jeudi 16 septembre 2010

ليلى أندلسية

قالت أعشق موسيقاكم .. أرقص دون دون ملل .. ينادي شيئا ما بداخلي حين أسمع الموسيقى العربية .. فناديتها ذات عشاء .. قليلا من روائح الشرق الماكرة وموسيقى لفك أسارير الوجه .. حدثتها عن الفن والشعر وأشياء أخرى لم أعد أذكرها .. وحدثتني عن أحلامها الواقعية جدا.. قالت اعبر عنها بالرقص .. حين أرقص أعيش حلمي ..

ماذا تشربن؟ لاشيء، قالت .. ناولتها الكأس.. ملئت بالشيء .. ضحكت فضحك الشيء .. انتهت الجهة الاولى من الاسطوانة وانتصف الكأس .. أريد أن أرقص ..غيرت إسطوانة جديدة ورقصنا ..

ما يثيرني في الأسطوانة القديمة هي تلك الخشخشة الخفيفة المصاحبة عند الدوران .. إنه صوت الزمن ..

لم أعد أذكر كم رقصنا ولا كم مرة قلبت الأسطوانة .. رائحة البخور تملاء ارجاء الغرفة .. وصوتها القريب من أذني، نغمة تسللت من الصحن الدائر حول نفسه.. صوتها ..خشخشة الجهاز.. إعترافاتها الصغيرة.. مهمهتها..

وضوء الشمعة الوحيدة التي تزداد اضاءة كلما غاص ضوء النهار خلف الأفق..

كل هذا ثم اضافت ..شيئا ما فيك يناديني منذ قرون .. من يعلم قد يكون جدي جار لجدك منذ أربعة قرون في ضواحي قرطبة .. ابي يقول أن لدينا جذور عربية في العائلة.. قلت دعني أشم رائحتك.. أنا أعرف رائحة عائلتنا جيدا..

مدت لي رقبتها الطويلة.. هذا الجيد لا يمكن أن أترجمه إلى أي لغة .. هذه الرائحة أعرفها.. غبت في زمن قديم.. وغبنا في لحظتنا الراهنة .. علمتني ليلى الرقص وعلمتها إيقاعي..

و ذاب الثلج من قمم جبال البيريني..



mercredi 8 septembre 2010

اقطن جسدي منذ زمن بعيد


اقطن جسدي منذ زمن بعيد

بيت من طابقين وقبو..

وحديقة خلفية للمواعيد

أنا لست جسدي

لكنني أسكنه..

وقد يقول ما لا أريد..

يرتعش ، ينتفض ، ينخفض، ينتصب،

يتصبب عَرَبَا وعقدا فريد ..

هذا ليس جسدي..

هذه خيمتي الوقتية منذ الأزل ..

أسكنها في إنتظار أن يدلي الصخر بعمره الحقيقي

وفي إنتظار عودة المهدي ..

من المستقبل البعيد ..

يقال، سيحمل معه أغطية رقيقة

وخمرة عتيقة ..

وطوق نجاة للغريق ..

هذا ليس بيتي .. بيت للغجر

يزرعون القمح في كفي

ويقطفون القمر..

أنا في جسدي, مجرد عابر سبيل

أحمله ويحتملني ..

يسقيني العطش..

وأرويه الجمر..

أنا صرير باب بيتي القديم

افتحه على مصرعيه

ويصرعني أمام فتحتيه ..

ويزبد النسيم

ويدور تيار الهوى العليل

أنا مجرد سائح

في هضاب الجسد النحيل

يهوى الصور الأباحية

ويبحث في معالمه الآثرية عن دليل ..

هنا إنتصاب الحماية

وهنا إرتفاع الراية

فوق قصر الصبايا ..

وهناك بداية السبيل

........................

..............

............................

هذا ليس جسدي

هذا جسد هابيل..

نفضت عنه التراب

وآخيت الغراب

وقلت ما لا أريد..


Photo et réalisation : ART.ticuler

mardi 7 septembre 2010

الحارم على الخط 6

رن الهاتف خمسة مرات وفي الرابعة أردت أن أجيبه لكن الربط إنقطع.. كتبت له رسالة قصيرة قلت له فيها أن يتركني اكتب ما أريد وأن لا يتدخل من هنا فنازلا كثيرا وإلا تحولت القصة إلى تقرير وأضفت أن الفرق بين القصة والتقرير هى الحرية.. كانت تلك هي الكلمة التي أتممت بها ال 160 حرفا المعدين للرسائل القصيرة .. إبتسمت حين جالت بخاطري فكرة يقول مطلعها أنه بحروف الهجاء القليلة نكتب كتبا كاملة و بمائة وستون حرفا نكتب فقط رسالة قصيرة لا غير ، نقتصد فيها الكلام على حساب المعنى أو العكس..

قبيل الضغط على زر الأرسال وككل القرارات الهامة في الحياة أصابني التردد .. لماذا لا أحدثه مباشرة؟ صحيح أن الكتابة هي طريقة مثلى في الحديث دون أن يقاطعك أحد.. لكن في الحديث المباشر، يمر من الرسائل الصغيرة المطوية بين ثنايا الكلام ، ما لا تتسع له كل رسائل اخوان الصفا.. بالاضافة إلى اننا نستغني تماما عن النقاط والفواضل و نستبدلها باشارات أخرى نكتبها برموش العين..

رموش ماذا؟؟ قال الحارم مستغربا..

بحثت عن إسمه في لائحة أعدائي ثم ضغطت عليه.. صعد لي صوت الحارم مرتعدا.. قلت : لباس؟

قال : لا ! انهم يريدون قتلي .. ثم سمعت صوت إرتطام جسم صلب بجسم أقل صلابة... أو كالعادة في مثل هذه الأمور بالعكس .. و إنقطع الخط ..

ماذا لو أصاب الحارم مكروه..كيف لي أن أتمم هذه القصة؟

الحارم : الأنسان المحض

عندما ارتمى على سطح المكتبة و من ثم عانق عمود الكهرباء نزولا وجد نفسه في زقاق ثم في نهج يؤدي إلى ساحة الجمهورية مكانه المفضل.. حيث يعاكس المارة ليس إختيارا بل لانه يسير عكسهم على نفس الجادة لكن في عالمه الخاص

عالم الحارم خالي من القوانين والمحرمات تسوده السليقة.. يحزنه سبب ما وتضحكه عدة أسباب.. بعيدا عن وطأة الاشهار، يأكل حين يشعر بالجوع.. كلما رأى إمرأة في حر الظهيرة، تغمره رعشة، لم يفهم سرها.. حبات الفاليوم تجعله مسالما يتحدث إلى نفسه بصوت عال الجودة

منذ فقد عقله، فقد معه كل رقابة سابقة على أحاسيسه.. كلامه كله، لو نظرنا إليه من جهة طلوع الشمس، عبارة على زلة لسان كبيرة.. هذا لو أخذنا بماقاله علماء النفس منذ قرن تقريبا.. لكن في حالة الحارم لا يمكن الحديث عن زلة لسان.. فالزلة تستوجب ضمنيا وجود الرقيب

في هذه اللحظة يرن هاتفي .. إنه رقم الحارم ..ماذا يريد؟ لم أكمل الكتابة بعد.. ارفعه، أدنيه من أذني اليسرى ..ألو؟ قال اياك أن تستغل غياب عقلي و تجعلني أقول كلاما بذيئا.. زلات اللسان أهون من زلات القلم .. قلت لا تخف ليس أكثر مما نسمعه كل يوم

الحاج التهامي يجد متعة كبيرة في إعادة سرد قصة يوسف وإمرأة العزيز التي راودته.. يتوقف طويلا عند وصف ملابسها ..تحت الملابس ينام شيطان.. يسحب منديله البني .. يبصق.. يسترسل

لسبب غير واضح تقفز حكاية الحارم مع البغلة إلى ذهنه

إنه من فعل الشيطان

الحارم في حر الظهيرة رأوه يحاول إيلاج قضيبه في بغلة عم الهادي الحارس في هنشير اليهودية .. وضع كنتولة عند القوائم الخلفية للبغلة ليرتقي إلى مستواها.. دون جدوى.. من سوء حظها.. التقت الأرواح واختلفت الأجسام

و بربي يقدر الخير إختتم الحاج التهامي كلامه

رن الهاتف مرة اخرى.. فلم أجبه..

dimanche 5 septembre 2010

الحارم يروي قصة هروبه4

غير أن الصدف، أي إلتقاء المستبعد مع الممكن، رمت بالحارم أمامي بعد إن ارتطم رأسه بقضيب حديدي كان يتدلى، من "مرمى" لم تنته منذ عشرون سنة.. فقدانه لعقله لم يغير من إيمانه شيئا لكنه أصبح أكثر جرأة .. تخلص من الخوف حين يتحدث عن الله وتعامل معه على أنه صديق لا يمكن أن يكون راجم نساء ولا قاطع رقاب

لم تكن هذه العلاقة الجديدة للحارم مع ربه مبنية على إعمال لعقل فقده بطبعه ولا تبعا لتأملات في الحياة تتجاوزه بل ربما كان غياب العقل بالذات هو السبب في تحرره من سلطة المقدس .. إن العقل يقيدنا سواء في حضوره أو حتى في غيابه ..

أسر لي الحارم في إحدى لقاءاتنا السرية أن هذا الكلام صعب قوله وسط القصة ولا مبرر له.. ثم استحلفني أن لا اجعله يقول ما لا يشعر به .. أو أن يشعر بما لا يمكن التصريح به.. هكذا كان اتفاقنا لما تركته يوم السقوط المشهود يفر إلى الصومعة

لم يخرج الحارم يومها من الحائط كما سرى القول.. ولا خالف المقدس قوانين الطبيعة .. فقط لعبت الصدفة دورها، أي إلتقاء المستبعد مع الممكن ، .. كان مستبعدا أن يجد الحارم له وهو داخل الصومعة مخرجا لكن كان من الممكن أن يجد فتحة صغيرة تؤدي إلى سطح الجامع خرج منها "مستسلما لصواب قلبه

من بهو الجامع، صاح بي الحاج التهامي وفي يده فردة القبقاب :" هذه ليست عبارتك يا سارق.." قلت له يا حاج التهامي هل أنت في حاجة، عندما تقرأ سورة الاخلاص، أن تقول أنها من القرآن ؟ لم يجبني الحاج كعادته ولم أشأ أن أطيل معه الحديث كي يتمكن الحارم من الهروب ..

بمجرد أن إستدار الحاج التهامي، إلتفت لي الحارم وسألني: كيف ستخرجني من هنا ؟ قلت : إقفز في الهوى !

حين قفز من فوق سطح الجامع إلى السطح المقابل العائد لمحل كراء لوازم الأفراح ، كان يعبر في الواقع زنقة طويلة لكنها قليلة الاتساع تفصل الجامع عن المكتبة الوحيدة في الحومة .. تماما وسط القفزة ضغطت على زر التوقيف فوجد الحارم نفسه ومن تحته الفراغ .. إرتعد في الأول وكاد يسقط و يستعيد ربما صوابه لو لم أسرع واضغط على زر التشغيل مجددا.. أافف.. مالا خدمة معاك" قال لي الحارم.. ثم واصل فراره.. يتبع



الحارم يروي قصة هروبه4

غير أن الصدف، أي إلتقاء المستبعد مع الممكن، رمت بالحارم أمامي بعد إن ارتطم رأسه بقضيب حديدي كان يتدلى، من "مرمى" لم تنته منذ عشرون سنة.. فقدانه لعقله لم يغير من إيمانه شيئا لكنه أصبح أكثر جرأة .. تخلص من الخوف حين يتحدث عن الله وتعامل معه على أنه صديق لا يمكن أن يكون راجم نساء ولا قاطع رقاب..

لم تكن هذه العلاقة الجديدة للحارم مع ربه مبنية على إعمال لعقل فقده بطبعه ولا تبعا لتأملات في الحياة تتجاوزه بل ربما كان غياب العقل بالذات هو السبب في تحرره من سلطة المقدس .. إن العقل يقيدنا سواء في حضوره أو حتى في غيابه ..

أسر لي الحارم في إحدى لقاءاتنا السرية أن هذا الكلام صعب قوله وسط القصة ولا مبرر له.. ثم استحلفني أن لا اجعله يقول ما لا يشعر به .. أو أن يشعر بما لا يمكن التصريح به.. هكذا كان اتفاقنا لما تركته يوم السقوط المشهود يفر إلى الصومعة..

لم يخرج الحارم يومها من الحائط كما سرى القول.. ولا خالف المقدس قوانين الطبيعة .. فقط لعبت الصدفة دورها، أي إلتقاء المستبعد مع الممكن ، .. كان مستبعدا أن يجد الحارم له وهو داخل الصومعة مخرجا لكن كان من الممكن أن يجد فتحة صغيرة تؤدي إلى سطح الجامع خرج منها "مستسلما لصواب قلبه .. "*

من بهو الجامع، صاح بي الحاج التهامي وفي يده فردة القبقاب :" هذه ليست عبارتك يا سارق.." قلت له يا حاج التهامي هل أنت في حاجة، عندما تقرأ سورة الاخلاص، أن تقول أنها من القرآن ؟ لم يجبني الحاج كعادته ولم أشأ أن أطيل معه الحديث كي يتمكن الحارم من الهروب ..

بمجرد أن إستدار الحاج التهامي، إلتفت لي الحارم وسألني: كيف ستخرجني من هنا ؟ قلت : إقفز في الهوى !

حين قفز من فوق سطح الجامع إلى السطح المقابل العائد لمحل كراء لوازم الأفراح ، كان يعبر في الواقع زنقة طويلة لكنها قليلة الاتساع تفصل الجامع عن المكتبة الوحيدة في الحومة .. تماما وسط القفزة ضغطت على زر التوقيف فوجد الحارم نفسه ومن تحته الفراغ .. إرتعد في الأول وكاد يسقط و يستعيد ربما صوابه لو لم أسرع واضغط على زر التشغيل مجددا..

"أافف.. مالا خدمة معاك" قال لي الحارم.. ثم واصل فراره.. يتبع



عباس يفقد إسمه إلى الأبد 3

تتالت زيارات عباس بين أوقات الصلاة إلى الجامع تفاديا لملاقاة المصلين.. وتتالت ضربات القبقاب على الحائط ... تبين فيما بعد أن الحاج التهامي الذي تفرغ للاعتناء بالجامع تفرغ أيضا لزيارات عباس الفجئية ليتصدى لها بالرجم القبقابي.. ومن باب إتمام المهمة على الوجه الأكمل يختم عملية الرجم بهذه الجملة "إذهب يا كلب من هنا... جرب أرجع

تكررت العملية أمام أعين أولاد الحومة العاطلين عن العمل أكثر من مرة حتى اطلقوا على عباس إسم الهارب ثم تحول إسم الهارب إلى الهامل في مرحلة أولى قبل أن يرسو أخيرا على الحارم.. كالبيضة التي فسدت لاسباب أعود إليها لاحقا قبل مغيب الشمس..

للغة أيضا قوانينها ولا تقبل الأسماء الجاهزة.. تفضل غلالها على اغلالها.. بل تفرض دائما أن تمر الألفاظ عبر صيرورتها.. فليس إختيارا رسى اللسان على إسم الحارم بل لاشعوريا لما تحيل إليه كلمة الحارم من الفعل الحرام الذي قام به عباس.. بدت لي العلاقة جلية و إن تنكرت في الاستعارات.. أنا الذي أمسكت باللغة أكثر من مرة تراود اللاشعور وتنام معه كل ليلة وتنجب الفاظا يتباهى بهم الشعور في النهار على أنهم أبناءه...

يقول محضر الشرطة أن الدجاجة اقامت علاقة غير شرعية مع الديك الهارب وباضت بيضة فاسدة وقع رشقها بالحجارة في الساحة العامة فانشقت قشرة البيضة وانتشرت رائحة نتنة في كل ارجاء المكان.. وإختلف الناس في أمرها.. فمنهم من قال أدفنوها في التراب قبل أن تفقس تماما.. ومنهم من أفتى بجواز بقائها شريطة أن يقع لفها في رداء أسود مخافة إغراء بقية الديكة.. وجاء من أقصى المدينة رجل قال تلك البيضة نتجت عن علاقة الحرام فهي بيضة حارمة

واختتم المحضر بتاريخه وإمضاء الطرفين

لم يكن للحارم أي دور في إختيار إسمه الأول الذي اطلقته عليه أنا في هذه القصة ولا إسمه الثاني الذي اطلقه عليه أولاد الحومة..العاطلون عن العمل.. ولم يكن له أي دور في فقدان صوابه .. لم يكن له أي دور سوى أن الصدف .. يتبع

vendredi 3 septembre 2010

عباس يفقد صوابه مرة ثانية 2

من حسن حظ عباس أنه لم يعد محور إهتمام حرفاء الجامع.. انصرفوا عنه إلى أمور أخرى وحسابات أخرى.. يدخلون الجامع فيبيعون ذنوب يومهم ويجنون حسنات مضعفة ويتبادلون الأحاديث وآخر ما صدر من قوانين الفتاوي.. جلبة وغوغاء بعد كل صلاة كبورصة الأوراق المالية.. في مدخل الجامع علقت سبورة خضراء عليها ورقة تحمل أرقاما و أسماء لمتبرعين.. غريب أمر الانسان،لماذا كلما تشكل في مجموعة إلا و بحث احدهم على تزعمها ثم طالب بالمال في شكل هبة أو تبرعات أو اداءات على القيمة المضافة .. مضافة إلى ماذا؟..

كلما نزلنا إلى أسفل السبورة قلت الأرقام على يمين الفاصلة.. لو رتبت الأسماء حسب التاريخ لكان بالامكان رسم خط بياني لصعود الأسهم ونزولها لكن ترتيبها حسب المبلغ المتبرع به أعطى هذا الشكل الهرمي.. يذكرني هذا الشكل بالقبيلة،شيخها الهرم فمساعديه ثم رعاع القبيلة وفي الأسفل مجانينها ...

إلى جانب قائمة الأسماء علقت ورقة أخرى صغيرة كتبت بخط اليد على عجل :

بسم الله الرحمن الرحيم

أخي المسلم

إن شراء مصحف من السعودية و وضعه في المسجد النبوي (10000 حسنة)

أو في الحرم المكي( 100000 حسنة) وذلك بارسال ثمن المصحف مع أي.. للمزيد من الارشادات...

مر عباس أمام باب الجامع وتردد قليلا في وضع قدمه اليسرى خلف عتبة الباب .. القدم اليسرى وحدها لا تكفي ..هم برفع اليمنى .. رفعها قليلا وإنحنى بجسده نحو الداخل .. قدمه اليمنى لا تزال خارج الباب .. فوووووت !!... جسم ما إرتطم بالحائط .. إذهب يا كلب.... يبدو أن البعض لم ينس الشيطان الذي يسكن عباس في الطابق الثاني .. عاد عباس إلى الوراء ..أعاد قدمه اليمنى إلى الأرض ثم سحب جسده إلى الخلف وجذب قدمه اليسرى إلى خارج الباب ثم إستدار وفي لمح البصر غاب.. هذا بطبيعة الحال عندما نضغط على زر التشغيل البطيء لكن في واقع العين تم كل هذا في لمح بصرها.. ما تراه العين ليس إلا خلاصة مقتضبة للواقع .. فمثلا... (---------) يلتفت عباس خلفه يرى فردة القبقاب التي ضرب بها تعود في الأتجاه المعاكس ثم... (--------------) فمثلا لو كنا نرى العالم من حولنا كما تراه الكلاب لما رأينا الأحمر والأخضر ..عالم قريب من الأبيض والأسود .. ولا اصابتنا القناعة بان أصل الأشياء غياب هاته الألوان .. (------------)... تسقط في نفس المكان الذي كان فيه عباس يحاول الدخول.. لو بقيت هناك لنزلت فوق رأسي تماما .. قال عباس راوغت بالقدر أمام باب القضاء ! ثم عاد والتقط أزهاره التي سقطت ... يتبع


عباس يفقد صوابه مرة ثانية 2

من حسن حظ عباس أنه لم يعد محور إهتمام حرفاء الجامع.. انصرفوا عنه إلى أمور أخرى وحسابات أخرى.. يدخلون الجامع فيبيعون ذنوب يومهم ويجنون حسنات مضعفة ويتبادلون الأحاديث وآخر ما صدر من قوانين الفتاوي.. جلبة وغوغاء بعد كل صلاة كبورصة الأوراق المالية.. في مدخل الجامع علقت صبورة خضراء عليها ورقة تحمل أرقاما و أسماء لمتبرعين.. غريب أمر الانسان،لماذا كلما تشكل في مجموعة إلا و بحث احدهم على تزعمها ثم طالب بالمال في شكل هبة أو تبرعات أو اداءات على القيمة المضافة .. مضافة إلى ماذا؟..

كلما نزلنا إلى أسفل الصبورة قلت الأرقام على يمين الفاصلة.. لو رتبت الأسماء حسب التاريخ لكان بالامكان رسم خط بياني لصعود الأسهم ونزولها لكن ترتيبها حسب المبلغ المتبرع به أعطى هذا الشكل الهرمي.. يذكرني هذا الشكل بالقبيلة،شيخها الهرم فمساعديه ثم رعاع القبيلة وفي الأسفل مجانينها ...

إلى جانب قائمة الأسماء علقت ورقة أخرى صغيرة كتبت بخط اليد على عجل :

بسم الله الرحمن الرحيم

أخي المسلم

إن شراء مصحف من السعودية و وضعه في المسجد النبوي (10000 حسنة)

أو في الحرم المكي( 100000 حسنة) وذلك بارسال ثمن المصحف مع أي.. للمزيد من الارشادات...

مر عباس أمام باب الجامع وتردد قليلا في وضع قدمه اليسرى خلف عتبة الباب .. القدم اليسرى وحدها لا تكفي ..هم برفع اليمنى .. رفعها قليلا وإنحنى بجسده نحو الداخل .. قدمه اليمنى لا تزال خارج الباب .. فوووووت !!... جسم ما إرتطم بالحائط .. إذهب يا كلب.... يبدو أن البعض لم ينس الشيطان الذي يسكن عباس في الطابق الثاني .. عاد عباس إلى الوراء ..أعاد قدمه اليمنى إلى الأرض ثم سحب جسده إلى الخلف وجذب قدمه اليسرى إلى خارج الباب ثم إستدار وفي لمح البصر غاب.. هذا بطبيعة الحال عندما نضغط على زر التشغيل البطيء لكن في واقع العين تم كل هذا في لمح بصرها.. ما تراه العين ليس إلا خلاصة مقتضبة للواقع .. فمثلا... (---------) يلتفت عباس خلفه يرى فردة القبقاب التي ضرب بها تعود في الأتجاه المعاكس ثم... (--------------) فمثلا لو كنا نرى العالم من حولنا كما تراه الكلاب لما رأينا الأحمر والأخضر ..عالم قريب من الأبيض والأسود .. ولا اصابتنا القناعة بان أصل الأشياء غياب هاته الألوان .. (------------)... تسقط في نفس المكان الذي كان فيه عباس يحاول الدخول.. لو بقيت هناك لنزلت فوق رأسي تماما .. قال عباس راوغت بالقدر أمام باب القضاء ! ثم عاد والتقط أزهاره التي سقطت ... يتبع


jeudi 2 septembre 2010

عباس يفقد صوابه مرة ثانية

عندما إرتطم رأس عباس بقضيب الحديد المتدلي من "مرمة" لم تكتمل منذ عشرين سنة لم يكن يعلم أحد أن ذلك الحادث سيكون له تأثير على إنتشار الرواية في تونس .. إذ بعد عشرين سنة ظهر كتاب عباس يفقد صوابه دون تبيان الأسباب ..

بعد عشرين سنة على خروج المجموعة القصصية قام عباس، الذي كان يستهويه المرور خلف صفوف المصلين في جامع الحومة، بدفع احد المصلين، تماما عند السجود فسقط و تساقط خلفه المصلون الواحد تلو الآخر كأحجار الديمينو ... قفز عباس فوق ظهور المصلين نصف طائر تقريبا وهرب إلى الصومعة... اعتقد أنه يقترب من الله و يبتعد عن حشد المصلين المزبدة أفواهم من فرط الأيمان .. الرجل يسكنه الشيطان..صاح احدهم..

تقول الرواية أنه لا أحد يعرف بالضبط كيف أفلت عباس من قبضتهم يومها.. البعض يقول أن الشيطان أعانه على الخروج من الحائط ..

كيفاش؟ يخرج من الحائض ؟ تساءل عم التهامي الذي يتصنع ثقل السمع ..

حادثة السقوط أصبحت شهيرة..حتى أن البعض بدأ يؤرخ بها.. كأن يقول مثلا قرأت سورة القيامة بعد السقوط بيومين..

كأن العقل والأيمان لا يلتقيان رددها أكثر من مرة الإمام قبل أن يستدرك وسط خطبة الجمعة الأولى بعد السقوط، ثم عرج على حادثة السقوط اسبابها ونتائجها وأن الأحداث هي إختبار من الله لنا قبل أن يختتم بأن عباس فاقد للعقل وبالتالي للايمان وبناء عليه لا يجوز دخوله الجامع .. وأفتى بجواز رجمه بالحجارة وإن لم تجدوا فبأحذية المصلين وذلك أضعف الأيمان..

إن كان الأيمان مرادف للعقل هل يعني هذا أن قذف الناس بالحجارة هو قمة العقل؟ تجاهل الإمام هذا السؤال الذي طرحه عليه شاب يعفس على الجمر وفضل عليه سؤال آخر سأله عم التهامي يتعلق بالحيض لدى الرجال..

غاب عباس فترة ثم عاد إلى الزهور.. التي كان يقطفها حين تنبت عند إلتقاء الحائط بطريق الأسفلت أو حذو ميزاب ما.. صفراء بدون بهرجة.. بسيطة ككل الزهور التي نخجل من تقديمها في المناسبات ليس لانها تفتقد الجمال بل لانها بدون ثمن .. الجمال في هدايا المناسبات مجرد تعلة .. يتبع