه المهمة ؟ـ

الا يحتّم هذا بالتالي وضع كل انجازات المستعمر المادية(جسور خطوط حديدية طرقات بناءات ...) او ثقافية(لغة ادبيات .. فنون ....)في سياقها الاقرب الى "منطق التاريخ" و هو توفير الشروط اللازمه لاستكمال مهمّة افراغ البلد المستعمـَـر من ثرواتو الاو لية و تحويلو الى سوق للاستهلاك لاغــير؟بما يعني هاذا من ضرب و طمس و تشويه لنواتاتو الحِرَفية الصغرى ؟

من جهة اخرى

ايّ بلاد نسقها الاقتصادي و الاجتماعي و الثقافي ماشي بشكلو الطبيعي من غير تشوّهات تلقاها تتميّز بدرجة كبيرة و هامة من التجانس و التلاؤم بين المستوى المؤسساتي المادي وبين المستوى القيمي السلوكي
بمعنى اخر ، الشعب اللي ينجز و يقيـــم و ينشئ مؤسساتو و بناه التحتية بامكانياتو و تحت الحاح حاجياتو الفعلية ، تلقى منظومتو القيمية و الثقافية متماشية مع انجازاتو المادية
ومن هنا يجي تساؤلي لاخر ، انّجّموش نعتبرو اللي الديكالاج خطير برشه ما بين البنية التحتية الصلبة و المتقنه اللي خلاهالنا الاستعمار ، و اللي احنا قاعدين نستفيدو منها بدون ادنى شك ، و بين سلوكنا اللي في مجملو ، و حبينا و الا كرهنا ،ماهوش بالمستوى المطلوب من ناحية تماشيه معاها


يعني مهما تكون الفكرة مختلفة و الا ماهيش منسجمة مع انتظاراتنا ، فلا اعتقد انّو فمّه حاجة احسن من مناقشتها بالهدوء المطلوب

bacchus a dit…

كنت أشعر بالنخوة والاعتزاز(لماذا لا؟) وأنا أقرأ السطور الأولى من تدوينتك حتى وصلت إلى جملتك الاعتراضية "عمار بن عبد الله بن سعيد"(ديمة مشاكلنا مع عمار فضحكت ألما إذ قارنت بين ما قام به الدغباجي ورفاقه وبين ما نحن فيه وقلت ببراءة ألهذا مات الرّجل؟ لقد حارب عمّاره كي لا يكون لنا عمار؟ أسفي على الشهداء يموتون ولا يجدون الهناء

cactussa a dit…

merci pour linfo ! :)

ART.ticuler a dit…

@brastos أهلا مرة أخرى

قرأت تعليقك مرتين لكن لم اهتد إلى العلاقة بين استنتاجك الأخير ومجمل التعليق..على كل حال أقول أن مناقشة أي موضوع من المفروض أن لا يطرح أي اشكال مهما كان هذا الموضوع ما عدى التشكيك ولو بصفة غير مباشرة في التضحيات التي قدمها ملايين من الناس وهنا لا اتحدث عن تونس وانما عن كل البلدان التي عانت من تبعات النظام الرأسمالي ومحاولة تصديره إلى خارج القارة الأوروبية ..

هذا من جهة ومن جهة اخرى ليست القضية، قضية بنى تحتية أو فوقية تركها لنا المستعمر (على أهميتها ) وانما قضية كرامة و حرية و عزة نفس .

هل كل الشهداء الذين ماتوا ،قدموا حياتهم من أجل سكة حديد ؟أو عربة ترامواي؟ أو من أجل أن نتعلم لغة موليير ؟؟أم لانهم قرؤوا يوما هذا البيت لعنترة :

لا تسقني ماء الحياة بذلة …بل فاسقني بالعز كأس الحنظل …!!!

هل الجملة الآتية( ولست في حاجة لاقول لك من قالها ) :أحبك يا شعب! هل لها ما يقابلها في البنى الفوقية أو فوق فوقية ؟ لا أعتقد !

هذا الرجل نخونه ونخون حبه لنا حين نقبل ان نناقش نسبية سلبية الاستعمار ! يكفي أن يكون الاستعمار سالب للحرية لتسقط عنه أي قيمة ايجابية !

آسف لا يمكنني أن اتحكم في أعصابي وأن أناقش بهدوء حين يتعلق الأمر بدم من ماتوا من أجلنا

ART.ticuler a dit…

أهلا باخوس

الحقيقة أن عمار عمارات وليس عمارا واحدا .. لكن أخطر عمار هو الذي يقبع في داخلنا :-) شكرا على المرور

ART.ticuler a dit…

@cactusa

آسف يبدو انني محوت عن غير قصد تعليقك ؟..

WALLADA a dit…

شكرا شكرا شكرا آرت أن نفضت تراب الزمن على الدّغباجي و أزحت عنّي همّا ثقيلا

brastos a dit…

صحيح استنتاجي الاخير ما عندوش علاقة بالتعليق

عندو علاقة بتعليق الانونيم لولاني على تدوينه اراباستا هاذي .. ما عجبنيش

http://arabasta1.blogspot.com/2010/01/blog-post_20.html

:)

بخلاف هذا انا متفق معك في كل ماقلته

ART.ticuler a dit…

العفو ولادة هذا أقل ما يمكن فعله وواجب هذا الجيل لحفظ الذاكرة قبل أن يبتلعنا قانون نسبية الأشياء ..حتى الكرامةأصبحت نسبية في هذا الزمن الأغبر

Enregistrer un commentaire