jeudi 8 avril 2010

في العودة إلى التراث وإرتفاع نسبة الأنسولين

يقع تداول الكثير من التعابير الموروثة و من كثرة تداولها وتكرارها أصبحت خالية من كل معنى.. من هذه التعابير التي تزيد من افراز مادة الأنسولين عندي هي : العودة إلى التراث أو التصالح مع التراث أو حين يدور الحديث في الفن ينقلب التراث إلى بحث عن الأصالة والقيم التراثية وكأن ما هو حديث (من الحداثة) لا علاقة له بالقيم ..!

كم مرة سمعنا "فنان " (وهو أيضا من التعابير التي خلت من المعنى) يجيب عن سؤال يتكرر كل مرة :كيف تقدم تجربتك الفنية للجمهور؟ ويكون الجواب الباسل دوما :ولله أحاول تقديم اغنية تتماشى مع روح العصر وفي نفس الوقت أعود إلى التراث لاستوحي منه ... !!

وكأن التراث مخزن في البلاد العربي يفتح أبوابه كل يوم جمعة و في يوم اليوم الوطني للباس التقليدي ثم يغلق أبوابه باقي أيام السنة..

إن التعامل مع "التراث " وكأنه منفصل عنا نعود إليه كلما احتجنا إليه ينم عن تفكير سطحي وساذج ومصاب بالعقم على مستوى الابداع والخلق .. هذه العقلية تترجم مدى التشرذم الذي نعانيه في تعاملنا مع تاريخنا فلا نحن تركناه يكون ماضينا ونظرنا إلى الأمام ولا نحن اعدنا قراءته ونقده وتجاوزه إلى الفعل الحداثي ..

والنتيجة أغاني بدون روح "الأم شلبة والبو قاروس " وما يسري على الاغاني يسري على كل المواضيع الأخرى ذات الصلة.. فنشاهد فنا تشكيليا يجد جذوره في ثقافة غير ثقافتنا أو "رسومات" ساذجة للحمام والمدينة العربي و ما إلى ذلك من "فاطمة تذهب إلى الغدير وعلى رأسها قلة الماء و السماء صافية والنخيل عال ... "

إن الثقافة الهجينة لا تبدع ولا تخلق فهي عقيمة بطبعها كالبغال ..



0 commentaires:

Enregistrer un commentaire