samedi 30 janvier 2010

كم هي رخيصة هذه الحياة


من المفيد أن نقف من حين إلى آخر ونطرح على أنفسنا بعض التساؤلات حول أمور تبدو لنا من المسلمات..

تقفز إلى ذهني صورة من ماتوا في حروب لم يختاروها أو اختاروها عن جهل بخفايا الصورة .. كلنا نعرف أن الحدود (وللحدود العديد من المعاني) التي وقع رسمها بين الدول هي حدود مصطنعة في أغلبها وقع رسمها بالمسطرة والقلم.. واحسن مثال على ذلك, الحدود في الدول الأفريقية أو الحدود التي انشئت بعد إتفاق سايكس بيكو..

لنا أن نتخيل مادام التخيل مجاني، أن السيد بيكو أو سايكس قد عطس عند تمريره للقلم فوق الخريطة، عند تلك النقطة التي ستشهد حربا ضروسا بعد 70 أو 100 سنة بسبب ذلك الاعوجاج في الحدود .. سيخرج جنود البلدين رافعين الاعلام الوطنية وتحت تأثير الأغاني الحماسية للدفاع عن أي شبر من الوطن لتحريره من الغزاة أو للدفاع عنه حسب الجهة من الحدود التي يقف فيها الجندي المجهول دوما !

هكذا تقام الحروب هروبا من حروب اخرى وةوزع فيها صكوك الوطنية والشهادة لمن ماتوا فيها ..ويقع هذا من الجهتين ! أي أن القاتل "المدافع" عن وطنه مكانه الجنة والمقتول "الشهيد" مكانه الجنة ! سيلتقيان هناك بدون شك، ترى ماعساه يقول الواحد للاخر ؟

دفع العقيد القذافي بالاف الليبيين إلى حرب مجنونة للدفاع على شريط حدودي مع التشاد ..مات من مات وأسر من أسر وانتصرت فرنسا من خلف التشاد و بقي العقيد المجيد في كرسيه ..

هل من مات في هذه الحرب مات كشهيد أم مات ليبقى العقيد؟

نصب تذكاري و تمر الحياة ...!

ولان من رسموا الحدود إشتد بهم العطس من غبار الخرائط .. نجد في كل بقعة من الأرض حرب بطلها القلم في خط العدم !

من ذلك الحرب العراقية الايرانية.. كل من مات في هذه الحرب مات من أجل ماذا ؟ ثمان سنوات من الحرب ومليون قتيل من الجهتين ثم أعاد صدام الأرض إلى الايرانيين..!! كم هي رخيصة هذه الحياة! بمجرد قرار من فرد يموت الالاف! ويذهب إلى الجنة الآلاف ! وترمل الالاف من النساء ! أيمكن أن نقول أن الأفراد هي من تصنع التاريخ وليس الشعوب ؟

هذه الحالة تتكرر باستمرار في شكل صراع حدود وفي بعض الأحيان في شكل صراع على أفكار الجدود ، تجعلني دائما أفكر في حياة كل الذين ماتوا من أجل أن يبقى شخص واحد في السلطة .. يذكر التاريخ بعض الشخوص الذين قاموا بدور ما في حركته ولا يذكر كل الذين ماتوا، من جنود وعبيد و عساكر برتب وبدونها ، ونساء وأطفال وشيوخ و شهداء طواهم النسيان ومظلمون ومقهورون ومعدمون و جوعى ومرضى ومنسيون تحت عجلة التاريخ ... كل هؤلاء ماتوا دون يذكر التاريخ عنهم شيئا وفي أحسن الأحوال نجد نصبا تذكاريا علت على أطرافه الأعشاب وهجرته الذاكرة ...

هذه الحياة تبحث عن معنى ووجدت في بلاهة البشر خير معنى! وإلا لما مات إنسان وقدم أغلى ما يملك بسبب أن أحدهم قد عطس قبل خمسين عاما !

ليس الحياة التي لا معنى لها بل تفسير الانسان لها يفقدها أي معنى

vendredi 29 janvier 2010

القطط والسعادة











هذه مجموعة من القطط فيها التونسي والالماني وفيها ما بينهما ..لو سألنا أحد القطط التونسية عن رأيها في الحياة في تونس وهل يفكر يوما في الحرقة ؟ أم أن حياة القطط في ألمانيا أكثر سعادة ؟ هنالك الكثير من القطط في ألمانيا لها أمراض نفسية وتعاني الأرق ولا هم لديها ..الاكل موجود بدون حدود :-) لست أدري لماذا ينتابني شعور بان القطط في تونس صحيح أنها تعني من قلة الاكل ربما لكنها أكثر حركية و أكثر سعادة ؟ مجرد شعور

mercredi 27 janvier 2010

الفكرة بمية والعشرة بالف


"«الديمقراطية التي سوَّقها الغرب الكافر إلى بلاد المسلمين هي نظام كفر، لا علاقة لها بالإسلام، لا من قريب، ولا من بعيد. وهي تتناقض مع أحكام الإسلام تناقضاً كلياً في الكليات وفي الجزئيات، وفي المصدر الذي جاءت منه، والعقيدة التي انبثقت عنها، والأساس الذي قامت عليه، وفي الأفكار والأنظمة التي أتت بها.


"يستهدف بعض الصحفيين لانهم يعملون في خدمة وسائل اعلام اجنبية حيث يتهمون بانهم متعاونون ،بينما جرى خطف بعض الصحفيين وقتلهم في محاولة للضغط على القوات..


حزب البعث اشتراكي يؤمن بأن الاشتراكية ضرورة منبعثة من صميم القومية العربية لأنها النظام الأمثل الذي يسمح للشعب العربي بتحقيق إمكانياته وتفتح عبقريته على أكمل وجه فيضمن للأمة نمواً مطرداً في إنتاجها المعنوي والمادي وتآخياً وثيقاً بين أفرادها)..

إن الأعداء الطبقين منظمين تنظيما راقيا ويمتلكون قدرات وإمكانيات جهاز الدولة ويسخرونه لخدمه مصالحهم... وما من سبيل تستطيع به الجماهير الشعبية مواجهة هذا الخصم الطبقي بغير طليعة طبقية حسنه التنظيم موحدة الإرادة تعمل على تعبئه الجماهير وتنظيمها وقيادتها من اجل تحقيق التغيير الثوري الشامل "

إنّ من أوجه اهتمام دولة العهــد الجديــد بالشباب ارتكاز مختلف الإجراءات المتخذة لفائدته على مبدإ حضاري هام يتمثل بالأساس في تجذير الشباب في واقعه التونسي وتنشئته على قيم المواطنة بمعانيها الحضارية الراقية ومن منطلق الإيمان بالنهج الديمقراطي الذي تسير على هديه دولة التغيير تحرص تونس على تجذير هذا المفهوم في أوساط الشباب

يحرم على الرجل أن يطأ زوجته في دبرها ومن حصل منه ذلك وهو لا يعلم لأمر ما فهو معذور ومعفو عنه إذا كف عن ذلك بعد علمه حرمته ، والدليل على تحريم وطء الزوجة في دبرها ، ما رواه احمد والبخاري ومسلم عن جابر بن عبد الله أن اليهود كانت تقول : "إذا أتيت المرأة من دبرها في قبلها ثم حملت كان ولدها أحول

أنا شاب ملتزم حديثًا، أريد أن أدعو أسرتي (أبي وأمي وإخوتي) إلى الالتزام، ولكني دائمًا ما أواجه مشكلات وسخريةً أحيانًا، وأكثر ما يضايقني مشاهدتهم للتلفاز؛ حيث تحتوي بعض الأفلام والمسلسلات على مشاهد محرمة

أنا اسمي حنان و أنا من تونس العاصمة، لقد قبلت المسيح في جوان 1999، و منذ ذلك الحين و أنا أعيش للمسيح

أنا انتمي لكنيسة محلية ناطقة باللهجة التونسية.المسيح هو كل شيء في حياتي و لا أقدر أن اتصور حياتي من دونه لأنَه الحياة


لقد حدد الإسلام مفهوم "الضد" بالنسبة للحاكم وللمحكوم!عندما يتعلق الأمر بالحاكم: أمر محمد بأنه لا طاعة للحاكم في معصية الخالق، والكل يعرف حدود معصية الخالق في الإسلام.عندما يطفئ رجل سجائره على جسد امرأة هل يُعتبر الأمر معصية للخالق؟طبعا لا!فالله قد أعطي ذلك الرجل حق استخدام المرأة كما يستخدم حقله، فهل يعتبر استمتاعه بذلك الحق معصية؟!أما عندما يتعلق الأمر بالمواطن: فقد أمره محمد أن يطيع حاكمه حتى ولو ضربه بالسوط على ظهره أوسرق ماله؟!!فأين الخلل في أن يسرق الحاكم مال الشعب أو أن يجلده على ظهره؟!!لا تستطيع أن تلوم حاكما مجرما وتتغاضى عن شعب لا يكترث ولا يبالي بإجرام ذلك الحاكم!يلعب رجل الدين دور الحارس الأمين الذي يضمن استمرارية اللعبة وتقيد
.

mardi 26 janvier 2010

تحالفات

*- تحالف ماسينيسا مع روما ضد قرطاج فوجد نفسه حاكما لدى روما يأتمر بأمرها ..

*- تحالف البربر مع العرب ضد البيزنطيين ، فاخذ العرب مكان البيزنطيين وظل البربر خارج دائرة الحكم..

*- تحالف أخو السلطان الحفصي مع الأسبان لاخراج خير الدين باربروس من تونس فاحتلوا الاسبان حلق الوادى و البلاد

*- تحالف السلطان الحفصي أبو عبد الله محمد الحسن مع الأتراك لاخراج الأسبان ، فاخرج العثمانيون الأسبان و تولوا هم الحكم سنة 1574

*- تحالف العرب مع بريطانيا وفرنسا ضد العثمانيين فخرج العثمانيون و قبض العرب اتفاق سايكس - بيكو الذي يقضي باقتسام التركة العثمانية بين الدولتين

*- تحالف العرب مع الولايات المتحدة ضد صدام مقابل وعد بحل القضية الفلسطينية فمات صدام وبقي الاحتلال



رغم كل هذه الدروس فهنالك الآن مشروع تحالف عربي إسرائيلي أمريكي ضد إيران والسؤال هو: ماذا سيحصد العرب؟
أقول لكم
الجواب: أحد أصابع اليد الخمس

Bab Souika






باب سويقة على التوالي : 1900, 1890 ، 1910 ، حوالي 1970


باب سويقة أوباب السويقة هو أحد أبواب المدينة العتيقة (لم يعد موجودا )

جاءت تسمية باب سويقة من تصغير لكلمة ساقية. وتوجد فيه العديد من المعالم التاريخية وأهمها زاوية سيدي محرز وجامع باي محمد وجامع الزرارعية. شهد هذا الحي الشعبي العديد من المظاهرات في فترة الاستعمار.. وفيه كان يوجد مكتب المحامي الحبيب بورقيبة و مكتب المحامي صالح بن يوسف كما شهدت باب سويقة لقاءات جماعة تحت السور الأدبية الشهيرة

للاسف فقدت منطقة باب سويقة الكثير من رونقها بعد إقامة النفق الذي سيدخل الحركة التجارية والعمرانية في نفق، إلى أن سمح في فترة لاحقة بمرور السيارات على جانبي النفق ( الممر الذي تستعمله السيارات للمرور هو نفسه الذي يمر منه للمترجلين!! حالة فريدة من نوعها في العالم! ) وبالإضافة إلى مشاكل النفق في فصل الشتاء حيث تغمره الامطار فانه لم يحل مشكل الازدحام خاصة في أوقات الذروة .

اعتقادي الشخصي أن مشروع النفق وإعادة بناء ساحة باب سويقة هي من أتعس المشاريع التي عرفتها البلاد

dimanche 24 janvier 2010

تاريخ تونس (و المغرب العربي) كما أتصوره


أعيد نشر تعليقي لدى ازواو من باب فتح وإثراء الحوار حول كيفية قراءة تاريخ البلاد وكلامي هنا موجه إلى coeos

شكرا على ردك المطول ..فكرة الموقف من الاستعمار الفرنسي هي الفكرة الأساسية التي طرحها ازواو على الأقل في تدوينته القبل الاخيرة..المهم، اتفق معك في أن الفترة الاستعمارية لا بد من التعاطي معها وعدم القفز عليها وتجاهلها وهنا لابد من إلقاء الضوء على الخلفية الفكرية التي سوف تحكمنا في التعاطي مع هذه الفترة.. أعتقد أنه لا يجب في أي حال من الأحوال، وتحت وطأة الحالة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي نعيشها اليوم ، البحث عن مزايا للاستعمار والتنقيب ، من خلال مقارنة تاريخية مغلوطة، عن الوجه الايجابي في إستغلال الأرض وسفك الدماء ..

بخصوص السؤال الثاني ، أنا مثلك لست بمؤرخ ،لكن أعتقد أنه لا بد من التفريق بين عملية التعريب و"الاسلمة" فان كانت الاولى أخذت وقتا طويلا (ولا تزال) فان أسلمت القبائل الأمازيغية تم في فترة تاريخية وجيزة نسبيا .. اعتقادي أنهم وجدوا في الدين الجديد عنصر توحيد (لست بصدد إعطاء حكم قيمة على هذا الدين ) بدل تعدد الآلهة فبالرغم من إنتشار المسيحية كان هنالك العديد من الأديان الاخرى المنتشرة بين القبائل الأمازيغية ... لقد وقع تبني هذا الدين بسرعة كبيرة بل اصبحوا من المدافعين عنه و عملوا على نشره (لا اتفق معك في فكرة "المعد سلفا ")* لكن أرى أن هذا الموضوع يستحق التعمق في دراسته من منظور سوسيولوجي و من خلال علوم الأديان ..أما بخصوص عملية التعريب وإن كانت اللغة ذاتها تعد "مقدسة" لدى العرب ولا يمكن فصلها على لغة القرآن، فهنالك العديد من الأسئلة التي تطرح نفسها منها مثلا لماذا لم يحافظ الأمازيغ على لغتهم مع تبني الدين الجديد كما وقع مع شعوب أخرى (اندونسيا، أفغانستان ،تركيا..إلخ ) ؟ مع العلم أن زحف بني هلال والذي نعيد إليه سبب التعريب النهائي لتونس لم يكن عدد أفرادهم يتجاوز عدد الوندال المقدر ب-80 ألف عنصر . أرى أن إندثار أي لغة يعد خسارة كبيرة ..

إجمالا يمكن القول أن الأمازيغ تبنوا الدين الجديد دون "إكراه" (أضع كلمة إكراه بين قوسين لانه ليس من السهل الجزم بذلك ) وفي المقابل قاوموا بشدة محاولة العرب السنة السيطرة عليهم سياسيا، ويمكن حتى إدراج تبني البربر للمذهب الشيعي على أنه محاولة منهم للتصدي للاقلية العربية السنية التي حاولت فرض سيادتها إستنادا إلى أصولها العربية .

لو كان لي أن استنتج بعض الاراء مما سبق ذكره أقول :

-أن الفرق بين الغزو /الفتح/دخول/ العرب (سمه ما شئت ) وغيره ممن مروا بالبلاد هو أن العرب حملوا معهم دين /تصور / رؤية تبناها الأمازيغ ربما لانه وفر لهم إجابات لم يجدوها في غيره من الأديان في حين عجز من سبقوا العرب في ذلك وعجز من لحقوا في تغيير قناعتهم الدينية التي أصبحت جزء من هويتهم .

-لقد حارب البربر على مر العصور كل من حاول فرض ارادته السياسية وتهميش دورهم السياسي من قرطاج إلى اليوم (في الجزائر و المغرب )، بقطع النظر عن المعتقد الديني .(وإن أخذ الصراع في بعض الأحيان صبغة دينية )

- تتسم التركيبة السكانية في تونس نسبيا بالتجانس الاثني و الديني قبل وبعد الاستعمار الفرنسي الذي لم يتمكن من خلخلة قناعات الناس الدينية أو تغيير تركيبه السكان أي أن الاستعمار لم يكن له تأثير كبير على هوية المجتمع (هنالك فرق بين الهوية ومدى إنفتاح مجتمع من المجتمعات التي تعد صفة وليس هوية)

هذه هي جملة الأفكار التي يمكن ابرازها دون القول بانها ثابتة أو مقدسة ..



* prédisposition

vendredi 22 janvier 2010

تدوينة خاصة/ لكي لا ننسى : توماس سانكرا 1949- 1987



.

"يتساءل البعض عن الأمبريالية أين هي؟ أقول لهم الامبريالية في صحونكم .. انظروا إلي صحونكم ..حبوب الذرة والرز والقمح المستوردة تلك هي الامبريالية ..لا يجب البحث عنها بعيدا.."

توماس سانكرا .



ولد توماس سانكرا سنة 1949 عندما كان البلد لا يزال تحت الاستعمار المباشر الفرنسي. عرفت فولتا العليا العديد من الحكومات الفاسدة بعد أستقلال. قام بانقلاب عسكري أوصله إلى الحكم فشرع في العديد من الاصلاحات الثورية في بلده و تمكن تشي غيفارا إفريقيا كما كان يطلق عليه من تحقيق لاكتفاء الذاتي الغذائي واستبدال اسم البلد من فولتا العليا الذي اطلقه المستعمر إلى بوركينا فاسو أو ما يمكن ترجمته الي "بلد المستقيمين" .

فرض على نفسه قبل وزرائه التقشف في المصاريف .إستبدل سيارته المرسديس بسيارة رينو 5 ولم يكن يسافر إلا في الدرجة الثانية في الطائرة .كان يقول المسافرون في الدرجة الأولى والثانية يقلعون في نفس الوقت ويهبطون في نفس الوقت فلماذا التبذير وشرب الشونبانيا على حساب دافعي الضرائب الفقراء ؟

حاولت ترجمة أهم الافكار الواردة في خطابه الشهير في أديس أبابا في مؤتمر القمة الأفريقي سنة 1987 بخصوص الديون الأفريقية والذي اغتيل من بعده بفترة قصيرة، يقول:

سيدي رئيس القمة ، السادة الرؤساء

" إن الديون الافريقية يعود أصلها إلى الحقبة الاستعمارية ..ان المستعمر هو من أقترض المال(...) اننا لا نستطيع رد هذه الديون لانه بكل بساطة لم نكن طرفا فيها .. إن الديون هي الاستعمار الجديد..لا يجب الحديث هنا عن الأخلاق والثقة تجاه الدائنين.. إن الوزيرة الأولى الدانماركية قالت منذ حين و من على هذا المنبر بانه لا يمكن تسديد الديون ..إن الديون لا يمكن تسديدها لانه أولا إن لم ندفع فان الدائنين سوف لن يموتون جوعا، تأكدوا من هذا ، وإن نحن دفعنا فاننا نحن من سوف يموت جوعا، تأكدوا من هذا أيضا ..(...) من منا لا يريد إلغاء الديون؟ من يريد ذلك فليخرج الآن ويأخذ طائرته ويذهب إلى البنك الدولي ويدفع فورا الديون ..(ضحك في القاعة..) كلنا نأمل أن تمحى الديون ..

سيدي الرئيس ،

لست بصدد الاستفزاز أو القيام بعرض فرجوي، أريد فقط أن أقول عاليا ما يفكر فيه كل واحد منا ويتمناه ..لا أريد أن يأخذ إقتراح بوركينا فاسو على أنه إقتراح من شباب يفتقد إلى النضج والتجربة أو أنه فقط الثوريون يقولون هذا الكلام ..ارغب في أن تقبلوا هذا الأقتراح على أساس أنه موضوعي و ضروري ..هنالك الكثير من رفض دفع الديون وليسوا شباب مثلي منهم فيدل كاسترو ...والوزيرة الاولى قالت هذا الكلام لكن لا أريد أن أسألها عن عمرها..

علينا كلنا أن نقول بصفة واضحة أنه لا يمكن دفع الديون هذا من أجل تفادي أن يقع اغتيالنا بصفة فردية ..(ضحك في القاعة..) لو تبقى بوركنبا فاسو وحيدة تقول لا لدفع الديون فانه سوف لن أكون معكم في القمة المقبلة ..(يقصد سيقع اغتياله)..

(....) سيدي الرئيس

لنجعل من السوق الأفريقية سوقا لكل الافريقين لنستورد من أفريقية ونحول في إفريقيا ونستهلك في إفريقيا (...) أنا وجميع أفراد الطاقم البوركيني نحمل ملابس صنعت في بوركينا فاسو ونسجت في بوركينا فاسو وخيطت في بوركينا فاسو.. لا يوجد خيط واحد استوردناه من أوروبا أو من أمريكا..

سيدي الرئيس ، لست بصدد القيام بعرض أزياء لكن أريد فقط القول إن اردنا أن نعيش كأفريقيين فهذا هو السبيل لنعيش احرار وبكرامتنا .."


رجل بهذا القدر من الأرادة ووضوح الرؤية لا يخدم مصالح الدول الأستعمارية فرنسا التي خافت أن تنتشر أفكاره في بقية الدول عملت على تصفيته ( ميتران وشيراك كانا يتقاسمان الحكم ) ويقال أيضا أن القذافي مشارك في اغتياله تقربا من فرنسا ..

وكما يقول المثل الفرنسي :

On n'est jamais trahi que par les siens

توماس سانكرا وقع اغتياله يوم 15 أكتوبر 1987 من طرف أقرب اصدقائه والرئيس الحالي لبوركينا فاسو "بلاز كامباوري" والذي إنتخب المرة تلو الأخرى في جو ديمقراطي ب 99,99 من الاصوات

jeudi 21 janvier 2010

لكي لا ننسى: عمر المختار 1861 -1931



أريد أن ألقي الضوء هذه المرة على مقاوم ليبي كبير لا أعتقد أنه في حاجة إلى تعريف لكن من باب التذكير ومن باب لفت الانتباه إلى أن قضية الاستعمار ليست قضية بين تونس و فرنسا ولا هي قضية ترامواي العاصمة ولا سكك الحديد التي يتكأ عليها البعض للقول أن للاستعمار جوانب ايجابية!

.يجب فهم الحقبة الاسعمارية في سياقها التاريخي وكنتيجة من نتائج النظام الراسمالي الباحث عن الأسواق والربح والمواد الاولية "البلوشي" ولو على حساب مصير شعوب أخرى ..

صحيح أن ما تعيشه أوروبا اليوم من رفاهية راجع إلى عدة عوامل موضوعية تتعلق بالتاريخ الأوروبي ذاته وبالثورة الصناعية لكن هذه الرفاهية بنيت أيضا على تاريخ إستعماري مقيت بدأ باستعباد الأفارقة على نطاق واسع وبشكل لم تعرفه البشرية من قبل.

لقد قام الأوروبيون بعد قرنين من تجارة الرقيق ، باستئصال ما يقارب 20 مليون أفريقي من ارضهم لاستعبادهم وارسالهم إلى أمريكا ليقع مبادلتهم بسلع هذا إن تحملوا ظروف "الوسق" القاسية جدا (بين 15% و 40% يلقون حتفهم قبل الوصول)

لقد بنت أوروبا ثرواتها على إستغلال ثروات شعوب المستعمرة بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر... وبنتها أيضا على ميزان تجاري دائما في صالحها من خلال التلاعب باسعار المواد الأولية (خذ مثال القهوة أو الكاكاو) ومحاولات السيطرة على مصادر الطاقة ..

إن المحاولات العديدة التي قام بها "الوطنيون " في إفريقيا وفي العالم العربي من أجل الحفاظ على الثروة الوطنية ك"توماس سانكرا" في بوركينا فاسو والذي وقع اغتياله بعد ما قام بتجربة تستحق الذكر في بلده وطالب الدول الأفريقية بالامتناع عن دفع الديون لانها في آخر الأمر هي جزء بسيط مما سلبه المحتل من الثروات (هنالك حديث ساخن بينه وبين ميتران في يوتوب يستحق المشاهدة .. ) قلت أن كل من حاول الافلات من عجلة الشجع الأوروبي وبالتحديد الرأسمال الغربي إلا و وقعت محاربته .مثال ذلك تأميم القناة من طرف جمال عبد الناصر في مصر الذي أدي في العدوان الثلاثي (فرنسا وبريطانيا وإسرائيل )

إن المعركة مع المستعمر لم تنته والأطماع لم تتغير ، فقط دخلت الولايات المتحدة على الخط ومعها الصين من أجل اقتسام العالم .

أعود وأذكر إذن بهذا الرجل الذي قاوم المحتل الأيطالي هذه المرة .

