lundi 16 novembre 2009

القائمة السوداء 21

في ذات اليوم ، مساءا رن هاتفي المحمول في كفي..ثم كالعادة ، صمت..
أعرف هذا الصمت.. إنه دعوة للكلام في أمور لا تعنيك على حساب جيبك ..!
لكن الطالب هو مصطفى وأعلم جيدا أنه فعل ذلك من باب الضرورة ..
لقد انهارت بيننا الحواجز المادية بفعل الزمن..وقصر نظر الدينار ..
البعض تعتريه نشوة الإنتصار عندما يقضم من جيبك مائة مليم...
أصبح ثمن الانتصارات بخس هذه الأيام..

أين ذهبت هذا الصباح؟

لم أستطع البقاء في ذلك الجو المشحون بالرؤوس المشرئبة لالتقاط الأخبار..لقد سمعت أكثر من تفسير للصراخ المنبعث من الشرفة ..
سمعت أن زوجة طهورة تطالب بالزيادة في المصروف اليومي .. سمعت أن سببه هو عزوف طهورة عن العمل والمكوث في المقهى... بل أن البعض سمعته يتحدث أن سبب العراك هو أن زوجته تطالبه بالقيام بواجباته الزوجية تجاهها..
من أين لهم بكل هذه التفسيرات ؟ أجزم أن الذي تحدث عن الواجبات الزوجية يعاني هو ذاته من عجز جنسي..

ألا نسقط على الأحداث مشاكلنا الخاصة ثم نفسرها كما يحلو لنا في نهاية الأمر..؟

الطبيعة لا تحتمل الفراغ لذلك نتكفل نحن بملءه ..

ثم قلت لمصطفى هذا حديث لا يستوعبه هاتف..أين أنت؟

وضعت جسمي داخل معطفي ورأسي تحت قبعتي الباسكية و جعلت أرضية البيت تمشي تحت أقدامي..وجدتني بالخارج..
قبعتي الباسكية تشعرني بالدفء في هواء بارد كهواء البحر المتوسط...
أجد نفس الدفء في شاشية تونسية لكن لونها الفاقع يتضاد مع ألوان ملابسي ..احرص دائما أن تكون الألوان منسجمة أو على الأقل متناسقة..
حتى ملابسي الداخلية أعمل على أن لا تكون في تنافر مع ملابسي الخارجية... هكذا فقط أشعر بارتياح عندما اتحدث ... ولا ارتبك في الكلام..
صحيح أن ملابسي الداخلية، لن يراها أحد.. ربما صديقتي على ضوء الشموع ..لكن تأثيرها يقفز إلى العين...
تجدني اتلعثم في الحديث ..أحمل شعورا لا اعبر عنه.. واعبر عن شعور لا أحمله...واشعر أن ذاتي مبعثرة كقطع الفسيفساء..
صديقتي هي الوحيدة التي تعرف هذا السر
، عندما تراني أتلعثم في الكلام، تقول لي: غير ما بداخلك..

التقيت بمصطفى في رأس النهج .. عندي الكثير لأحكيه لك عن طهورة ..لكن تعال معي أولا إلى المكتبة الوطنية ابحث عن كتاب ونعود بسرعة لنشرب قهوة المساء...

يتبع مع طابع سكر
..

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire