jeudi 15 avril 2010

نحن في حاجة إلى مجلة للاحوال النفسية على غرار مجلة الأحوال الشخصية

لا يزال الجنس في دولنا خاصة مرتبط بالشتيمة ولا فائدة في ذكر مفردات لغتنا الشعبية الغنية على هذا المستوى وهذا في حد ذاته مؤشر على التصور الذي نحمله على العملية الجنسية فهي "هتك للعرض" خارج قوانين القبيلة و وسيلة إذلال وتعذيب في قبو وزارات الداخلية وهو شيء "قذر" يتطلب ليس فقط النظافة بل الطهارة و الطهارة تعني الترفع والسمو على ما هو حقير

إن الانسان الذي يعتقد شعوريا أو لاشعوريا أن وجوده مرتبط أساسا بعملية جنسية وقع فيها إذلال امه لا يمكن أن يكون انسانا سويا.. ولا يمكن أن يشعر في قرارة نفسه إلا بالذل ..

إن تعابيرنا الشعبية وما أكثرها تقدم لنا مثال رائع للصورة التي نحملها عن الجنس لا شعوريا .. ماذا نقول في تونس عندما نريد التعبير عن شيء أصابه الفساد ؟ ماذا نقول في تونس عندما نريد التعبير أن احدهم وقع ضحية عملية غش ؟ بل ماذا نقول عندما نريد التعبير على نجاح أو إنتصار ؟

كل من وقع عليه الفعل الجنسي فهو فاسد "مكسرة" لا يمكن إصلاحها ..ومن ذلك يصبح المعيار الجنسي معيارا لتحديد "القيمة". فالفتاة التي مارست الجنس ولو في إطار قانون القبيلة تصبح إمرأة وبالتالي أقل قيمة !! انظروا إلى الصورة التي نحملها عن المرأة !! المرأة في قرارة أنفسنا هي "شيء" فقد قيمته.. هذه هي الحقيقة التي نحاول دائما اخفاءها ولا ينفع معها لا مجلة الأحوال الشخصية ولا ألف بورقيبة ..

أعتقد أن المسألة مرتبطة بوعينا وبالصورة التي نحملها لا شعوريا عن المرأة كموضوع جنسي مرتبط بالقيمة من جهة وبالحقارة من جهة أخرى وهذا بالضبط الذي يفسر تناقضاتنا في تعاملنا معها


أعتقد أن المشكل هو ثقافي بالاساس واننا أمام معضلة تربوية يطول الحديث فيها

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire