lundi 22 février 2010

الاسلاميون والمرأة :عقدة الانتقام


الصورة: دعوة للحجاب


كيف يرى الاسلاميون المرأة ؟ انها بالنسبة لهم ليست أكثر من "مصاصة " نمتصها .. تحيل فكرة السكر إلى المتعة والمتعة إلى الجنس ..المرأة موضوع جنسي لا أكثر ولا أقل..ومهما حاولوا إخفاء أفكارهم حول المرأة إلا وفضحتهم زلات لسانهم وأقلامهم .. المرأة في تصورهم مكانها الطبيعي هو البيت وتربية الأولاد .نقطة/ نكتة ! وكل مازاد عن ذلك فهو من باب المراوغة لانهم محكمون بتصور ديني قديم لدور المرأة أقدم من خطابهم الزئبقي.. وأكبر دليل هو أن أول ما طالبوا به بعد تنحية بورقيبة عن الحكم هو مراجعة مجلة الأحوال الشخصية التي تعد مكسبا على نقائصها ..

يقول راشد الغنوشي في مجلة المعرفة (ماي 1978) :" وكم من شاب عمّر المساجد وتلا القرآن ، دخل عليه الشيطان من باب المرأة فصرعه و أفسد عليه عمله.." فالمرأة إن لم تكن الشيطان فهي بوابته ومدخله إلى الرجل المتمسك بدينه ...هذا الكلام هو ترجمة وفية للنصوص الدينية التي تعتبر المرأة مسؤولة عن خروج آدم أو خروجنا من الجنة..فالمرأة هي مصدر الخطيئة الأولى .

وعلى قدر ما تمثل المرأة خطرا في نظرهم تقود إلى المعصية بقدر ما هم يسعون إليها و يجيزون الزواج باربعة.... اخطار ! بل يذهبون في تناقضهم إلى حدوده القصوى حين يجيزون للرجل في شهر الصيام " تقبيل زوجته ومباشرتها باللمس والمعانقة وهو صائم ،إذا كان يأمن عدم التمادي.." (مجلة المسلمون عدد17 .1985 جوان ) أما زوجته فهي مجرد شيء لا يحرك فيها التقبيل والملامسة شيء! الرجل هو من يحدد متى يبدأ ومتى ينتهي. .

المرأة هي إذن بالنسبة لهم مصدرخطيئة وفي نفس الوقت هي مصدر لذة ومتعة وهذا ما يفسر التناقضات التي يسقط فيها الاسلاميون في تعاملهم مع المرأة . فيدعون أن المراة وقع تكريمها لكن يجوز للرجل ضربها وأنهم حريصون على العدالة لكن للذكر حظ الانثين والجنة تجري من تحت اقدامها لكن شهادتها تعد منقوصة .. هذا التناقض الذي يسيطر على خطاب الاسلاميين لا يجد تفسيره إلا في الرغبة من الانتقام لاشعوريا من المرأة التي تسبّبت في خروج الرجل من الجنة و حوّلت حياته إلى جهاد يومي عوض التمتع بالفردوس..

إنه لا يمكن تفسير كل ما يجب على المرأة فعله تجاه زوجها من طاعة (أي إمرأة ماتت، وزوجها عنها راض دخلت الجنة.- حديث نبوي ) إلا من خلال علاقة التجاذب التي يعيشها الاسلاميون مع المرأة: الرغبة في امتلاك اربعة ولما لا أكثر و برغبة الانتقام! فلقد تسببت في خروجنا من النور/الجنة ، فعليها أن تدخل إلى الظلمة/البيت.. انها مصدر فتنة/غواية فيجب عليها أن تخفي زينتها.. هكذا ينتقم الاسلاميون من المرأة ويدعون تكريمها في نفس الوقت

8 commentaires:

Alé Abdalla a dit…

Analyse très juste. J'ajouterai que, au-delà du mythe biblique qui accuse Ève de la sortie d'Adam du paradis, il faut changer, et là je me réfère au psychanalyste Otto Rank, paradis par utérus et la clé est là. Le premier traumatisme qu'éprouve l'homme est sa naissance. Il perçoit, dans son inconscient, l'arrachement intra-utérin comme un châtiment de la mère génitrice qui l'expulse de son paradis. Quand l'inconscient se déploie, plus tard, il donne une mythologie biblique qui condamne la femme/mère/Ève et l'homme tente de se venger en devenant son maître et son bourreau.

ART.ticuler a dit…

في نفس السياق علولو ، التحولات في حياة الانسان الكبرى والتي تتم بعنف كالولادة مثلا أو الخروج لاول مرة من الوسط العائلي إلى المدرسة أو الانتقال من عالم الطفولة إلى المراهقة وتحولاتها.. إن لم تتم هذه التحولات بشكل سلس ودون عنف فان الطفل سيعاني من أثار ذلك بقية حياته.. من منا إنتقل من مرحلة إلى أخرى بشكل سلس ؟قليل جدا ! أذكر انني ذات صباح استيقظت فقالوا لي اليوم ستذهب إلى المدرسة ..هكذا !لا طاح ولا دزوه !هههه شكرا على المرور

mahéva a dit…

أول مرة أرى الصورة الإشهارية لارتداء الحجاب والمتمثلة في قطعة الحلوى. مقرفة.ه
ليست الصورة هي المقرفة بل الفكرة: مقرفة ومزعجة ومحبطة

ART.ticuler a dit…

المرأة سكر والرجل ذبانة !!! تصور؟!! ذلك هو اللاشعور يتجسد في صور إشهارية.... لا أريد الاحباط لكن

الحلزون a dit…

أعذرني يا آرت ؛ لكنّني أظن أنّ تفسير الإنتقاص من إنسانية المرأة و إعتبارها إنسانا من درجة ثانية في الديانة و الثقافة الإسلامية إنطلاقا من أسطورة آدم و حوّاء و خروجهما من الجنة سطحيّا بعض الشيئ

بصفة عامة؛ الأساطير و الديانات ليست مصدر الوضعيّة الإجتماعية و لكنّ الوضعية الإجتماعية هي التّي تفرز الأساطير التّي تأتي لتبريرها و إضفاء شرعية عليها، ثم تجميدها في الحالة التي هي عليها. دعني أشرح موقفي في بعض الكلمات.


الدين الإسلامي، و من قبله ما يسمى الديانات السماوية الأخرى؛ ظهرت في الشرق الأوسط في بيئة إجتماعية أبوية؛ بيئة قبلية تعطى فيها الأولوية المطلقة للأب في حكم العائلة و النسب (يعني يعرف الإنسان بإسمه و إسم أبيه و الأم ليس لها أي أهمية؛ فلان بن فلان، لا فلان بن فلانة)؛ و صعودا للشيخ في حكم العشيرة و القبيلة؛ و الملك في حكم البلاد (إلاّ بعض الحالات النادرة)؛ هذه الهيكلة الإجتماعية موجودة من قبل الإسلام و حتى من قبل ظهور الديانات التوحيدية؛ كما أننا لا نجدها في مجتمعات أخرى؛ (عند البربر مثلا؛ نلاحظ أولوية الأم في إعطاء النسب، لذا نجد في شمال إفريقيا ألقابا من نوع بن عزيزة، بن شريفة، بن رخيصة... شيئ يندر وجوده في المشرق)

هذه الصيغة الإجتماعية نجدها في جميع تفاصيل الحياة مثلما ذكرت من إرث ، شهادة، تعدد الزوجات، إلخ... لأن المرأة في هذه البيئة الذكورية للنخاع لا تعتبر أكثر من أداة إنجاب و ولادة؛ و قيمتها لا تتعدى قدرتها على إضافة أكبر عدد ممكن من الرجال و المحاربين للقبيلة ليزداد عددها و بالتّالي قوتها. و بالتالي، المرأة لا تعتبر أداة جنسية بقدر ما تعتبر أداة تكاثر (لذلك نجدها في الديانات الوثنية القديمة مرتبطة إرتباطا وثيقا بآلهة الخصوبة مثلها مثل النعاج و المطر)

و مع بروز الديانات التوحيدية إبتداء من اليهودية؛ كان من الضروري إيجاد تبرير عقائدي ميثولوجي لهذه الوضعية الإجتماعية، فكانت أسطورة الخروج من الجنّة إثر خطإ حواء تبريرا لإعتبار المرأة المذنب الأبدي و سببا لإضطهادها؛ و تبرير إعتبارها كائنا ناقصا لأنها "ملوّثة" بدم الحيض...

و الإسلام إتّبع نفس التبريرات اليهودية و المسيحية لتفسير و تبرير نفس الوضعية المهينة للمرأة في ظل نفس البيئة الإجتماعية الذكورية

المشكل في كل هذا، هو أنّه في اللحظة الّتي يجد فيها هذا الوضع الإجتماعي شرعيّة دينية؛ يصبح هذا الوضع محنّطا و غير قابل للتغيير، إلاّ بتغيير الدين برمته؛ و ما المجهود الفقهي و التشريعي لإيجاد تفسيرات للنصوص الإسلامية تحافظ نوعا ما على القيمة الإنسانية للمرأة ما هو إلاّ محاولات يائسة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في دين تخطّته الحداثة و التحرّر الفكري؛ و ما يسمّى الحفاظ على الدين و الهويّة الذي ينادي به المسلمون اليوم فيما يخصّ وضعية المرأة
ما هو إلاّ ردّة فعل دفاعية لمجتمع حنّط في قيم ما قبل التاريخ ليجد نفسه وجها لوجه مع قيم إجتماعية تحرّرية و إنسانيّة معاصرة فما كان أمامه سوى الرجعيّة و الإنغلاق

ART.ticuler a dit…

شكرا الحلزون على ردك الطويل لا اختلف معك في 99% مما قلت لكن فقط أضيف أن ظهور الديانات التوحيدية كان يعبر عن مرحلة متطورة في الوعي البشري وان الرب لا يمكن أن يكون شيئا ماديا ملموسا.. و التوراة و من بعدها القرآن إستوعبت هذا التاريخ الانساني الذي يمتد لالاف السنين في بلاد ما بين النهرين وقصة آدم وحواء و فكرة العقاب والنار والجنة وغير ذلك وجدت كلها قبل بروز الديانة اليهودية بالاف السنين في هذه الحضارة ولم يكن بالامكان بروز الديانات التوحيدية في غير ذلك المكان من العالم لان هذه الأخيرة ليست سوى نتاج صيرورة تاريخية أدت إلى ظهورها .هنالك حالة من التأثير والتأثر بين الأسطورة والواقع أدت فيما أدت إليه إلى ظهور الديانات التوحيدية في الشرق. لقد استندت الحضارة العربية الاسلامية في قيامها إلى نصوص مؤسسة /أسطورة / وحي/ دين كما أن هذه النصوص كانت في فترة ما من التاريخ نتيجة لواقع معين أفرز هذا التصور .. لذا اعتقادي أنه لا يمكن القول أن النصوص /الأسطورة تنتج الواقع أو lلاسطورة نتيجة لواقع بل هنالك حالة من التفاعل بينهما...وعندما أشرت إلى قصة أدام وحواء كنت اشير إلى لحظة تاريخية من هذا الجدل الطويل لا تزال تحكم عقول الناس إلى اليوم .شكرا على تفاعلك

عمشة في بلاد العميان كحلة لنظار a dit…

C'est très intéressant, merci d'évoquer le sujet, il ne faut jamais s'en lasser, les choses doivent changer irrémédiablement, sinon où va-t-on ?
J'aimerai ajouter juste un ptit élément : on fait très bien la différence entre la femme et la mère, la femme est dangereuse, la mère est sacrée et la maternité est dans l'ordre naturel des choses (c'est ce qu'on sous dit). Une femme qui dit ne pas vouloir avoir d'enfants est considérée tout simplement comme un monstre, dépourvue de sensibilité. Ce n'est pas par hasard que les français disent : toutes les femmes sont des putes sauf ma mère par respect. Le respect est dû à la mère et non pas à la femme.

ART.ticuler a dit…

ملاحظتك الأخيرة في بلاصتها لو لم يكن الرجل في حاجة إلى المرأة /الأم لأبادها! شكرا على التفاعل

Enregistrer un commentaire