عمر المختار 1861 - 1931 الملقب بشيخ الشهداء أو أسد الصحراء

مقاوم ليبي حارب قوات الغزو منذ دخولها . حارب الإيطاليين وهو يبلغ من العمر 53 عاماً لأكثر من عشرين عاما في أكثر من ألف معركة، واستشهد باعدامه شنقاً وتوفي عن عمر يناهز 73 عاما

عندما سقط عمر المختار أسيرا بيد العدو دار حوار بينه وبين غرتيساني الجنرال الأيطالي الدموي نقله هذا الأخير في كتابه"برقة المهدأة" :

وعندما حضر أمام مكتبي تهيأ لي أنني أرى فيه شخصية آلاف المرابطين الذين التقيت بهم أثناء قيامي بالحروب الصحراوية. يداه مكبلتان بالسلاسل, رغم الكسور والجروح التي أصيب بها أثناء المعركة, وكان وجهه مضغوطا لأنه كان مغطيا رأسه ويجر نفسه بصعوبة نظراً لتعبه أثناء السفر بالبحر, وبالإجمال يخيل لي أن الذي يقف أمامي رجل ليس كالرجال له منظره وهيبته رغم أنه يشعر بمرارة الأسر, ها هو واقف أمام مكتبي نسأله ويجيب بصوت هادئ وواضح

غراتسياني: لماذا حاربت بشدة متواصلة الحكومة الفاشستية ؟

أجاب الشيخ: من أجل ديني ووطني
.
غراتسياني:ما الذي كان في اعتقادك الوصول إليه ؟

فأجاب الشيخ: لا شئ إلا طردكم … لأنكم مغتصبون، أما الحرب فهي فرض علينا وما النصر إلا من عند الله
.
غراتسياني: لما لك من نفوذ وجاه، في كم يوم يمكنك إن تأمر الثوار بأن يخضعوا لحكمنا ويسلموا أسلحتهم ؟
.
فأجاب الشيخ: لا يمكنني أن أعمل أي شئ … وبدون جدوى نحن الثوار سبق أن أقسمنا أن نموت كلنا الواحد بعد الأخر، ولا نسلم أو نلقي السلاح

ويستطرد غرسياني حديثه "....كانت شفتاي ترتعشان ولم أستطع أن أنطق بحرف واحد, فانهيت المقابلة وأمرت بإرجاعه إلى السجن لتقديمه إلى المحاكمة في المساء, وعند وقوفه حاول أن يمد يده لمصافحتي ولكنه لم يتمكن لأن يديه كانت مكبلة بالحديد."

وقع إعدام عمر المختار صبيحة 16 سبتمبر 1931



لكي لا ننسى : محمد بن صالح الدغباجي 1885-1924


هو محمد بن صالح الدغباجي ولد سنة 1885 بمدينة الحامة بالجنوب التونسي

فر من الجندية وإلتحق بالمقاومة الليبية ضد المستعمر مع خمسة من رفاقه لكنه ركز هجوماته ضد الفرنسين على الحدود التونسية الليبية

عاد الدغباجي على رأس مجموعة فدائية وقام بالعديد من العمليات القتالية الناجحة ضد المستعمر الفرنسي وفي محاولة لكبح جماح المقاومة عمدت القوات الفرنسية إلى ردم الآبار لمنع المياه عن المقاومين كما حاولت استدراج الدغباجي عن طريق "عمار بن عبد الله بن سعيد"(ديمة مشاكلنا مع عمار :-) الذي وعدته السلطات الاستعمارية الفرنسية بتولي منصب "خليفة".

بعث الدغباجي رسالة إلى هذا الأخير بعد أن تفطن إلى الفخ الذي حاول نصبه له يقول له فيها :" أنتم تطلبون منا الرجوع إلى ديارنا لكن ألسنا في ديارنا؟ إنه لم يطردنا منها أحد، فحركتنا تمتد من فاس إلى مصراتة، وليس هناك أحد يستطيع إيقافنا.."

لكن للاسف قبض عليه في ليبيا في ماي 1922 وسلم إلى المستعمر الفرنسي ليحكم عليه بالاعدام.

وفي غرّة مارس 1924 اقتيد إلى ساحة سوق البلدة حيث أعدم. رفض العصابة، التي تقدم بها نحوه ضابط فرنسي ليضعها على عينيه، ويروى أن زوجة أبيه زغردت لهذا المشهد، وهتفت عاليا، وأنه أجابها وهو يبتسم "لا تخشي علي يا أمي فإني لا أخاف رصاص الأعداء، ولا أجزع من الموت في سبيل عزّة وطني ..الله أكبر ولله الحمد

بقي الدغباجي يتردد على الألسن، ومنها القصيدة المشهورة التي للاسف إختفى إسم شاعرها


جو خمسة يقصوا في الجرة*** وملك الموت يراجي

و لحقوا مولى العركة المرة*** المشهور الدغباجي

***

فزعوا خمسة بربايعهم*** تايجيبوا الفلاَّقَة

مخزن مطماطة ينجِّيهم*** لثرنهم بنداقة

الكيلاني يتحلَّف فيهم*** بحلالة و طلاقه

الدَّالة الفلاَّقة نمحيهم*** في واسع رقراقة

ضربوا الخمسة وحبوا إيديهم*** زفُّوا زفْ تلاقى

كذب الوسعة يقصر بيهم*** زي هدير الناقة

تاو ان يتلاقوا يقضيهم*** بوسربة شلهاقة

زي الذيب يمزِّل فيهم*** ويلالي ويهاجي

كان التل يخبَّر بيهم*** وجواب البسطاجي.

***

فزعوا حمسة فوق حصُنَّة*** من مخزن مطماطة

وقالوا هاهي الجرة منا*** وجَوا في اوّل شوَّاطة

الدَّغباجي قاعد يستنّى*** طاح لهم وتواطى

فيده ستوتي يلدغ سِمَّه*** دار فيهم شاماطة

صُبْعَه والقرَّاص يلمَّه*** يعجل ما يتناطى

واللي ينُوشَه يا ويل أمَّه*** فاح قتار اشياطه

يجي مرمي مصبوغ بدمَّه*** سِمْ منحَّس لاطه

مسَرْجِي بيت النار بضمَّه*** وشُغْل الحربي ساجي

ومولاها كبير آصل وهمة*** وعنده الكيف مقاجي

***

نهار الخمسة لحقوا خمسة*** و للهم حامي ربِّي

صباح إلْ ما زرقتشي شمسه*** اللي يقتُل ما يدِّي

يا لاحق مكناتك همشة*** ظنِّي فيك مغدِّي

اللي يصبح منكُمْ ما يمْسَى*** الدغباجي متنبي

سرجاها بستوتي نَمْشَه*** لقداهم متفاجي

معاها يتكلم بالرَّمْشَة*** ويحكم بالكِفاجي

***

جو خمسة يقصُّوا في الجرة*** و ملك الموت معاهم

راميهم شيطان بشرَّه*** على تبزيع دماهم

قِرْحوا يحسابوها غِرَّه*** يتبشروا بملقاهم

وقت ان شبح العين تعرَّى*** تَكـُّوا الخيل قداهم

والدغباجي فيده حُرَّة*** يسربيلهم في عشاهم

سرجاها وخرجت عل برَّة*** في المِلهاد اخذاهم

دوَّفْهم كيسان المُرة*** موش من القهواجي

الخمسة درجحهُمْ في مرة*** لا من روَّح ناجي.

جو خمسة يقصوا في الجرة*** وملك الموت يراجي

و لحقوا مولى العركة المرة*** المشهور الدغباجي



mercredi 20 janvier 2010

السؤال المقصلة :أين ذهب دمك يا حشاد ؟


تعلواليوم أو قبله بقليل بعض الأصوات للمطالبة بالبحث والتنقيب تحت الطاولة والفراش ، في القبو أو في درج منسي عن ربع سبب يجعل الاستعمار قابلا للنقاش!

من الغريب أن تلتقي بعض الأصوات التونسية مع ما ينادي به ساركوزي من أن الاستعمار الفرنسي له مزايا على الشعوب التي وقع استعمارها !! إن كانت غاية ساركوزي بتصريحاته هذه جلب أصوات اليمين المتطرف إليه فما عساها تكون غاية الذين يصرحون بمثل هذا الكلام في تونس؟

أتخيل لو حملت معي جهاز كمبيوتر إلى فرحات حشاد في قبره في القصبة وجعلته يقرأ ما يكتبه البعض عن الاستعمار الفرنسي أنه لم يكن سلبيا تماما!! له علينا مزايا جمة.. ادخلنا الاستعمار إلى الحضارة من بابها الواسع وكأن الحضارة ترامواي وسيارة وقطار يسير.!!!

ترى ما عساه يقول فرحات حشاد عندما يقرأ أن الاستعمار أمر فيه نظر ؟ هل سيبكي؟ أم سيبكينا؟؟

أشعر بالخجل!

لهؤلاء أقول أن الأستعمار يبقى مهما حاولنا تجميله استعمارا لان:

أولا :الاستعمار الفرنسي لم يقع في غابر العصور بل في تاريخ الشعوب يمكن أن أقول البارحة فقط خرج المستعمر الفرنسي بعد أن قتل وأعدم وإستغل وأهان وظلم و محق واذل وبقر بطون النساء ..

ثانيا : ماذا نقول لكل الشهداء الذين سقطوا واعدموا في الساحات واخرجوا من ديارهم وقتلوا أمام أطفالهم ؟ ماذا نقول لفرحات حشاد ولابو القاسم الشابي والخطابي وعمر المختار وعرابي و لكل الشهداء الذين سقطوا في الجزائر ؟ هل نقول لهم أن دمائكم لا تستحق مجرد إعتذار من فرنسا؟؟؟؟؟

ثالثا : إن تبرير الحقبة الأستعمارية ومحاولة إيجاد مصوغات ولوي عنق التاريخ هو تبرير لكل إستعمار وإحتلال بما في ذلك الاحتلال الأسرائيلي (قريبا سنطالب الفلسطينين بالاعتذار للمحتل! ففي آخر الأمر ساهمت إسرائيل في تطورهم !!!!)

رابعا : وهذا أخطر ما في الأمر أن تتحول الكرامة البشرية إلى سلعة قابلة للتفاوض واعمال الرأي .!! هل إنتهاك كرامة الشعوب له ثمن ؟ هل يمكن أن أقبل بالاحتلال مقابل تطوير البلاد ؟ بل أن الأستعمار لم يكن يهدف إلى تطوير البلاد بل إلى استغلالها ومع ذلك دعنا نفكر قليلا إن كان يحق لنا مطالبة فرنسا بالاعتذار أم لا ؟؟؟؟

الكرامة لا ثمن لها ! لا بنى تحتية ولا بنى فوقية !! ولا ما بينهما !!

خامسا : أن أخطاء الحكام وسرقاتهم (أنظر تدوينة خيرالدين باشا ) لا يمكن في أي حال من الأحوال أن تكون مبرر للاستعمارأو أن يدفع الشعب بكامله أخطاء قادته.. بل أن الأستعمار ذاته هو من عمل على إفلاس الدول واغراقها في الديون وهي نفس السياسة التي اتبعتها فرنسا في مصر والجزائر وتونس.

تونس التي وقع الحسم في أمرها قبل إفلاس الدولة عندما قال المستشار الألماني لوزير خارجية فرنسا في مؤتمر برلين 1878 بان الاجاصة (ويقصد بها تونس) قد أينعت ويجب عليكم قطفها قبل أن يعتريها العفن..

سادسا : إن ألمانيا إلى اليوم تقدم في تعويضات الحرب إلى إسرائيل التي لم تكن موجودة أصلا فما المانع من أن نطالب فرنسا بتعويضات لشعب ودولة ؟

سابعا : أرى أن محاولة إضفاء الشرعية على الاستعمار هو كمن يأكل جثث الشهداء وهم أحياء في ذاكرتنا !

mardi 19 janvier 2010

لكي لا نسى :خيرالدين التونسي


خيرالدين التونسي أو خير الدين باشا (1820-1890)

هو أحد رموز الإصلاح بالبلاد التونسية.

.

أرسله الباي إلى باريس سنة 1853 لاسترداد أموال سرقها ملتزم الضرائب السابق "محمود بن عياد " الذي فر إلى فرنسا وتحصل على جنسيتها . تمكن من إسترداد 24 مليون فرنك واعادها إلى خزينة الدولة ثم عاد إلى تونس .وتقلد مناصب عليا في الدولة .


قام بالعديد من الاصلاحات في ميادين الادارة والتعليم والمالية (الغى الضرائب على الأراضي الزراعية لمدة 20 عاما ) وأنشأ المدرسة الصادقية وشجع الطباعة ..

لم ترق سياسة خيرالدين الاصلاحية للعديد من المتمعشين من خزينة الدولة وبسبب الخلاف الذي نشب بينه وبين الوزير مصطفى خزندار حول السياسة المالية للبلاد حيث أن خيرالدين كان ضد الاستدانة من البنوك الأوروبية وأمام إزدياد الفساد في دواليب الدولة قدم استقالته من جميع وظائفه سنة 1862

تفرغ بعد ذلك لكتابة كتابه الشهير : أقوم المسالك في معرفة أحوال الممالك .وقع طبعه بالمطبعة الرسمية سنة 1868

عزا خيرالدين في كتابه "الانحطاط الذي آلت إليه الحضارة الإسلامية خصوصاً إلى نظام الحكم المطلق الذي توخته الدول الإسلامية على الإجمال منذ القرون الوسطى معتبراً هذا النظام غريباً عن الإسلام في أصوله... ويقوم بتحليل الأسباب التي انجرت عنها في أوروبا نتائج مغايرة تماما وجعلت هذه القارة، وهي التي كانت تتخبط في الظلمات حين كانت حضارة الشرق في أوج الازدهار، تصبح اليوم مجموعة من الدول الأكثر تحضراً، في حين نرى الممالك الإسلامية تعاني الانحطاط"

تحت إلحاح الباي عاد إلى شغل منصب رئيس الكوميسيون المالي سنة 1869 ثم كلفه الباي بتوثيق العلاقة مع الدولة العثمانية قبل أن يعين وزيرا أكبر سنة 1873.

تحت ضغط القناصل المعتمدين ( ما أشبه اليوم بالبارحة! ) ، أعرض عنه الباي، رغم أن سياسته بدأت تعطي ثمارها فاستقال وهاجر إلى تركيا 1878 حيث شغل منصب الصدر الاعظم .


توفي بتركيا سنة 1890 وأعيد رفاة خيرالدين باشا إلى تونس سنة.1968

lundi 18 janvier 2010

لكي لا ننسى : الطاهر الحداد


"لكي لا ننسى" هي سلسلة سأتعرض فيها إلى شخصيات تونسية قدمت وساهمت في رسم الحداثة وضحت من أجل افكارها

الباب مفتوح لكل من يرغب في حفظ شخصية من النسيان.


هو الطاهر بن علي بن بلقاسم الحداد إستقر بتونس وتلقى تعليمه في الكتاب ثم بجامع الزيتونة ..توفي والده وهو في سن 12 .تحصل على شهادة التطويع ليشتغل كاتبا بالجمعية الخيرية وفي سنة 1921 إلتحق بمدرسة الحقوق العليا .

إهتم بالحياة السياسية والنقابية في إطار الحزب الحر الدستوري حتى سنة 1930 .و في هذه الفترة ألف كتابه الشهير "امرأتنا في الشريعة والمجتمع" و بسبب هذا الكتاب حرم الحداد من إكمال دراسته وطرد من قاعة الامتحان .

هاجمه مشايخ الزيتونة وعلماء الدين ومنهم من ألف كتبا للرد على دعوة الحداد للتحرير المرأة منهم بالخصوص الشيخ محمد صالح بن مراد الذي ألف كتابا بعنوان:

"الحداد على إمرأة الحداد" والشيخ عمر البري المدني الذي ألف كتابا عنوانه: "سيف الحق على من لا يرى الحق "

كما كان الحداد موضوع فتوى صدرت من لجنة (مزعمنا في تكوين اللجان(-:) يرأسها الطاهر بن عاشور وانتهت إلى تكفير الحداد مطالبة السلطة بعدم السماح بتوزيع الكتاب .

هاجمت عدة صحف كتاب الطاهر الحداد بل والحداد في شخصه منها صحيفة الزهرة والوزير والنهضة.

ومن بين العناوين نجد : "حول زندقة الحداد " و-"خرافة السفور" و"أين يصل غرور الملحدين"..

تعرض الحداد إلى ازمة قلبية بعد هذه الهجمة وآثر بعدها الانزواء وتوفي يوم 7 ديسبمبر 1935 عن سن تناهز 36 سنة في عزلة شبه تامة ولم يسر في جنازته سوى نفر قليل من الأصدقاء

أصرّ صديقه الصحفي الهادي العبيدي أن يكتب على ضريحه ما يلي

هذا ضريح شهيد الحق والواجب المصلح الاجتماعي الطاهر الحدّاد




dimanche 17 janvier 2010

أسلوب عادي في سرد وقائع غير عادية7

وصلنا العاصمة على مشارف الغروب من جهة الجنوب .. تصنع الحاج التهامي المعرفة بمداخلها ومخارجها فوجدنا أنفسنا أكثر من مرة في نفس المكان كأننا نطوف حول الفراغ .. قالت جدتي لنسأل أول شرطي يعترضنا.. إبتسم الحاج إبتسامة مزجت بسخرية وقال: نحن الآن في العاصمة والعاصمة ليست قريتنا حيث الكل يعرف الكل.. العاصمة دنيا اخرى .. اجابته جدتي بكل هدوء: كلها خلق ربي يا حاج ..!

صمت الحاج كما يصمت الرجال حين تأتي الحكمة من النساء ..

تقاذفتنا ليلتها مراكز التوقيف ومراكز الشرطة ومراكز اخرى لم أعد أذكر اسمها حتى خيل إلي أن العاصمة لا تحوي سواها... أخيرا عثرنا على جدي في أطراف المدينة.. لم نتمكن ليلتها من رؤيته لكن شرطي المكان تعهد لجدتي بايصال الخبز إليه والأهم من ذلك أنه أخبرنا بان جدي سيخرج في الغد في جميع الأحوال ..

عدنا إلى القرية فوجدناها مقارنة بالعاصمة قطعة من ظلام لكن شعرت بالراحة وأنا أرى قريتنا من جديد.. أصرت جدتي على إعطاء مبلغ من المال إلى الحاج لقاء تعبه وأصر الحاج، على غير عادته، على عدم أخذ مليما واحدا..

دخلت البيت واتجهت مباشرة إلى الفراش ونمت .. ولا أعتقد أن جدتي قد نامت ليلتها ..

نهضت من الغد على صوت جدي يردد على مسامع جدتي لا بأس.. لا بأس..
ظننت انني أحلم ..لكن إسترسال جدي في الحديث جعلني انزلق من غياهب الحلم
إلى حلاوة الواقع ..
شعرت بالسعادة لم أشعر بها قبل غيابه ... بالرغم أنه لا شيء
قد تغير ..جدي هو نفسه الذي كنت أراه يوميا.. وهذا الكرسي هو نفسه ، وهذه النافذة هي نفسها يطل منها شعاع الشمس يوميا في مثل هذا الوقت ..ما الذي تغير ؟
لا شيء تغير ! هو فقط الغياب يلفت انتباهنا إلى سعادة نعيشها دون أن نعيها ؟ قمت وسرت في إتجاهه وعانقته.. أنا الآن سعيد..!

لقد اطلقوا سراحي باكرا هذا الصباح بعد أن اخذوا مني تعهدا بان لا أخوض في أمور المقطع و أعملوني أن في القرية عيون تسهر على احترم ما تعهدت به..
جدتي لم تجبه فقط قالت : لقد حلبت البقرة هذا الصباح وأعددت لك ملابس نظيفة..
ما يبهرني في علاقة جدتي بجدي هو هذا التناغم والانسجام دون الكثير من الكلام

samedi 16 janvier 2010

أسلوب عادي في سرد وقائع غير عادية6

ولم تضف شيئا ثم دخلت إلى ركن من البيت و سحبت من بين الأواني معجنة من الصفيح المطلية بقشرة رهيفة من مادة لامعة ووضعت فيها شيئا من الدقيق والملح وصبت عليهما قليل من الزيت ثم اضافت ماء دافيء وعجنت الكل.. أصبحت العجينة كتلة واحدة بين أصابع جدتي.. فلا هي ماء ولا هي زيت ولا هي دقيق ولا هي ملح.. بل هي كل ذلك وشيء آخرأكثر من كل تلك العناصر مجتمعة لا أعرفه لكن أعرف طعمه جيدا.. في الأثناء وكانت قد طلبت مني إعداد الطابونة، قمت بجمع بقايا شجيرات جفت وأغصان وخشب صناديق وكل ما هو قابل للاحتراق ومنتج للحرارة.. ثم أخذت جدتي شريط قماش من كيس فارغ أتى به جدي، رسم عليه نجوم زرقاء وخطوط حمراء و يد تصافح اخرى..لكن جزء كبير من الصورة ذهب لما اقتطعت جدتي الشريط من الكيس ثم سحبت عود ثقاب من علبة خشبية و أشعلت فيه النار والقت به وسط الحطب..

قامت بكل ذالك وهي صامتة أو بدت لي كذلك..

خرج لهيب من فوهة الطابونة ثم سرعان ما همد ليترك المكان لدخان كثيف ورائحة إحتراق الحطب ثم غاب الدخان بدوره وسكنت النار الرماد وأحسست بالدفء ..

رائحة الخبز والصمت يملآن البيت الآن ..

وضعت جدتي الخبز في منديل واحتفظت بالصمت ثم ربطت أطرافه،على شكل قاطع ومقطوع والقت على رأسها رداءها وقالت هيا لنذهب ... قلت إلى أين وقد نسيت قصة جدي ..قالت إلى الحاج التهامي ليأخذنا إلى جدك بسيارته

vendredi 15 janvier 2010

أسلوب عادي في سرد وقائع غير عادية 5

توضأ جدي كعادته في البيت ولبس لباسه المفضل ليؤم أهل القرية في صلاة الجمعة واخذني معه ككل جمعة...هنالك أمر ما غير عادي يحصل في القرية .. نحن أهلها نستشعر ذلك من هوائها ...

بضعة خطوات في إتجاه الجامع كانت كافية لمعرفة ما يحصل، عند المفترق سيارة شرطة ، رجال بالزي المدني يستوقفون المارة وآخرون بالزي الرسمي يحاصرون الجامع .. لما وصلنا إنقض احدهم على جدي وسحبه من يده وأدخله السيارة وانطلقوا في إتجاه العاصمة ..وقع كل هذا في وقت قصير لم اتمكن فيه من استيعاب ما حصل وبقيت وحيدا حائرا دون جدي في مفترق الطرق إلى أن جاء جاء بالله وامرني بالعودة إلى البيت وأن أخبر جدتي بان الحاج أخذوه إلى العاصمة ليستفسروه في بعض الأمور وأنه سيعود قريبا ..عدت وحيدا من نفس الطريق ولسبب ما اخذت ابحث فيه عن آثار أقدام جدي...فرحت لما وجدت بعضها ..أعرف نعاله جيدا يترك دائما على التربة الطرية خطوطا و دوائر وبعض الحروف باللاتينية طبعت بشكل معكوس على الأرض، تبدو لي كأنها بنايات صغيرة في مدينة خيالية تشبه قليلا مدرسة القرية ..

وصلت البيت وكأن جدتي كانت تنتظرني عند الباب ..لم أكمل الخبر الذي كلفني بابلاغه جاء بالله حتى قالت : فعلها

jeudi 14 janvier 2010

أسلوب عادي في سرد وقائع غير عادية 4

...لكن جدي قال أن الأمر ليس مستعجلا وأنه يفضل التريث قليلا قبل مكاتبة مفتي الجمهورية..ربما لاقتناعه بان رد المفتي سوف لن يكون محرما لعمل الشركة الايطالية التي أكيد تعمل بمقتضى إتفاق مع الحكومة وليس للمفتي مصلحة في الوقوف في وجهها .. وربما تصور بان الرد سيكون من قبيل" أن في عمل الحكومة على جلب الخير للبلاد في شكل عملة صعبة فيه مصلحة للامة وإيقاف العمل بالمقطع فيه مفسدة وعملا بالقاعدة الفقهية التي تقول بوجوب جلب المصالح ودرء المفاسد ، وقياسا عليه نرى أن العمل التي تقوم به الشركة لا يخالف أمور الدين في شيء ولا يمس من أصل العقيدة وعليه فهو عمل مشروع دينيا ..إلخ

إقترح جدي تكوين لجنة صغيرة من أربعة أشخاص تذهب إلى المقطع لتتأكد بنفسها إن كان عمل الشركة يمس باسس الجبل وإن كان عملهم سيتسبب في ثورة البركان وهو ما سيهدد القرية باكملها..

جاء بالله، بمجرد سماعه كلمة لجنة قام وصاح : اللجنة لا!.. اللجنة لا !.. إن تكوين لجنة يتطلب إذن مسبق من السلط وسندخل القرية في مسائل متشعبة لا فائدة منها .. الحاج عبد الرحمان وجد نفسه دون يشعر يساند جاء بالله وكل امله أن لا تكون الأعمال التي تقوم بها الشركة تمس باسس الجبل، لا خوفا على الجبل بل من أجل عدم وجود مبرر غير أخلاقي يفسد إمكانية كراء جراره للعمل في المقطع ..الحاج التهامي ساند تكوين لجنة وعاضده في ذلك ثلة من الحاضرين شريطة موافقة جاء بالله وهو ما لم يتم فانفض المجلس على فراغ كما إلتئم، فأجل جدي النظر في الأمر إلى يوم الجمعة القادم أثر الصلاة ..

لكن يوم الجمعة حصل ما لم يكن يتوقعه أحد .... يتبع

mercredi 13 janvier 2010

أسلوب عادي في سرد وقائع غير عادية 3

التف الجميع حول جدي على شكل حلقة يتوسطها الفراغ دخلتها وبيدي طبق الشاي .. تعرفت على بعض الوجوه..الحاج التهامي مزود القرية بالمواد الغذائية ..عم العيفة أسمعه دائما يردد ما يقوله جدي: لا حول و لا قوة إلا بالله ..يقولها في شكل لفظ واحد فلم أكن أفهم من هذه الجملة-اللفظ سوى أنها تعبير على عدم القدرة على فعل شيء ..كان معهم أيضا جاء بالله وليس لي أدنى فكرة لماذا ينادونه بسي جاء بالله رغم أنه كان صغير في السن و كان يبعد شباب القرية عنها في شكل طقوس دورية تدوم سنة أو ما شابه ويقوم أيضا بتزين مداخل القرية باعلام تونس أيضا مرة في السنة .. إلى جانبه يجلس أو يقف دائما الحاج عبد الرحمان الوحيد الذي يملك سيارة في القرية وجرار يقوم بكرائه للفلاحين ..جدي كان يرفض فكرة إدخال جرار إلى أرضه ويفضل دائما حمارنا الوحيد الهرم.. يقول أن الجرار للاراضي الشاسعة ..لكن أعتقد أن السبب الحقيقي هو خوفه من أن يكسر الجرار الحجارة الحمراء ..

بقية الوجوه لا أعرف عنها شيئا سوى أنها من القرية ..أكيد أنها من القرية..

ليلتها كانت ليلة فاصلة في اعتقادي الدائم بإمكانية جدي الأجابة على كل الأسئلة المتعلقة بالدين..كان يجيب على أي سؤال ، وكنت أشعر بالفخر كلما رأيته يستغفر قبل أن يجيب ، ثم ينطلق في سرد وقائع حدثت منذ زمن بعيد ثم بطريقة بهلوانية تزيد من اعجابي بجدي، يربط السؤال بتلك الوقائع وكلما قال:" و قياسا عليه" أعرف أنه وصل إلى نهايات الاجابة ..

جدي لم يتمكن ليلتها من الاجابة على سؤال أهل القرية ..أحسست بالخوف.. . لا شك أن الأمر خطير جدا ..وإلا كيف أفسر عدم قدرة جدي على الأجابة وهو الذي كان دائما يردد

أن الكتاب فيه كل الإجابات على كل اسئلة البشر..

اقترح جاء بالله إرسال مكتوب إلى مفتي الجمهورية وسانده في ذلك الحاج عبد الرحمان مضيفا : و نسأل بالمناسبة إن كان كراء جرار إلى الشركة الايطالية يعد خروجا عن الدين .. نظر الجميع إلى جدي ينتظرون منه ولو حركة تبارك هذا التوجه ..لكن جدي قال .. يتبع

mardi 12 janvier 2010

أسلوب عادي في سرد وقائع غير عادية 2

يقع بيت جدي عند مفترق للطرق حيث جامع القرية الوحيد على يمين الطريق المؤدية إلى العاصمة ، والذي ساهم كل أهل القرية في بنائه بما تساقط من حجارة الجبل حتى لا يخيل إليك من بعيد وأنت قادم إلى القرية أنه إمتداد عمودي للجبل..يتكون البيت من غرفتين واحدة تشرق فيها الشمس وهي غرفتي المفضلة وأخرى تشكل زاوية قائمة مع الغرفة الأولى لا تدخل إليها الشمس إلا لماما بل كان خيالي يذهب بعيدا وأنا طفل صغير وأتخيل الشمس إمرأة ترفض الدخول إلى تلك الغرفة لسبب أجهله. لذلك كانت تلك الغرفة تسودها الرطوبة والظلمة المشوبة بالزرقة وكنت استغرب تفضيل جدي الدائم للصلاة في تلك الغرفة إلى أن استجمعت ما يكفي من الشجاعة لطرح السؤال عليه فظل جوابه يتردد في أذني كلما تذكرته .. قال: إن الظلمة باعثة على الخشوع والخشوع مقوى للتقوى والتقوى طريق الايمان ..هكذا قالها جملة واحدة دون توقف.. وأنا، لاستيعاب كل ما قاله أمسكت بالكلمة الأولى و بالكلمة الأخيرة من جملته الطويلة، ثم حاولت حشو بقية الكلام بين الظلمة والايمان..

كانت القرية منعزلة نسبيا عن العالم الخارجي وكان الجبل يمثل أفق القرية من جهة البحر .. إلى أن سرى خبرا مفاده أن شركة إيطالية تريد إقامة مقطع للحجارة في الجبل وهو مشروع ضخم مقارنة بما تعيشه القرية من إنكفاء وإكتفاء ذاتيين..

دخلوا القرية من جهة البحر وأقاموا ميناءا صناعيا مؤقتا في الجهة الاخرى من الجبل ثم جلبوا آلات القص والصقل على ظهور السفن و تمركزوا عند إلتقاء البحر باليابسة وأقاموا ما يشبه المعسكر ..كل هذا وأهل القرية يتناقلون الحديث عما يجري دون فهم ما سيقع لجبلهم فعلا ..إلى أن إستفاق أهل القرية ذات صباح على قرقعة آلات القص وأزيز وغبار كثيف يعلو الجبل ..

كان ذلك صباح اليوم الذي أتى فيه شيوخ القرية وكبارها يسألون جدي، بوصفه أكبرهم سنا وإمام الجامع الوحيد عند مفترق الطرق،إن كان المقطع، الذي بدأ العمل صباح ذلك اليوم، لا يؤثر على إستقرار الأرض باعتبارهم سيقتلعون جزء من الجبل الذي هو وتد للارض بناءا على الاية وجعلنا الجبال أوتادا ..؟

lundi 11 janvier 2010

-أسلوب عادي في سرد وقائع غير عادية 1

متى ينفجر البركان ؟
هذا هو السؤال الذي يدور في ذهن كل فلاح من فلاحي القرية المرابطين عند المنحدر قبالة الجبل الذي تطوف حوله حياة جميع أهل القرية.. يقتاتون من أطرافه على أطرافه.. يخافونه والبعض يدعي محبته ..الجبل مصدر رزقهم بما تجود به عليهم أراضيه الخصبة المترامية عند السفح ..
وبما يوفره لهم من حماية من الرياح العاتية القادمة من جهة البحر...
آخر مرة إنفجر فيها البركان كان منذ مئات السنين ثم همد حتى قال بعضهم انه قد همد إلى الأبد..
والحقيقة أنه لا أحد من الفلاحين حضر أو رأى البركان في حالة إنفجار.. كلها قصص وروايات وقع تداولها من جيل إلى جيل عبر الزمن.. بل أن البعض لم يعد يعتقد في هذه الروايات القديمة التي عمل المخيال الجمعي على تضخيمها فاصبحت تنحو منحى الاساطير والخوارق..
فقط بقايا حمم بركانية متحجرة يستخرجها بعض الفلاحين من حين إلى آخر من تحت سكة المحراث كلما تعثر في احداها ، فقط هذه البقايا هي دليلهم أن هذا الجبل ليس كغيره من الجبال ..
جدي كان يقول إنها حجارة من الجنة من شدة إحمرارها، و مخالفوه في الرأي يقولون أنها حجارة من سجيل ..أما من تمكن من ترك القرية وزيارة المدرسة في الجهة الاخرى من الجبل فيقول احمرارها سببه احتوائها مادة الحديد ..يضحك جدي كلما سمع أخي عبد المولى يردد هذا الكلام ...جدي لا يعرف من الحديد سوى حديد المحراث الذي يجره بكل عناء حمارنا الوحيد الهرم..
أخي عبد المولى في اصراره على تبسيط الفكرة لجدي يقول: إن تلك الحجارة الحمراء يا جدي ليست سوى محراث غاص في التربة منذ مئات السنين واستحال استخراجه في حينه فتركوه هناك ومع مرور الزمن صار حجارة ..
تبدو على جدي علامات الاقتناع.. وحده الزمن قادر على إقناع جدي ..
مما جعلني اتساءل دوما، إن كان الزمن هو الوحيد القادر على إقناع جدي فمالذي كان يقنع أهل القرية بصواب رأي جدي حين اجتمعوا إليه في ذلك المساء الذي سوف يغير مجرى حياة القرية بكاملها .. يتبع

