وصلنا متأخرين
في مرحلة ما من هشاشة نسميّها
نضجا، لا نكون متفائلين ولا متشائمين
أقلعنا عن الشغف والحنين وعن تسمية
الأشياء بأضدادها، من فرط ما التبس
علينا بين الشكل والجوهر، ودرّبنا
الشعور على التفكير الهادئ قبل البوح
للحكمة أسلوب الطبيب في النظر إلى
الجرح. وإذ ننظر إلى الوراء لنعرف أين
نحن منّا ومن الحقيقة، نسأل: كم ارتكبنا
من الأخطاء؟ وهل وصلنا إلى الحكمة
متأخرين. ولسنا متأكدين من صواب
الريح، فماذا ينفعنا أن نصل إلى أيّ
شي متأخرين، حتى لو كان هنالك
من ينتظرنا على سفح الجبل، ويدعونا
إلى صلاة الشكر لأننا وصلنا سالمين…
لا متفائلين ولا متشائمين، لكن متأخرين !
محمود درويش
0 commentaires:
Enregistrer un commentaire