jeudi 29 avril 2010

آه: قشعريرة القذف


بعض الكتب صالحة لان تكون قطنة في ترمة الميت.. وبعض الأموات صالحون للقيام بنفس الدور في ثقوب الأرض الكثيرة... بعض الكتاب يكتبون بالبصاق ويلفون الورقة كقضيب.. ويمارسون عادتهم في الكتابة.. ماذا نسمي هذه العملية ؟

أعرف بنت اسمها نيتة ولدت من أبوين لم يعرفا العشق يوما .. لكن يحبون القراءة حتى النخاع.. من كتب الاعجاز إلى كتيبات العجز.. يقرؤون كل ما فسى عليه قلم.. أم نيتة إمرأة جاوزت الأربعين وتتنظر الوحي.. لا ربة في السماء لترسل لها وحيا على مقاسها .. تود أن يكون لونه "غبرة" ويبدأ بسورة الرجال.. أشتهيهم ولا من مجيب وزوجي، تقصد بو نيتة، أخذته عني تجارة الأبل، يبيع بولها لتجار القوافي

بعض الكتب يخرج منها رائحة بول الابل.. حين تفتحها وحين تغلقها تسري في جسمك قشعريرة القذف!..آه

هل صادف أن قذفت بالكتاب في وجه الرقيب ؟

لا تشتري الكتاب إلا و القصرية معه..! قال شاعر ناقم على لغته

لغتنا قادرة على مواكبة العصر قال آخر .. وماذا عن المغرب والعشاء ؟

كتاب واحد أثار فضولي كتب في صفحاته الأخيرة : يا قارئي لا ورد عندي ولا حمام ولا كلام مصقول كرخام القبور.. كل حروفي ذاقت الموت وجفت وهوايتي تكفين الموتى قبل موتهم .. إن باغتك الموت وانت تقرأ نصي سأتكفل بتكفينك اكراما لنصي من عفونة جسدك النتن .. إخلع جسدك وحذائك وادخل وإجعل يسراك قبل يمناك


mercredi 28 avril 2010

حمة المعتو

حمة المعتوه إعتقد الكل أنه يتحدث إلى الملائكة في أول الأمر ..أي الأمر أوله مجرد إعتقاد .. لكن عندما ضرب المصلين ذات صلاة عسر على مؤخرتهم وهم سجدا بقبقاب الوضوء اقتنعوا بجنونه .. الجنون فقط ليس في حاجة إلى إقناع ..

عم بشير الذي يقطن عباءة من صوف هو الوحيد الذي غفر له فعلته... يقال أنه آخر كعبة في عنقود الصوفية في البلاد .. إن كانت كلمة متصوف مشتقة من عباءة الصوف فماذا نسمي من يرتدي علم البلاد ؟ أو عباءة من حرير ؟ ... لا تحاولوا ! اللغة ليست دائما وفية للمعنى...عاهرة تنام مع أول فعل مرفوع ...

حمة المعتوه مصر على قتل إمام المسجد .. يقول أنه باعه مفتاح لقفل لا وجود له .. لعابه يسيل على صدره و مفتاح صدأ بيده .. إمام المسجد يتحاشى حمة ومفتاحه.. سيدخل الجنة يقول كلما سألوه عنه .. أنه فاقد للعقل ..سأله أحدى المصلين :سيدي الامام هل يعني أن كل من له عقل يدخل النار ؟ .. يمر مفتاح حمة بجانب رأس الامام ويرتطم بالحائط.. يقفز الأمام إلى داخل المسجد ..الكل في النار.. الكل في النار ..

mardi 27 avril 2010

لماذا لا ؟

امسك القلم وكبه على رأسه ..يسيل الحبر من إلتقاء نفسه .. سيتبع آثار أفكارك على الورق ويسكب عليها الارق..

أنشر أفكارك على حبل الغسيل (ولوج) فالريح مواتية للصهيل..

وتجار القوافي (حافر حصان) افلسوا في سوق المعاني

اكتب بالحبر السري (كرسي ) على الورق السري :حروفا كالهوى

دحرج قلبك على الصفحة (بلور مكسور ) البيضاء يستقيم المعنى مهما ..

وأنت تكتب تخلص من فكرة الرقيب ( بيضة عصفور مخصي ) وإبعث الحسيب يمارس عادته السرية عند باب المعبد

وأنت تكتب لا تسأل لماذا ؟ (مسمار) بل لماذا لا ؟ ولماذا لا ؟

lundi 26 avril 2010

نحن والفقر جيران

شاء الصراع الطبقي أن أكون من بين الذين يصارعون الفقر أو بالاحرى اتحمل زيارته الثقيلة لنا.. كان يأتي إلينا دون سابق إنذار ..عند العشاء أو أيام العيد .. كنت كالعديد من بني وطني يا أسود السلام اصنع لعبي بيدي لركلها بقدمي:كرة من الجوارب و الجرائد .. كنت أفضل الجرائد التي كتبت بالفرنسية لأتحصل على كرة خفيفة وذات ملامح كروية .. الجرائد التي كتبت بالعربية صالحة لكرة الرقبي ..كرة كخصية القرد .. إضافة إلى ثقلها الغير العادي كأنها كتبت بالرصاص ..

لم تكن لألعابنا التي نصنعها أي دور تثقيفي ربما..، كنا نجد متعة كبيرة ..لست أدري كم هي كبيرة ..لكن الأكيد أكبر من خصيتي القرد في حالته الطبيعية .. القرد في حديقة البلفدير يضاجع القردة في لمح البصر .. في سرعة جنونية.. على عكس البشر ..أو بعضهم .. هل لكي لا يراه زعيمهم ؟ الزعيم دائما طويل اللحية ودوره المنع والزجر والتكشير عن أنيابه .. هل للقردة حور عين في اليوم الآخر ؟

أقفز فوق حبل الغسيل اشارك البنات ألعابهم الرخيصة الثمن .. قداش عمرك يا بنية..عمري واحد، ثنين ، ثلاثة ،أربعة... سرعان ما يصيبني الضجر .. أفضل القفز بالزانة عاليا .. عاليا ككل الرجال .. هل الرجولة صناعة
أم خليقة ؟ البنات أيضا قادرات على القفز فوق نون النسوة .. فقط لو يتخلصوا من نون النسوة كما أفعل أنا الآن .. ماهو الفرق بين نون النسوة والنونة ؟ الأولى عبودية والثانية حرية !

تحرروا من نونكم بنونتكم ! قالها إمام مسجدنا المعتوه يوم السبت وسط صلاة الجمعة.. فقطعوا لسانه..دمه لايزال موجودا إلى يوم كذا على عتبة المسجد.. سكبوا الماء لازالته دون جدوى من الجدوى .. الأمام الجديد قال: تلك آية من الله فلا تزيلوها.. حمودة الأبكم قال: أنها آية شيطانية.. لم يسمع كلامه أحد ..

الفقر جارنا القديم لا يطرق ويدخل دون إستئذان .. هل زاركم الفقر يوما ؟

vendredi 23 avril 2010

أخيرا عثرت على الرب الحقيقي


بسطة

ملي حليت عيني في الدنيا وأنا نعبد في مسمار وأمي الله يرحمها، كانت ديمة تقولي لوكان تعمل كذا أو كذا ياما المسمار ينقبلك راسك .. كان المسمار معلق في سقف الدار وكل ما نخرج نهز راسي و نطلب منو باش يعاوني في حياتي ..نهار من نهارات جاء بحذنا صاحبي وقعد باهت كيفاش نعبدو في مسمار وبدا يسب في مسمارنا وينعت فيه بالصدأ..أينعم! تصوروا بالصدأ ؟! وأمي وجها يمشي ألوان ويجي من غير ألوان.. قال : إلى هذا جرد مسمار والرب الحقيقي أكبر من هكا برشة وما يصددش

قالي كيفاش؟ فمة رب يصدد هو؟

المهم اقنعني باش نمشي نشوف ونكتشف الرب الحقيقي في دارهم.. كيف دخلنا للدار قالي: اركع للرب الحقيقي وهز راسك .. وبكل خشوع ركعت وهزيت راسي للسقف نلقاه يعبد في بولونة إينوكس



عادةعندما لا نجد مخرجا نبحث عن منفذ .. وعندما ينهار القانون نلوم القاضي على عدم اتقانه صناعة التأويل .. أما القانون فهو منزه عن كل خطأ ولا يرتقي إليه الشك .. بنات صغيرات يقع تزويجهم (لا استعمل نون النسوة ولا يمكنني أن أستعملها ..) ويقع تقطيع جهازهم التناسلي .. أطفال قصر يقع الأعتداء عليهم كغلمان .. نساء يضربن .."عليك بالعصا".. ثم يأتي البعض ليوهمنا أن هذه مجرد "رؤية خاصة جدا للاسلام"؟؟؟؟ ولا تعبر عن الأسلام الحقيقي ؟ كل ما اتمناه أن التقي يوما بهذا الاسلام الحقيقي لأرحب به وأقول له إن الكل يتكلم باسمك ويقترفون البشاعات باسمك لكنك أنت، أرقى منهم جميعا .. و أنك تقطع الرقاب علنا لكن بكل رقي! وتقطع الأيادي في الساحات العامة لكن بكل لطف وترجم النساء بالحجر لكن بكل حنان .. و تأخذ بشهادة المرأة لكن كنصف شهادة.. وتعطي للمرأة حقها لكن نصف ما يأخذه الرجل

أنت أيها الاسلام المدني المتحضر يا من في حضرتك ينطق ويعبر كل شخص عن رأيه وما يفكر به حتى وأن كان ملحدا ولا تعدمه كمرتد .. أنت يا دين الأديان علمت بوجودك الآن وكل ماقيل فيك وعنك هو تعبير لا يهم إلا صاحبه ..

mardi 20 avril 2010

لوكان لي: في الجنس والدين والسياسة واشياء أخرى

لو كان لي أن اكتب، لكتبت قرآنا جديدا وارسلته مع ساعي البريد

لو كان لي أن أهدي، لاهديت آلة ناسخة لزيد إبن ثابت

لو كان لي أن اقرأ، لقرأت ماكتب ال
تاريخ فوق كثبان الرمال

لو كان لي أن أغير إسمي، لاخترت إسم مطرقة، تحية لصديق وتقرّبا من جناح البعوضة

لو كان لي أن احفظ، لحفظت إسمي لأجدني بعد أن أراك

لو كان لي أن أكون كائنا آخر, لكنتك أنت يا قارئي لاقرأ ما كتبتُ

لو كان لي أن أوزّع، لاعدت توزيع ثروات البلاد : لا شيء للكل و الكل يملك كل شيء

لو كان لي أن اقطف، لقطفت نجوم الكلام من سماء المعاني

لو كان لي أن انحني، لانحنيت لإنحناءات الجسد

لو كان لي أن أقبّل، لقبّلت شفاهك كل على حدة تجنبا للزحام في تقاطع طرق الكلام

لو كان لي أن أسمع ، لسمعت آه المثنى تمزيقا للفضاء و إقترابا من السماء

لو كان لي أن أكون، لكنت أنا ولا شيء غير الأنا بحثا عنك

dimanche 18 avril 2010

غرق

يحمل حلمه في جيب معطفه

يسيل دم القلم على الورق

يضاجع الفكرة فتحبل الأرق

يكتب جملة فعلية .. وكان صادقا

يسحب الصفحة من تحت الكلام

تطفو الحروف في الهواء

ما إسم الكتابة في الهوى؟

غرق!

يلقي بها في صفحة المهملات

ويعيد الكرة ...لا يزال صادقا..

يقدم الخبر ويعجن المبتدأ

يتناول الورقة من الخلف و يقذف..

الحبر المتخثر ويصرخ

آه من هذا الضمأ !

واللغة صامتة وسارحة

تطلي أظافرها بالحبرالأسود

وتقرأ جريدة البارحة


vendredi 16 avril 2010

في الطبيعي والثقافي والفايسبوكي



لاحظت في البروفيل متع برشة فاسبوكيين يكتبوا بخصوص الوضعية العاطفية :متزوج أو متزوجة

وهذا حسب رأي خلط بين الوضعية الأجتماعية والوضعية العاطفية ..صحيح إلي الوضعية المثالية هي كيف الوضعيات الزوز يتقابلو لكن زعمة قداش من واحد يعيش الحالة المثالية هذي? وإذا كان يعيش فيها زعمة قداش باش تدوم ؟ بون، أنا نتمنى كونها تدوم للناس الكل العمر الكل..لكن..

علاقة الزواج إلي هي علاقة مبنية على إتفاق ضمني "بالوفاء" تجعل من العلاقة العاطفية (إلي من الممكن تكون ارضية تلك الزواج) علاقة يسودها نوع من "سيكورتي" أي الضمان القاتل ! مافماش علاقة متع حب تعيش في جو متع أمان على خاطر الحب هو قلق والخوف وشك وعاطفة معجونين في بعضهم ومخلطين بماء الورد ويموت كيف يسقط في الروتينية من حيث أنها تعبير على عدم تغيير وبالتالي لم يعد هنالك موجب للخوف او لوجود تلك الحيرة البنينة ..

أعتقد أن الوضعية العاطفية ما عندها حتى علاقة بالوضعية الاجتماعية في معظم الأحيان بل هاو باش نزيد عقيدة ونقول إلي العلاقة الزوجية هي علاقة ثقافية أي إفراز ثقافي وكل ماهو ثقافي هو نسبي بطبعه في حين أن العلاقة المبنية على الحب هي علاقة طبيعية مابين زوز من ناس يخضعوا فيها لقوانين الطبيعة

في العلاقة الأولى يغيب الطبع ويحضر التطبع (بطبيعة الحال نحكي بصفة عامة) وفي العلاقة الثانية يغيب التصنع وتحضر التلقائية.. الخضوع لقوانين الأولى يقود إلى الكبت ورفض الثانية يؤدي إلى الحرمان ..

لانو بكل بساطة الثقافي موش ديمة يركب على الطبيعي كيما نحبو نوهمو أنفسنا بل في غالب الأحيان نلقاو صراع مابيناتهم.. لكن باسم الأخلاق تارة وباسم إحترام القانون تارة أخرى يطير الانسجام إلي نحملوه في داخلنا وإلي هو أصل وأرضية كل راحة نفسية نبحذو عنها ..وإلي نساميوها في كتب القراءة :السعادة

فقط كلمة صغيرة نحب نقولها ونسيبكم تروحوا لدياركم ، إلي الانفصام مابين:

الشيء إلي نحبوه والشيء إلي نعملوه

مابين الشيء إلي نقوله والشيء إلي نحسوه

مابين الشيء إلي نفكرو فيه وإلي نقولوه

الانفصام هذا هو سبب كل البلية "واسألوا العشاق

صلاة الاستخارة :" عليك وإلا على البيس

صلاة الاستخارة هي صلاة يقوم بها الشخص عندما يجد نفسه أمام وضعية عليه أن يختار فيها بين خيارين ..لست أدري كيف تتم عملية إبلاغ المعني بالامر القرار الصحيح أو الخيار الصحيح الذي عليه أن يأخذ به.. لكن ما أريد الاشارة إليه هو عثوري على صفحة في الفايسبوك عنوانها "صلاة الاستخارة " عدد محبيها أكثر من ربع مليون شخص!!!

ربع مليون شخص (وما يمثله هذا العدد في علم الأحصاء) لا يعرف أو ليست له القدرة على الاختيار ! أعتقد أن الأمر أكثر من معبر عن حالة الشلل التام الذي أصابنا ..

إن الحياة كما أتصورها هي في آخر الأمر جملة من الاختيارات الحرة وتكون حياتنا ذات قيمة بقدر ما تكون اختياراتنا حرة وتعكس إرادتنا .. فان كانت هذه الاختيارات تخضع لمنطق "عليك وإلا عل البيس " فلا يمكن الحديث عن حياة بل عيشة ..نحن لا نحيا نحن نعيش ..

on ne vit pas on survit

ثم اقرأ النص المصاحب والمفسر لصلاة الاستخارة يقول :"فان كانت تريد الزواج أو السفر أو شراء سيارة" ...!!!! (وما الفرق بين أن تشتري سيارة أو تتزوج؟!! فكلها يقع تقيمها بعدد الأحصنة! )..فعليك بصلاة الاستخارة ثم يبين شروطها وهي 10 يبدأها ب-أمور يجب مراعاتها والانتباه لها :
1- عود نفسك الاستخارة في أي أمر مهما كان صغيراً .

أي قبل أن تفتح الحاسوب قم بركعتين ، قبل أن تذهب ،قبل أن تأتي، قبل أن تعمل، قبل أن تقف عن العمل، قبل أن تقبل زوجتك، قبل أن تذهب إلى الحمام ،.... هكذا يصبح كل فعل مرتبط ببوصلة ماورائية ولا نفعل c شيئا قبل أن نتأكد أنه الأختيار الأصح والذي فيه خيرنا ليس بناءا على قرار حر وعقلاني بل بناءا على صلاة الاستخارة !! هل سنحاسب على اختياراتنا الحرة أم على اختيارات الرب لنا ؟

لا أعتقد أنه هنالك مثال أكثر وضوح من هذا المثال عن حالة الخصي الحضاري الذي نعانيه خوفا وتخوفا من المستقبل ليس لان المستقبل في علم الغيب والغيب من علم الله بل لان المستقبل من الصناعات التي لا نتقنها.. لذاك نعتمد دائما على مستقبل "نصف لباس" تخلى عنه أصحابه أو نستورد ماضينا ليحل مكان مستقبلنا ...



jeudi 15 avril 2010

نحن في حاجة إلى مجلة للاحوال النفسية على غرار مجلة الأحوال الشخصية

لا يزال الجنس في دولنا خاصة مرتبط بالشتيمة ولا فائدة في ذكر مفردات لغتنا الشعبية الغنية على هذا المستوى وهذا في حد ذاته مؤشر على التصور الذي نحمله على العملية الجنسية فهي "هتك للعرض" خارج قوانين القبيلة و وسيلة إذلال وتعذيب في قبو وزارات الداخلية وهو شيء "قذر" يتطلب ليس فقط النظافة بل الطهارة و الطهارة تعني الترفع والسمو على ما هو حقير

إن الانسان الذي يعتقد شعوريا أو لاشعوريا أن وجوده مرتبط أساسا بعملية جنسية وقع فيها إذلال امه لا يمكن أن يكون انسانا سويا.. ولا يمكن أن يشعر في قرارة نفسه إلا بالذل ..

إن تعابيرنا الشعبية وما أكثرها تقدم لنا مثال رائع للصورة التي نحملها عن الجنس لا شعوريا .. ماذا نقول في تونس عندما نريد التعبير عن شيء أصابه الفساد ؟ ماذا نقول في تونس عندما نريد التعبير أن احدهم وقع ضحية عملية غش ؟ بل ماذا نقول عندما نريد التعبير على نجاح أو إنتصار ؟

كل من وقع عليه الفعل الجنسي فهو فاسد "مكسرة" لا يمكن إصلاحها ..ومن ذلك يصبح المعيار الجنسي معيارا لتحديد "القيمة". فالفتاة التي مارست الجنس ولو في إطار قانون القبيلة تصبح إمرأة وبالتالي أقل قيمة !! انظروا إلى الصورة التي نحملها عن المرأة !! المرأة في قرارة أنفسنا هي "شيء" فقد قيمته.. هذه هي الحقيقة التي نحاول دائما اخفاءها ولا ينفع معها لا مجلة الأحوال الشخصية ولا ألف بورقيبة ..

أعتقد أن المسألة مرتبطة بوعينا وبالصورة التي نحملها لا شعوريا عن المرأة كموضوع جنسي مرتبط بالقيمة من جهة وبالحقارة من جهة أخرى وهذا بالضبط الذي يفسر تناقضاتنا في تعاملنا معها


أعتقد أن المشكل هو ثقافي بالاساس واننا أمام معضلة تربوية يطول الحديث فيها

mercredi 14 avril 2010

الكرسي الإحتياطي


للمرة الثالثة يعتذر سائق القطار للمسافرين عبر مكبر الصوت عن التأخير لدقيقتين ثم يتمنى لنا رحلة سعيدة ..يسير بنا القطار .. لا! .. أعيد هذه الجملة .. يسيل بنا القطار وسط الغابات.. أخضر كل شيء أخضر هنا ....آه يا تونس الخضراء ..

الصمت نصب خيمة وسط القطار ..الكل منهمك في القراءة أو مشاهدة بعض الحيوانات البرية التي تظهر من حين إلى حين .. أيل، أرانب ، طيور ضخمة ، وأقل ضخامة.. تتحول النافذة الكبيرة إلى شاشة متحركة ثلاثية الأبعاد ورابعها الزمن.. الصورة حية تسعى مع القطار في نفس الإتجاه .. ترتخي الأعصاب و عضلات العين وأنت تنظر إلى هذه المناظر .. هل هنالك جنة اخرى غير هذه؟ أولاد القحبة ما الذي يجعلهم أحسن منا ؟ أو من الذي يجعلهم..لا فرق النتيجة واحدة..

قسمت كراسي القطار أربع في أربع والبعض منها مفرد لمن يفضل الحديث مع النافذة .. جلست في ذات الأربع، أمامي إمرأة بدينة فاضت عن كرسيها تمسك كتابا تتصنع منه القراءة..أو هكذا بدا لي أمرها.. فاتحة ساقيها لمرور الهواء ..

الكتاب أيضا فاتح دفتيه ومن مكاني ارى سوادا كالوبر يسري على الصفحة البيضاء .. أكره اللون الأبيض.. لا طعم له ..أتخيل حروفنا وقد كتبت على الصفحة البيضاء ؟ يبدو شكلها موغل في التضاد السلبي .. أفضل كتابة حروفنا فوق لون السفرجل..

لاحظت اهتمامي بالكتاب الذي بين يديها، فأدارت لي دفّته الأولى لكي اتمكن من قراءة العنوان... رواية، عنوانها "حب فوق عجلات القطار" .. كتابها يشبه كل الكتب المطبوعة على عجل.. رزمة من الأوراق شدت بلصق سائل من الخلف تحتضنهم دفتان من الورق المقوى الزهيد الثمن ..

أثارت في الرغبة في القراءة ولم يكن معي كتابا للحالات الطارئة .فقط بعض أبيات من الشعر احفظها منذ كنت مراهقا حاولت استحضارها لاؤثث بها هذا الصمت .. بيت هنا وبيت هناك ثم انتهت أبيات شعري ولم ينته الصمت ..

عادت تقلب الصفحة وترفع ساق على الأخرى ورغبتي في القراءة تزداد .. نفذت ابياتي وصفحتي لا تزال بيضاء ..

راودتني فكرة الطلب منها أن نقرأ معا .. وما المانع؟ أنا بطبعي اقرأ من اليمين إلى اليسار وهي تواصل القراءة في الاتجاه المعاكس لي.. روايات الحب يمكن قراءتها من أي صفحة تريد أو حتى تناولها من الخلف ذلك لا يغير شيئا.. ستجد نفس المتعة و نفس الاحساس الجميل و أنت تقلب الصفحة.. قد تتغير النهايات أي أنك قد تبدأ بالمأساة لتنتهي إلى الكوميديا أو العكس لكن ذلك لا يغير شيء في عقدة الرواية حيث سألتقي مع المسافرة التي أمامي والفاتحة ساقيها لمرور الهوى.. هذا طبعا إن قبلت عرضي بان اقرأ من كتابها .. بدت لي أنها تلتهمه وأنا لا زال أتصارع مع الفكرة التي تراودني منذ ساعة تقريبا .. ماذا أقول لها ؟ ما أصعب البدايات حتى في الروايات

فجأة توقف القطار في محطة تقع بين محطتين .. جمعت ساقيها وأدباشها وأنا لا أزال أتصارع مع الفكرة التي تراودني منذ ساعة... تقريبا... ثم في حركة سريعة منها بعثرت بها كل أفكاري وأشعاري و مدت لي يدها وفي آخرها الكتاب وقالت: أهديه لك لقد أتممته للتو

وغابت في صفارة القطار

mardi 13 avril 2010

كل شيء تافه ... تافه حتى العدم

أشعر أن العالم من حولي تافه ..

وأشعر انني الوحيد القادر على فهم كل شيء..

هل لديك إعتراض؟

ينصت الكل إن تكلمت

وتطلع الشمس إن جلست

أشعر أن العالم من حولي تافه ..

وأنك تقرأ وتعتقد أنك تقرأ شعرا

وهو كلام تافه كتفاهة هذا العالم

لو لم يكن عالما تافها

أيعقل أن نعيد أصل الوجود إلى تفاحة ؟

أيعقل أن تكون المرأة خرجت من ضلع بغل؟

ثم اغلقت الباب خلفها ..

أشعر أن العالم من حولي تافه ..

والانسان في هروبه من تفاهته يبدع في خلق تفاهات جديدة

كل شيء تافه..

البرقع تافه

دعاء السفر تافه

لوي عنق النص ليدخل من باب الحاسوب .. تافه

قطع يد السارق بعد السرقة.. تافه

خلافة الرب دون توكيل تافه

سعر الواقي تافه

خلافة الرب مع توكيل تافه

قطع يد السارق قبل السرقة تافه

كل شيء تافه ... تافه حتى العدم!

أين سلة المهملات؟

هذه لغتكم ..أعيدها إليكم

هذه لغتكم ..أعيدها إليكم

أعجنوها أن شئتم أو بيعوها قطعا للغيار

هذه أسمائكم و أفعالكم المرفوعة إلى السماء

خذوها إن اردتم واصنعوا منها خبيزة للمساء

هذه احلامكم المكسورة بحروف الجر

وانتصاراتكم بفتوحات السيف

هذا سكون صوتكم ..

أعيدها كلها اليكم

أحلبوها إن اردتم...

أو مصّوا اصابعكم في الهواء


هذه عدالة لغتكم:

للذكر مثل حظ الانثين وكفى


هذا صواب لغتكم :

ذكر بين ألاف النساء

يعيد الفعل إلى قاعدة السماء ..


أنا الآن استقيل من لغتكم

فافعلوا بها ماشئتم

أخيفوا بها نسائكم من الجنس والغول

أو دونوا بها انتصاراتكم على التتار والمغول

هذه لغة تخلط بين البنفسج و الفول

lundi 12 avril 2010

ماعادت تنفع الكتابة

هذه اللغة لم تعد صالحة للكتابة

اصابها العقم

اصابتها الرتابة ..

اتحدث عن الحب

تثور علي النقابة..

أصف الصراع الطبقي

يلتهمني مقص الرقابة ..

كيف لي أن أصف علاقة حب بين مطرقة و جناح ذبابة؟

كيف لي أن أفرق بين وهابي ودبابة ؟

هذه اللغة؟

آه من هذه اللغة ..

تحجّرت، تيبست، تكلست، تبخرت كسحابة

أبصم باصابع العشر و السبّابة

أن هذه اللغة وماكتب أعلاه

مصيرها القبر وعذابه

ارفعوا أقلامكم يانقاد المواسم

جفّ القلم وماعادت تنفع الكتابة


إلى البنت التي لا تجيب

الختان بتر لنصف القمر

و تجريد السماء من نجومها

كيف نهتدي إلى نهديك دون نجم الشمال ؟


كم مرة صلبوك منذ خرجت من صلبهم؟

كم مرة سلبوك ؟... سل أبوك كم مرة ؟


والبنت لا تجيب .. تفتح حقيبتها للسفر..

وتجمع أجزائها على عجل و ما تبقى من القمر


دم يسيل من الحقيبة

دم يسيل من الحقيقة


والبنت لا تجيب .. تلعق حقيبتها

وتغلق جرحها وتنصرف

samedi 10 avril 2010

نون النسوة


نون النسوة

إستثناء للقاعدة

واللغة ليست بريئة تماما...


باعت أنوثتها واشتر...ت بثمنها الكلام ..

تاء التأنيث

ختان لغوي

وبتر لجناح فراشة

من أين ياتي المطر ؟

اللغة ليست بريئة تماما

باعت زينتها و أساورها في سوق للغجر

واغلقت نافذتها في وجه القمر

vendredi 9 avril 2010

نحن ديناصورات

jeudi 8 avril 2010

في العودة إلى التراث وإرتفاع نسبة الأنسولين

يقع تداول الكثير من التعابير الموروثة و من كثرة تداولها وتكرارها أصبحت خالية من كل معنى.. من هذه التعابير التي تزيد من افراز مادة الأنسولين عندي هي : العودة إلى التراث أو التصالح مع التراث أو حين يدور الحديث في الفن ينقلب التراث إلى بحث عن الأصالة والقيم التراثية وكأن ما هو حديث (من الحداثة) لا علاقة له بالقيم ..!

كم مرة سمعنا "فنان " (وهو أيضا من التعابير التي خلت من المعنى) يجيب عن سؤال يتكرر كل مرة :كيف تقدم تجربتك الفنية للجمهور؟ ويكون الجواب الباسل دوما :ولله أحاول تقديم اغنية تتماشى مع روح العصر وفي نفس الوقت أعود إلى التراث لاستوحي منه ... !!

وكأن التراث مخزن في البلاد العربي يفتح أبوابه كل يوم جمعة و في يوم اليوم الوطني للباس التقليدي ثم يغلق أبوابه باقي أيام السنة..

إن التعامل مع "التراث " وكأنه منفصل عنا نعود إليه كلما احتجنا إليه ينم عن تفكير سطحي وساذج ومصاب بالعقم على مستوى الابداع والخلق .. هذه العقلية تترجم مدى التشرذم الذي نعانيه في تعاملنا مع تاريخنا فلا نحن تركناه يكون ماضينا ونظرنا إلى الأمام ولا نحن اعدنا قراءته ونقده وتجاوزه إلى الفعل الحداثي ..

والنتيجة أغاني بدون روح "الأم شلبة والبو قاروس " وما يسري على الاغاني يسري على كل المواضيع الأخرى ذات الصلة.. فنشاهد فنا تشكيليا يجد جذوره في ثقافة غير ثقافتنا أو "رسومات" ساذجة للحمام والمدينة العربي و ما إلى ذلك من "فاطمة تذهب إلى الغدير وعلى رأسها قلة الماء و السماء صافية والنخيل عال ... "

إن الثقافة الهجينة لا تبدع ولا تخلق فهي عقيمة بطبعها كالبغال ..



حيوانات بشرية : عروس طفلة تموت بعد ثلاثة أيام من زفافها


4/8/2010

صنعاء ـ 'القدس العربي' ـ من خالد الحمادي:

كشفت منظمة حقوقية يمنية أمس أن طفلة يمنية توفيت بعد ثلاثة أيام من زواجها في محافظة حجة، بسبب تزويجها وهي لا زالت طفلة دون السن الآمن لإكمال عملية الزواج.
وأكدت منظمة منتدى الشقائق لحقوق الإنسان بصنعاء ان هذه الطفلة اليمنية توفيت في محافظة حجة بشمال غرب صنعاء بعد ثلاثة أيام من زفافها نتيجة تعرضها لعنف'جنسي'من زوجها.
وقالت المنظمة في بيان رسمي تلقت 'القدس العربي' نسخة منه 'إن الطفلة إلهام مهدي شوعي العسي (13 عاماً) توفيت الجمعة الماضية بتاريخ 2 نيسان (إبريل) بسبب تمزق كامل في الأعضاء التناسلية الذي أدى إلى نزيف مميت، طبقاً لتقرير طبي صادر عن مستشفى الثورة، وذلك بعد أن تم زفافها منتصف الأسبوع الماضي 29 آذار (مارس) 2010'. وذكرت المنظمة في بيانها أن الطفلة إلهام تزوجت ضمن ما يعرف محليا بزواج (البدل) أو (الشغار)، حيث مُنحت الطفلة إلى عائلة الزوج ومُنحت أخت الزوج بالمقابل إلى عائلة الهام المتوفية.
منظمة منتدى الشقائق العربي الناشطة في مجال حقوق الإنسان والمهتمة بقضايا المرأة اعتبرت 'الطفلة إلهام شهيدة العبث بأرواح الأطفال في اليمن ونموذجا صارخا لما يشرعه دعاة عدم تحديد سن الزواج من قتل يطال الطفلات الصغيرات'.
ودعت المنظمة إلى ضرورة أن تتحول الطفلة إلهام إلى (رمز) يؤكد بشاعة الجريمة والمخاطر التي تتعرض لها الطفلات الصغيرات بسبب الزواج المبكر.
وجاءت هذه الحادثة في ظل جدل واسع في الوسط التشريعي اليمني حيال قضية تحديد سن الزواج للفتيات، ففي الوقت الذي تطالب فيه منظمات حقوقية وناشطون في مجال حقوق الإنسان وكذا برلمانيون بضرورة إقرار تشريع قانوني يحدد سن الزواج بـ18 سنة، يعارض هذه التوجهات بشدة رجال دين ومشايخ علم وبرلمانيون قبليون، بذريعة عدم صلاح هذا التشريع القانوني للبيئة والواقع اليمني.
ويخوض مجلس النواب اليمني (البرلمان) مناقشات حادة وجدلا مثيرا حول هذه القضية منذ فترة ولم يستطع أن يحسم قراره لصالح أي من وجهتي النظر المتباينتين، حيث يستقوي كل طرف بموقعه الاجتماعي والجهوي وبحجم تأثيره في المجتمع، حيث لأول مرة تخرج قضية تشريعية من قبة البرلمان إلى الشارع ويعجز المجلس النيابي عن حسمها، تفاديا لأي ردود أفعال قد تلقي بظلالها السلبية على مستقبله التشريعي.
ويرى مراقبون أن قضية وفاة الطفلة إلهام بعد زواجها بأيام قد تلعب دورا في تغيير المسار التشريعي لقضية تحديد سن الزواج في اليمن، بتعزيز موقف الطرف المطالب بضرورة تحديد سن الزواج بثمانية عشر عاما وقد يضطر معها المجلس النيابي إلى تغليب موقف هذا الطرف على حساب موقف الطرف الآخر.

mercredi 7 avril 2010

أنتم سكّر قهاويكم



يا سادتي أعيدوا كتابة إنجيلكم

والقوا بنسخكم القديمة

فماعادت تعكس الحقيقة..

لا ! ليس من أجل تفاحة غادرنا الفردوس...

و لا كانت حواء تهوى المراودة في الطريق العام

كما ورد في كتب التفسير

غادرنا يا سادتي، من أجل قطعة سكر غيرت طعم الندم

قطعة سكر إمتصت من القهوة لونها

وترك
ت لنا البقية:

مرارة في الحلق وقنوات تدعونا إلى القراءة

يا سادتي، منذ قرون ونحن نقرأ

لا الدرس إنتهى

ولا رن جرس المدرسة

سكّركم مُر !

وقهوتكم فقدت طعمها الحر !

يا سادتي

كفوا عن القراءة! ما عادت تنفع القراءة

واكتبوا !

اكتبوا إنجيلكم بايديكم

فانتم الرسل

وأنتم سكّر قهاويكم



mardi 6 avril 2010

المدينة العاهرة


من مرتفع شارع 9 أفريل 1938 أطل على المدينة ..غارقة في علوها .. يعترضك أبن خلدون مرتين وأنت تجوبها بنظرك.. مرة واقفا يحرس الساعة من الوقت وممسكا بكتاب لم يفتح منذ قرون ومرة ملقيا بظلال برنسه على أول الأحياء من جهة غروب الشمس ..

بين البحر ومسقط الشمس تمتد المدينة متقوقعة على ذاتها ..لا شكلا هندسيا لها كأنها بنيت على عجل.. انهج ضيقة تسير وتميل دون سبب واضح نحو اليمين أو اليسار أو تنتهي بحائط مائل ... كأنها تخاف إستقامة الطرق و وضوح الرؤية ..كل شيء فيها مؤجل إلى مابعد المنعرج أو المنفرج .. متاهة من الأزقة تتزاوج فيما بينها وتتوالد انقساما على ذاتها كالخلية ..

من فوق يمكن مشاهدة ديار من الداخل.. كل البيوت تحتفي بالحياة في الوسط ومن الخارج لولا الباب لما عرفت أن هنالك حياة خلف الجدار.. إمرأة تنشر غسيلها... طفل يلهو وسط الدار... أب يتوضأ عند البئر.. وشعاع شمس يطوف بالمكان و يطهر البيوت من انغلاقها على ذاتها ..

فوق السطوح تنتشر علب الجعة الفارغة التي شُربت على عجل بعيدا عن عيون الجار والاف الصحون اللاقطة تتلقى أوامرها من السماء.. البعض منها دوّار كعباد شمس يبحث عن الدفء المعلب و مشاهد حميمية في بطاقات المغناطيس ..

من كل صحن يتسرب خيط رفيع أبيض تسري فيه الدنيا وما فيها.. إلى جانب هذه الخيوط ، خيوط أخرى سوداء غليظة موغلة في القبح، تحمل الكهرباء تقفز من جهة إلى أخرى دون سابق إنذار... بالاضافة إلى الآف الخيوط الأخرى لا يمكن بالعين المجردة معرفة من أين تبدأ وأين تنتهي .. كل هذه الخيوط تتشابك فيما بينها حتى تبدو وكأنها تشد البنايات إلى الأرض مخافة انزلاقها إلى البحيرة ..

لايكاد يخلو سطح من السطوح من كرة تعذر على الأطفال انزالها أو فردة حذاء فقدت خطوتها أو قوارير مكسورة.. وبين الشقوق تطل بعض النباتات الطفيلية (طفيلية على من ؟ ) تتغذى من قطرات ماء تنزف من ميزاب مكسور ...

عندما تضيق البيوت باهلها يتوجهون إلى الاعلى ..!

للاقتراب أكثر من السماء ، يوجد فوق كل سطح مشروع بناء حال دون اتمامه الدينار ، .. حمراء المدينة حمراء .. وأعمدة الأسمنت التي يعلوها الصدأ مُدَّت كالاذرع المبتهلة : يا الله نسألك الستر و"صبان الدالة" ..

أنظر إلى المدينة من أعلى وتبدو لي كل مشاريع البناء بجدرانها العارية وافواهها المفتوحة كأنها لعبة مع العدم !

أ من أجل هذه الأعشاش يكرس الانسان حياته ويشتغل كالبغل من أجل سطل "بغلي" ؟ في كل عش من هذه الأعشاش قصة مع البنك ، وأطنان من الورق..

أ من أجل هذا يحي الأنسان ؟ ماهو هدفك في الحياة ؟ "نصب الدالة! وإن كان أكثر طموحا يضيف : ونعرس ! "

أنا أقول لكم : هدفي في الحياة نسب الدالة وكل من سوى بين الأسمنت والحياة!"

samedi 3 avril 2010

عودة إلى فيلم صمت القصور


اعدت مشاهدة فيلم صمت القصور للمخرجة مفيدة التلاتلي وفي الاعادة.... لفتت انتباهي لغة سنيمائية قريبة من لغة النوري بوزيد ولا غرابة ما دام قد شارك في صياغة السيناريو ...

أبدعت المخرجة في تصوير وضعية المرأة في مجتمع ذكوري يطوف العالم من حوله .. هل قلت المرأة؟ أقصد خيالها و وهمها وصورتها المنعكسة في المرآة .. تعمدت الكاميرا الاطناب في تصوير المرأة من خلال إنعكاس صورتها في المرآة كأن وجودها ينعدم خارجها ..

عندما كانت في بيت سيدها انعكست صورتها المنكسرة في مرآة علقت تماما إلا جانب السرير ..هل هي أم جسدها ؟ هل هي ذاتها التي يداعبها "سيدي علي"؟ أم صورتها ؟

تعترضنا المرآة مرة أخرى عندما تعلم أنها حامل وكانت الصورة رديئة جدا نظرا لحالة المرآة المتآكلة بفعل الرطوبة في القبو المخصص للنساء .. وعلى مدار الفيلم يتكرر هذا المشهد لصورة المرأة الغائبة والحائرة ..هي مجرد صورة وسط مرآة في عالم ليس واقعا .. تعرض الفيلم أيضا إلى علاقة الأم بابنتها وهي علاقة متوترة ومنفصمة و يغيب فيها الحوار بل غالبا ما وقع تصوير الأم من خلف ستار أو حاجز ما كلما همت بالحديث إلى ابنتها..

تتمرد البنت على وضعية أمها /النساء وتكسر المرآة بيدها وتهجر القصر (بعد وفاة أمها بسبب محاولات الأجهاض المتكررة ) لتعيش مع معلم كرمز للرجل المثقف سرعان ما تكتشف أنه ككل الرجال حين يطلب منها كلما حملت منه إجهاض طفلها .. لكن ينتهي الفيلم بتصميم البنت على الاحتفاظ بابنها ..

ما أعيبه على الفيلم ربما هو إعتباره كل الرجال سواسية بما في ذلك الرجل المثقف ويمكن تفهم هذا الموقف على إعتبار أنه ردة فعل على خيبة المرأة المتكررة لكن إصدار أحكام مطلقة فيه الكثير من التجني.

الفيلم رغم قدمه نسبيا فلازال يحافظ على "حداثته" ..ويستحق المشاهدة مرة أخرى