mercredi 11 novembre 2009

القائمة السوداء 16

أشعة شمس الخريف الهشة تخترق كأس الماء..فينكسر الضوء على حافة الطاولة ..طاولة من خشب الصناديق عليها إحتراق من أثر السجائر..في الداخل لا يمكن رؤية من يجلس إلى جانبك..الدخان يخرج من كل الأفواه...يعوض الكلام...صراخ يأتي من آخر المقهى.. "ارمي أش في يدك..أرمي قتلك..هاي السبعة الحية..طاااافف...! تهتز المقهى ..وتنتفض الكراسي..

..هنا ننسى هزائمنا اليومية و
ننتصر بالورق على الورق..

أفضل دائما، مصطفى أيضا، الجلوس خارج المقهى ..هل نحن فعلا خارجها؟
كل المدينة صنعت من مقاهي ..أمامك مقهى وخلفك مقهى وخلف المقهى مقاهي..تعج بالعاطلين عن الحياة..

قال مصطفى:
قبل عشر سنوات وفي أوج الحملة ضد الاسلاميين وقع استدعاءه إلى مركز الشرطة...لسانه لا عقله سبب له المتاعب..!
لسهولة دخول المسجد الذي أمام محله واضب على الصلاة ..كان يردد دون وعي واعي بقرب عودة النظام الاسلامي.. لا يفقه ما يقول...دليله في ذلك صورة بالابيض والاسود وضعها في إطار فخم وسط المحل..

صورة خروف أبيض يحمل بقعتي سواد على جانبيه ..قال لي: أنظر جيدا ماذا ترى؟ قلت لا شيء..خروف ...
قال:لا.. لا..تثبت في السواد أليس كلمة الله؟ وهنا وأشار إلى الجانب الآخر ،أليست
كلمة محمد؟
انفجرت بالضحك..من يومها لم يعد يثق في ..يقول أنت شيوعي !
ضحكت لفكرة أن يكون مصطفى شيوعي.. شيوعي متصوف..!

تلقى إستدعاء ثان من مركز الشرطة ..يقال أنه تعرض للضرب ..من يومها قلت مواضبته على الصلاة وكف عن
الكلام..ربما تأثر إيمانه تحت تأثير قلة الكلام...
سمعته يوما يحدث اطفالا يطوفون حوله..الأطفال يحبون قصص الأحلام والخيال..
إن اردتم رؤية الرسول في المنام أعيدوا ذكر إسمه 777 مرة قبل النوم..
التكرار يؤدي إلى الحلم..والحلم يؤدي إلى الاعتقاد..وأخطر ما في الاعتقاد أن يتحول إلى حقيقة مطلقة ..

ثم صمت مصطفى ..شعرت بارتياح كبير ...كمن أغلق جهاز راديو بدون هوائي...شعور جميل أن تجد راحة السير بعد أن تتخلص من حصاة صغيرة كانت تلهو داخل حذائك..شعور جميل حقا أن نتخلص من الأجسام الدخيلة...
كل ماقاله مصطفى أحسست أنه جسم دخيل على هذا الصباح الدافىء..

لم انطق بكلمة..فقط قلت له لو ينزل القليل من المطر ستنبعث من الأرض رائحة التراب..أحب تلك الرائحة..
فهمت أنه فهم انني لا أريد مواصلة الاستماع ... مصطفى يعرفني منذ 25 سنة..! منذ كان الايمان طريقة لعقد الصداقات..

ألقى امامنا بجريدة لابريس وواصل طريقه ..صباحكم بالخير
صباح الخير شاباشا... شنوة كيف العادة ؟

يتبع تباعا

8 commentaires:

ferrrrr a dit…

لابريس ديما كيف العادة..
أين "يتبع" كيف العادة، ام هي نهاية القائمة؟

ART.ticuler a dit…

la layst alnihaya..nsitha ..kif al3ada

Anonyme a dit…

et moi aussi art.ticuler j'adore l'odeur d la terre aprés la pluie...c'est comme si elle respire ou s'exprime.....:-) (nourane nounou)!:-)

ferrrrr a dit…

Nounou, Art. aussi, de quelle terre tu parles, après la pluie en centre ville tu crois que c'est l'odeur de la terre qui va se dégager? A beb-Souika ou beb-Elkhadhra l'odeur de la terre?

ART.ticuler a dit…

يا رفيق ياخي فما فرق بين الأدب والكذب ؟

brastos a dit…

مشاهد منتقاة من هنا و هناك .. تنقلها روح يعذّبها اليوميّ المفعم بالهزائم العلنية و الخفية .. جميل .. سمعت شويّة من ضجيج المقهى و انا نقرا ..



فررررر@
:)
و الهجمه اللي يعملها الببــّوش بعد المطر .. زعمه يعرفوها .. ههههه

ART.ticuler a dit…

أهلا براستوس
يا راجل فينك؟ كان وقفت الحكاية في حد الببوش في الهم عزاء.. ؛

brastos a dit…

ايه .. ايه .. و الروقارات الفايضه متاع
الانفراستريكتير الحموم متاع مؤسسات صرف المياه

ههه

Enregistrer un commentaire