samedi 3 avril 2010

عودة إلى فيلم صمت القصور


اعدت مشاهدة فيلم صمت القصور للمخرجة مفيدة التلاتلي وفي الاعادة.... لفتت انتباهي لغة سنيمائية قريبة من لغة النوري بوزيد ولا غرابة ما دام قد شارك في صياغة السيناريو ...

أبدعت المخرجة في تصوير وضعية المرأة في مجتمع ذكوري يطوف العالم من حوله .. هل قلت المرأة؟ أقصد خيالها و وهمها وصورتها المنعكسة في المرآة .. تعمدت الكاميرا الاطناب في تصوير المرأة من خلال إنعكاس صورتها في المرآة كأن وجودها ينعدم خارجها ..

عندما كانت في بيت سيدها انعكست صورتها المنكسرة في مرآة علقت تماما إلا جانب السرير ..هل هي أم جسدها ؟ هل هي ذاتها التي يداعبها "سيدي علي"؟ أم صورتها ؟

تعترضنا المرآة مرة أخرى عندما تعلم أنها حامل وكانت الصورة رديئة جدا نظرا لحالة المرآة المتآكلة بفعل الرطوبة في القبو المخصص للنساء .. وعلى مدار الفيلم يتكرر هذا المشهد لصورة المرأة الغائبة والحائرة ..هي مجرد صورة وسط مرآة في عالم ليس واقعا .. تعرض الفيلم أيضا إلى علاقة الأم بابنتها وهي علاقة متوترة ومنفصمة و يغيب فيها الحوار بل غالبا ما وقع تصوير الأم من خلف ستار أو حاجز ما كلما همت بالحديث إلى ابنتها..

تتمرد البنت على وضعية أمها /النساء وتكسر المرآة بيدها وتهجر القصر (بعد وفاة أمها بسبب محاولات الأجهاض المتكررة ) لتعيش مع معلم كرمز للرجل المثقف سرعان ما تكتشف أنه ككل الرجال حين يطلب منها كلما حملت منه إجهاض طفلها .. لكن ينتهي الفيلم بتصميم البنت على الاحتفاظ بابنها ..

ما أعيبه على الفيلم ربما هو إعتباره كل الرجال سواسية بما في ذلك الرجل المثقف ويمكن تفهم هذا الموقف على إعتبار أنه ردة فعل على خيبة المرأة المتكررة لكن إصدار أحكام مطلقة فيه الكثير من التجني.

الفيلم رغم قدمه نسبيا فلازال يحافظ على "حداثته" ..ويستحق المشاهدة مرة أخرى

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire