dimanche 8 novembre 2009

القائمة السوداء 12

كل هذا يبكي: البطن المندفع و الأكتاف العريضة ... الرأس المنحني.. الأرجل المنفرجة..كل هذا يبكي.. من جراء كلمة..أدركت يومها أن للكلمة كلمتها ...
ألقى إليه مصطفى بمنديل من ورق ثم نظر إلي كانه يلومني...نفس الورق الذي نخط عليه أحلامنا ..ونفس الورق الذي ننفخ فيه قيمة ما..نمسح به دموعنا...
وضع دموعه وسط المنديل..وسحب نفسا طويلا..
كنت سوف أشعر بالذنب ..لكن وجدت في استئنافه الكلام وكأن شيئا لم يكن سندا لي...

الشعور بالذنب، ذنب..!
أصبح أكثر مرحا...حين لم نأخذ بكائه مأخذ الجد..واعتبرنا ذلك أمرا طبيعيا لا ينقص من رجولته شي... ولا يزيدها...

الحب...كيف أقول..حب الزوجة ليس كحب العشيقة..أم أولادي احترمها..لكن الحب الذي عشته اليوم شيء آخر...رائحتها ..إهتزاز ثدييها كلما غاصت عجلات التاكسي في أحدى الحفر ..أصبحت ابحث عن الحفر وسط الطريق..

تشتهيها أم تحبها ؟

لا..لا..! نعم...أقصد ..لم أفهم سؤالك..

ألم تسعى خلف أختها الأقل منها سمنة..دون جدوى..

لا.. مصطفى.. لا.. كان زمان..أنت تتحدث عن
تسعة أسابيع خلت..

من فوائد الخمرة أنها تطلق السرائر دون رقيب.. نكون نحن..كيفما إتفق.. لكن نكون نحن بصدق..

لقد أقسمت بهذا البطن وما احتوت أنها لا تعرف الآن سواي..وأنا بدوري أرفض أن تنام مع غيري..

قلت:
تأكل من يدي زوجتك..وتلعب مع ابنك وتنام مع عشيقتك..لا يكفيك هذا بل تريد أن تفرض عليها حصارا ولا تعرف سواك.. أليس في ذلك الكثير من الأنانية؟

في حالة الحصار، يشترك الانسان والجرذان في خاصية الهجوم كحل أخير... ربما ذلك ما يفسر عدم إنقراضهما...

إنتقل طهورة إلى الهجوم..باسلحة عتيقة..وخراطيش أكلها الصدأ..
ذكرتني بالالعاب النارية في أيام العيد..لا أذكر تماما أي عيد.. لكنه عيد نبتهج فيه بانقضاء شهر فرحنا بقدومه ..

من أين يأتي هذا الفرح في عيون الأطفال وهم يرون بأعينهم "الفوشيك" الذي وضعوا فيه كل ما يملكون يوم العيد، كيف يتحول إلى فتات متناثر في الهواء؟ فقط لسماع طلقة!

الطلقة هي إنفلاق الصمت !..

هذه الطلقة التي تفرح الصغار تفرح الكبار أيضا..فقط الصغار أكثر تلقائية في فرحهم..
الكبار يتصنعون الوقار ...ويهادنون الصمت..

يعود الصمت من جديد إلى حالة الصمت..

..ويعيد الانسان الكرة .. لو نحدث ثقبا وسط هذا الغشاء الهائل...لاصبح العالم أكثر تهوئة....ثديي العشيقة يهتزان لكنهما لا يحدثان ذلك الثقب المطلوب...ليدور الهواء..

الخمرة وإن كانت رديئة تجعلك تفكر..وترتفع بك إلى باطن الأرض..

زوجة طهورة...ابنه ...فوشيك العيد... مصطفى بنظرياته المتشعبة كرأس بروكلو...عجلات التاكسي..ثديي العشيقة... طهورة و دموعه..كلها..كلها بدت لي محاولة لاحداث ثقوب في هذا الصمت...
خراطيش طهورة القديمة ..غاصت في الصمت ثم ارتدت على اعقابها.. الصمت غشاء يحيط بنا غير قابل للتمزق..فقط للتمدد!

قال وهو يهاجم.."لا.. لا.. برجولية أنا راجل و هي مرا...موش كيف كيف.. "
لست أدري كيف قفزت فوق السرير وذهبت مسرعا إلى المرحاض...إلتحق بي مصطفى ..هل ه
ي الخمرة الرديئة؟..
قلت لا..! بل كلام صاحبك!

يتبع كيف التابعة

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire