mercredi 9 février 2011

تونس: قصعة كسكسي وذراعك يا علاف


المتتبع لما يجري الآن في تونس يخرج بنتيجة -واحدة على الأقل- أن البلاد أي العباد، تسير في طريق يصعب الرجوع منه أو الالتفاف عليه.. انزلقت البلاد إلى حسابات ضيقة فردية وحزبية بل حتى أن البعض لم يتوان في إقتطاع جزء من الطريق العمومي والحاقه بملك الخاص ..


( شاهد الفيديو http://www.facebook.com/video/video.php?v=145444092182909&subj=100000444850734#!/video/video.php?v=1574749088982&oid=126693874062402&comments )

هكذا بين عشية وضحاها والبلاد وما سواها تحول الملك العام إلى خاص وهذه الحادثة تعبر بصدق وباختزال شديدين الحالة التي تعيشها البلاد .

يحاول الكل، احزاب ونقابات، اساتذة ونكبات، كتاب الربع الساعة الأخير و مقررو المصير ، مشائخ عادوا للتو ومشائخ ناموا في ظل الزيتونة .. كلهم يريد أن يقتطع جزء من الكعكة.. الكل يتعامل مع تونس كأنها غنيمة حرب ..

الكل مسته عدوى الاضرابات والكل يطالب ولم نسمع من يريد أن يعطي.. وكما نبدأ الأكل بالبسملة ، نبدأ نهش جسد الثورة بالترحم على الشهداء، من باب البحث عن شرعية مفقودة، ثم نشرع في المطالبة: أولا و ثانيا وثالثا .. وصلت المطالب حدا تجاوز الدلال.. إضراب من أجل رد الأعتبار وإضراب ينظّر للأنتحار وإضراب معاكس في الأتجاه وإضراب من أجل لفت الأنتباه .. إلى أين نحن سائرون؟؟

بعض احزاب المعارضة (لست أدري لماذا يصر البعض على تسميتها بالمعارضة وهي تشارك في الحكم؟) بدأت حملتها الأنتخابية باسم التنمية الجهوية أو دمقرطة التعليم.. وهذا لا يختلف في شيء عن سياسة التجمع حين قايض التنمية بالاستمناء الحزبي ..

أصبحت خزينة الدولة كبيت مال المسلمين وأصبح الشعب رعية يستجدي على شاشات التلفزيون.. نريد مرحاضا في المدرسة الفلانية ونريد استاذا جميلا في معهد للفتيات ..ولما لا واليا كعمر بن الخطاب يتولى أمورنا؟!!

عوض أن تنصب الجهود على بناء مؤسسات قانونية قوية لضمان عدم الرجوع إلى الوراء، عوض جعل الشاشة منبرا للتثقيف السياسي لتشريك الناس في أخذ القرار ، عوض العمل على إنقاذ السنة الدراسية، و إنقاذ الموسم السياحي الذي يعيش منه مئات الآلاف من التونسيين، لان الأمن لا يأتي من فراغ البطن ..عوض كل هذا ، أصبح الكل، أقول الكل دون اسثناء، يدير قصعة الكسكسي بالشكل الذي يناسبه بحثا عن أكبر قطعة للحم !

أرجو أن نتخلص من وعي القطيع قريبا فتونس أكبر من هذا




0 commentaires:

Enregistrer un commentaire