vendredi 13 novembre 2009

القائمة السوداء 18

كنت أريد الانصراف ..حين وقف طهورة بسيارته في الجهة المقابلة للمقهى وإلتحق بنا..
مالك عدت باكرا ؟
معادش انجم...! أشعر بتعب شديد من أثر سهرة البارحة... يبدو انني أصبت بنزلة برد..كل مفاصلي فواصل..
يبدو أنك في حاجة أكثر من مجرد العطف..وكنت أقصد معطفي..لم يفهم الرسالة ..

بين الدال والمدلول هنالك مساحة
للتأويل ..

..كان عليك أن لا تخرج مباشرة إلى الهواء... لتتفادى الصدمة ..المعطف يساعدنا على تحمل الأنتقال الفجئي من وسط حار إلى وسط بارد...

إن كان الأمر كذلك فأنت قبل طهورة معني بالنزلة ..هل نسيت أنك خرجت دون معطف البارحة؟

هنالك أيضا القابلية ..! نمرض لاننا لنا قابلية المرض..جسدك لا ينسى!
الخروج من جو التاكسي الساخن إلى جو بارد عدة مرات في اليوم.. نتيجته الوحيدة أنك تصبح أكثر عرضة وقابلية للمرض من غيرك..
كل ما تعرضنا إليه في حياتنا السابقة من صدمات وإنتقال فجئي بين عالمين, يبقى في الذاكرة...ويحدث خدوشا لا تمحى..لو تم هذا الأنتقال بشكل سلس وأكثر تدرج لما أحدث اثارا سيئة..
خروجنا الاول عنوة من حميمية البيت إلى المدرسة... إكتشافنا
الفجئي لعلامات البلوغ في ملابسنا الداخلية دون أي تحضير نفسي ..ارتطامنا الاول بعالم الشغل ..كل ذلك يترك حفرا عميقة في الذاكرة قابلة أن تتجمع فيها المياه..
إنهيار السد يبقى مسألة وقت..في أحسن الأحوال تصبح المياه راكدة ينام من تحتها العفن..يكفي تحريكها بعصا الوقت لتثور روائح الماضي..

انهيت كلامي..فجأة ..كما بدأته..

رفعت رأسي وجدت مصطفى يشير إلي بعينه أن أنظر إلى طهورة ..انتقلت بنظري أفقيا..وجدت مادة لزجة تسيل من أنفه وفمة قد فتح إلى النصف..

فجأة..
"أنا نقلك مستبرد وأنت تحكيلي على سد سيدي سالم؟؟"

انفجرنا أنا و مصطفى بالضحك..أما هو فسحب منديلا من ورق اغمس فيه أنفه وقال كل ما عنده..
قلت إلى طهورة..ما يجعلك في هذه الحالة من الانهاك الكلي هو كائن حي من صغره لا يمكن حتى رؤيته بالعين المجردة..

لا يملك الأنسان سوى لسانه..! لا شك أنه سمع هذه الجملة من إحدى حرفائه...
سأصعد إلى البيت لانام .."تاو نقول للمرا تعملي غلفة بلفيكس.."

في هذه اللحظة رن هاتفه ..حاول بصعوبة معرفة
الإسم المكتوب على شاشة الهاتف الصغيرة .. إستعاد إبتسامة ممزوجة باللعاب ونظر إلى مصطفى.ورفع حاجبيه إلى الأعلى ..هل يمكن رفعها إلى الأسفل..؟
انها هي...

ألو..! أهلا بيك..فينك ؟ راني شكشوكة.. مريض في حالة..

الجواب اتى من شرفة بيته و من الهاتف في نفس الوقت... زوجته تخاطبه ..
"تلفون شكون هذا سي الشباب ؟ "

يتبع دون لعاب

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire