vendredi 23 octobre 2009

قصص واقعية 3: عبد الرحيم

..بدت العلاقة بين الأثنين أكثر بساطة مما توقعت..علاقة بين طبيب وخبير في الحسابات لدى المحاكم ... كنت انتظر أن يناديه بسي عبد الرحيم أو على الاقل سي رحيم.. تجاوزا للثقل ..بعض الأسماء عير قابلة عضويا أن تضاف إليها كلمة سي..
تدخل "سي" على الاسم فترفعه وتنصب كل ما سبق..كان من الأجدر أن نضيفها إلى أخوات كان ..الأخت الصغرى على الاقل..لا يهم..
دون أن نعي تمارس "سي" عبئا معنويا .. فجأة ينقلب عبد الواسط إلى سي عبد الواسط ..و رزوقة إلى سي عبد الرزاق ... كيف يتم هذا الانقلاب المفاجىء ؟ هل هو الحصول على شهادة.. تلك الورقة!....نعيش في عالم من الورق ..حتى الأوراق النقدية هي أوراق غير قابلة للنقد أو التشكيك ..تماما كشهادة الميلاد والوفاة و عقد الزواج وعقد البيع و عقد الكراء..والصكوك بالرصيد أو بدونه..كلها أوراق نضمنها قيمة ما.. فتصبح سارية المفعول بموجب قانون نجهله ونقبله..

لكن العلاقة بين عبد الرحيم، الطبيب و صديقي، الخبير كانت أقل بروتوكلات مما أعتقدت.. طغت عليها غرغرة قارورة الشيشة وتبادل لحديث عادي خلته، من بساطته، مدخلا لمواضيع أكثر عمقا تنتظر أن تسري النار وتتمكن من قبة الاسفلت الأسود..
فجأة إلتفت لي عبد الرحيم وسألني :تعيش خارج البلاد أنت؟ باغتني بسؤاله لكن تعمدت استفزاز شهادته..
قلت :لا ! أعيش داخل البلاد خارج حدود الوطن !
لم يجب سوى كرة من دخان اطلقها من فمه فى الهواء ..وإلتفت إلى صديقي وقال : نساء الشمال لا يبحثن إلا عن ذلك ..ما يملأ الفراغ ..لا يشبعن أبدا.. ثم وضع مبسم الخرطوم في فمه وسحب نفسا طويلا..

.
يتبع فلا تتبعني

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire