mercredi 20 janvier 2010

السؤال المقصلة :أين ذهب دمك يا حشاد ؟


تعلواليوم أو قبله بقليل بعض الأصوات للمطالبة بالبحث والتنقيب تحت الطاولة والفراش ، في القبو أو في درج منسي عن ربع سبب يجعل الاستعمار قابلا للنقاش!

من الغريب أن تلتقي بعض الأصوات التونسية مع ما ينادي به ساركوزي من أن الاستعمار الفرنسي له مزايا على الشعوب التي وقع استعمارها !! إن كانت غاية ساركوزي بتصريحاته هذه جلب أصوات اليمين المتطرف إليه فما عساها تكون غاية الذين يصرحون بمثل هذا الكلام في تونس؟

أتخيل لو حملت معي جهاز كمبيوتر إلى فرحات حشاد في قبره في القصبة وجعلته يقرأ ما يكتبه البعض عن الاستعمار الفرنسي أنه لم يكن سلبيا تماما!! له علينا مزايا جمة.. ادخلنا الاستعمار إلى الحضارة من بابها الواسع وكأن الحضارة ترامواي وسيارة وقطار يسير.!!!

ترى ما عساه يقول فرحات حشاد عندما يقرأ أن الاستعمار أمر فيه نظر ؟ هل سيبكي؟ أم سيبكينا؟؟

أشعر بالخجل!

لهؤلاء أقول أن الأستعمار يبقى مهما حاولنا تجميله استعمارا لان:

أولا :الاستعمار الفرنسي لم يقع في غابر العصور بل في تاريخ الشعوب يمكن أن أقول البارحة فقط خرج المستعمر الفرنسي بعد أن قتل وأعدم وإستغل وأهان وظلم و محق واذل وبقر بطون النساء ..

ثانيا : ماذا نقول لكل الشهداء الذين سقطوا واعدموا في الساحات واخرجوا من ديارهم وقتلوا أمام أطفالهم ؟ ماذا نقول لفرحات حشاد ولابو القاسم الشابي والخطابي وعمر المختار وعرابي و لكل الشهداء الذين سقطوا في الجزائر ؟ هل نقول لهم أن دمائكم لا تستحق مجرد إعتذار من فرنسا؟؟؟؟؟

ثالثا : إن تبرير الحقبة الأستعمارية ومحاولة إيجاد مصوغات ولوي عنق التاريخ هو تبرير لكل إستعمار وإحتلال بما في ذلك الاحتلال الأسرائيلي (قريبا سنطالب الفلسطينين بالاعتذار للمحتل! ففي آخر الأمر ساهمت إسرائيل في تطورهم !!!!)

رابعا : وهذا أخطر ما في الأمر أن تتحول الكرامة البشرية إلى سلعة قابلة للتفاوض واعمال الرأي .!! هل إنتهاك كرامة الشعوب له ثمن ؟ هل يمكن أن أقبل بالاحتلال مقابل تطوير البلاد ؟ بل أن الأستعمار لم يكن يهدف إلى تطوير البلاد بل إلى استغلالها ومع ذلك دعنا نفكر قليلا إن كان يحق لنا مطالبة فرنسا بالاعتذار أم لا ؟؟؟؟

الكرامة لا ثمن لها ! لا بنى تحتية ولا بنى فوقية !! ولا ما بينهما !!

خامسا : أن أخطاء الحكام وسرقاتهم (أنظر تدوينة خيرالدين باشا ) لا يمكن في أي حال من الأحوال أن تكون مبرر للاستعمارأو أن يدفع الشعب بكامله أخطاء قادته.. بل أن الأستعمار ذاته هو من عمل على إفلاس الدول واغراقها في الديون وهي نفس السياسة التي اتبعتها فرنسا في مصر والجزائر وتونس.

تونس التي وقع الحسم في أمرها قبل إفلاس الدولة عندما قال المستشار الألماني لوزير خارجية فرنسا في مؤتمر برلين 1878 بان الاجاصة (ويقصد بها تونس) قد أينعت ويجب عليكم قطفها قبل أن يعتريها العفن..

سادسا : إن ألمانيا إلى اليوم تقدم في تعويضات الحرب إلى إسرائيل التي لم تكن موجودة أصلا فما المانع من أن نطالب فرنسا بتعويضات لشعب ودولة ؟

سابعا : أرى أن محاولة إضفاء الشرعية على الاستعمار هو كمن يأكل جثث الشهداء وهم أحياء في ذاكرتنا !

7 commentaires:

Dovitch a dit…

تطوير البلاد مكانش في قاموس الإستعمار الفرنسي ...كان ثما إستثمار البلاد

لذا وقت الاحتلال كون تجهيزات أساسية كيما الكياسات وخطوط الحديد وبلاصات مكانش هذا باش يشجع المواطن التونسي باش يتنقل ولا يسكن في أحياء سكنية متطورة ...النية كانت خدمة المستوطنات الفلاحية والمناطق المنجمية باش يربح أكثر فلوس

التعويضات اليوم نراها هامة و اكيدة...في تونس ثمة أصوات بدات تطالب وهذا حاجة باهية تدل على نضج الوعي بتاريخنا باش الرأي العام الفرنسي يفيق شوية ويغير نظرتو على فترتو الإستعمارية

WALLADA a dit…

الاعتذار عن معاناة الشعوب و انتهاك حريّاتها و استنزاف ثرواتها أمر ضروري رغم أنّه يبقى غير كاف و كلّ من يحاول أن يجد تبريرا للاستعمار و يعتبره بوّابة حضارة أرى أنّه لم يتخلّص بعد من نزعته الاستعماريّة

ferrrrr a dit…

في فوائد الاستعمار: هذا هو السؤال الي يتردد احيانا، وملخص الحكاية انو بعض الاصوات تقول ان الاستعمار كان فرصة للشعوب الي رزحت تحت الاستعمار انها وجدت فرصة للتعرف على ثقافة اخرى وامتلكت بذلك سلاحا في العالم الحديث الخ، هوا راهو ممكن نتعرف (نحكي على شخصي على الاقل) في بضع الاسابيع او على الاكثر بعض الاشهر على اي ثقافة من غير ما يسيل فيها الدم للركبة ومن غير استعمار وعنصرية ومحقرنية وسلب ونهب، هذا ان كان في ثقافة المستعمر (الابيض ياسر والمتحضر للوذنين) فعلا ما يستحق الاطلاع، صحيح الي في كل ثقافة تلقى زخم تاريخي مهم، اما موش بالثمن هذا، فوائد اخرى ما ظاهرلي، اما الاضرار راهي للعنكوش

تعويضات؟ حكاية فارغة، احسن تعويض لو في تعاملهم مع مستعمراتهم السابقة لو يسبقو دائما وابدا مبادئهم التي تتصدر خطبهم وتوشح ديباجات دساتيرهم على مصالحهم الاقتصادية والجيوستراتيجية، وبما انها قوى استعمارية، محركها وبقائها مرتبط بالهيمنة والتوسع فانهم في تعاملهم مع مستعمراتهم السابقة يبولون طولا وعرضا وبالتنكيس و وجه و قفا على ديباجات دساتيرهم وعلى خطبهم وعلى المستعمرات كلها حتى مطلع الفجر

نهارك طيب

ART.ticuler a dit…

@ dovitch

لمن يرى في الاستعمار عامل حضاري عليه أن يغير النظارات و في أقرب فرصة :-)

@walllada

أن تأتي هذه الاصوات المبررة للاستعمار من فرنسا فهذا أمر يمكن تفهمه أما أن تأتي من بلد عانى من الاستعمار ودفع فاتورة الدم من أجل تحرير البلاد فهذا ما يثيرني ...شكرا على المرور

ART.ticuler a dit…

@ فررر

أعتقد أن أكبر مشكل نعاني منه هو قصر الذاكرة ..تماما كما في حياة البراري حين تهم البهيمة بقطع الوادى وتعرف قطعا أن التمساح في انتظارها ومع ذلك تمر ..أليس هذا من قبيل مازوشية المنهزم؟؟

bacchus a dit…

إنّ ذكر فضائل الاستعمار تجده إلاّ عند رهوط من الناس جاهل لا علاقة له بوسائط فهم الكون الذي يعيش فيه أي أنّه بقي كائنا طبيعيّا لم يبلغ رتبة الكائن الثقافي أمّا الصنف الثاني فالمؤلفة قلوبهم بالمال أو من خلال خيانة الأجداد للبلد وجاء الأحفاد ليبرّروا أفعال آبائهم وأجدادهم أو صنف غلبت عليه المهانة وعزّ عليه الانتماء إلى هذا البلد والاعتزاز بحضارته فراح يكيل له الشتائم ولا يرى فيه من اجابي غير ما قام به المستعمر. شيء واحد بكم كانت تكلفة السكة الحديدية بين صفاقس وقفصة وكم كان المبلغ الذي وفّره الفسفاط الذي مرّ عليها عبر عشرات السنين وبنوك من دخل؟ لقد أخذ الاستعمار دما وأرواحا وأموالا وكرامة.عار على من يأتي اليوم ليتحدّث عن فضائل الاستعمار. آسف يا صديقي على الاطالة

ART.ticuler a dit…

شكرا باخوس على المرور والاطالة :-)

سؤالك جيد باخوس ."بكم كانت تكلفة السكة الحديدية بين صفاقس وقفصة وكم كان المبلغ الذي وفّره الفسفاط الذي مرّ عليها عبر عشرات السنين وبنوك من دخل؟" هذا لو اعتبرنا أن الأمر متعلق فقط بالماديات لكن للاسف هنالك كرامة تهدر وهمم تداس وأن الامر لا يتعلق فقط بما أدخله الأستعمار إلينا لكن بما نزعه منا أيضا.. شكرا على المرور

Enregistrer un commentaire