dimanche 10 janvier 2010

إحتراق مكتبة الجدود البيض: أفكار متداعية للنهوض


من المؤسف أن نخسر الآف الكتب والمخطوطات الثمينة في الحريق الذي شب في المكتبة التابعة للاباء البيض في المدينة العتيقة
من المؤسف أكثر أن يتوفى أحدى القساوسة جراء هذا الحريق .. يؤسفني كل هذا, تماما كما يؤسفني بقاء هذه المخطوطات التي تمثل جزء من الذاكرة في هذه المكتبة وليس في المكتبة الوطنية ..
ان الحديث عن الذاكرة الوطنية يجرنا للحديث عن تاريخ الاستعمار الفرنسي في تونس وفي غيرها من البلدان وخاصة الجزائر حيث تعمدت فرنسا محو ذاكرة هذا الشعب وثقافته من خلال العديد من الأعمال من بينها التبشير الذي اطلع به الأباء البيض وهي مجموعة أسست في الجزائر سنة 1868 من طرف الكاردينال شارل مارسيال.
لست في جاجة إلى التذكير بدور التبشير في تحضير الأرضية للاستعمار المباشر في العديد من الدول الافريقية وإعداد الدراسات الأنتروبولوجية وإتنولجية حول الشعوب "البدائية"*..
لكن هذا لن يمنعني من طرح السؤال:
ماذا تفعل هذه المخطوطات بتلك القيمة في مكتبة تابعة للاباء البيض ؟
إن هذه المخطوطات هي جزء من ذاكرتنا الوطنية وعليه فمكانها الطبيعي هو المكتبة الوطنية! .
ألم يحن الوقت بعد لنسترد ذاكرتنا الوطنية؟
ألم يحن الوقت بعد لتغيير إسم هذه المؤسسة ذات الجذور الاستعمارية؟
أيعقل ونحن في بداية قرن جديد الحديث عن "ميسيون" في دولنا ؟ ما هي هذه "المهمة" و ما هو الدور المراد لها لعبه؟
صديق
ة فرنيسة تفاجأت عندما قلت لها أن المعهد الفرنسي في تونس لا يزال يحمل كلمة "ميسيون" ( وقع تغييره أخيرا) ..
اتمنى أن تتعامل معنا فرنسا على اننا شعوب لها تاريخ وحضارة ضاربة في القدم ولسنا شعوب بدائية( لا وجود لشعوب بدائية بل شعوب أولية دون أحكام قيمة.. ) تقع دراستها كما تدرس الحيوانات في أدغال إفريقيا..
إن الشهداء الذين سقطوا في تونس (جدي وجدك وجدتي وجدتك ..) أو في الجزائر أو في غيرها دفعوا الثمن لاستقلال هذه البلدان ،فهل ننسى هذا التاريخ بكل سهولة؟
البارحة فقط شاهدت فيلما وثائقيا ابطاله مجاهدون ومجاهدات من الجزائر قاوموا الاستعمار الفرنسي ورووا الفضائع التي قام بها الجيش الفرنسي هناك من إلقاء للمجاهدين في ابار وهم أحياء بعد تعذيبهم بالكهرباء وقطع أطراف
هم ..
احدهم روى كيف يقع دق المسامير في أيادي المجاهدين وترك أجسادهم تتدلى تحت ثقل كتل من الأسمنت تثبت في اقدامهم وبعد نزع الاعترافات يقع حمل الشهيد بطائرات الهيلوكبتر وإلقائهم في البحر ليغوصوا تحت ثقل كتل الأسمنت ..ما قاموا به الفرنسيون في مستعمراتهم وخاصة في الجزائر يفوق كل تصور..هؤلاء يحدثوننا عن الحرية وحقوق الانسان ؟؟؟؟؟
لا أريد بكلامي هذا التعميم فذلك لا يحق لي أساسا، فهنالك فرنسا أخرى خلف فرنسا الرسمية التي نلتقي معها في الكثير من النقاط لكن أرى أنه حان الوقت لتعتذر فرنسا للشعوب وتعوض الضحايا كما عوضت ضحايا المحرقة اليهودية..ولا يجب في أي حال من الأحوال الحديث عن مزايا الاستعمار كما قال ساركوزي.فالاستعمار يبقى إستعمارا مهما حاولوا تجميله .
هنالك بوادر على أن فرنسا بدأت فعلا في تقديم التعويضات من ذلك مثلا طرد 30 ألف مهاجر السنة الفارطة من بينهم 10 الآف جزائري !! وكلفها ذلك 242 مليون اورو من ميزانية الدولة !
هل هذه هي
التعويضات ؟ ألم يكن من باب أولى وأحرى دفع هذه المبالغ كتعويضات أو استثمارات في دول الجنوب التي تعاني الفقر والبطالة ليكف الناس عن التفكير في الهجرة ؟
ألم يكن من المستحسن الكف عن مساندة أنظمة فاسدة هي أحدى الأسباب المباشرة للهجرة؟
على فرنسا أن تعدل ساعتها ، إنه منتصف النهار بتوقيتنا


ملاحظة: يمكن قراءة ما كتب في أسفل الصورة بعد تكبيرها

vendredi 8 janvier 2010

الانسان الابن المدلل للالهة


الأنسان.. إعتقاده أنه هو مركز الأرض ومحورها وأن كل هذه الكواكب والأقمار والاشجار و الاسماك السابحة والزاحفة و البحار والأنهار وفيروس الخنازير والخنازير ذاتها والبقر وجنونه والجنون ذاته والماموت الذي إنقرض والديناصورات التي وجدت واندثرت قبل نزول الوحي، كلها، كلها دون إستثناء من أجله خلقت! ..
في هذه اللحظة بالذات وأنت تقرأ هذه الكلمات، هنالك في مكان ما على هذه البسيطة ، على جزيرة من الجزر، وسط غابة من الغابات، في مكان ما لم تطله قدم إنسان، هنالك شجرة أزهرت واثمرت، وأينعت ثمارها ثم إستجابة لقانون الجاذبية سقطت ثمارها عند الجذع وانتهت حياة الثمرة هناك .. ما تأثير ذلك على نسبة إرتفاع حظوظنا في دخول الجنة أو خروجنا منها ؟
ما هي العلاقة الجدلية بين سقوط تفاحة في غابات الأمازون و جلد صحافية في السودان ؟
هي ولا شك نفس العلاقة بين إحمرار القمر ودق المهارس..
تلك الثمرة التي أينعت في مكان ما واستجابت لقوانين الطبيعة دون أن يراها أي إنسان /وعي ليست من أجله خلقت ...بل من أجل ذاتها..
العصفور الذي أكل الثمرة و ألقى ببذرتها بين فضلاته في مكان ما.. ليس من أجل الأنسان يفعل ذلك ..وثمار الجوز التي تتقاذفها أمواج البحر لتحط الرحال على ضفاف شواطىء جزر الكراييب ليس من أجل تسهيل عبور قافلة الاغاثة إلى قطاع غزة.. أو لالقاء اليهود في البحر..
تعمل الطبيعة مستقلة عنا تماما وعن افكارنا وتمائمنا ..و في غنى عن صلواتنا ودعائنا ..لو أمعنا النظر
لوجدنا الطبيعة طبيعية في طبيعتها ولا تناقض طبيعتها أبدا ..
فالانهار تسري من الجبال والمرتفعات إلى البحار والمحيطات.. لا العكس ..
والأمطار تنزل حيثما يجب أن تنزل دون أن تصغي إلى صلوات الاستسقاء أو الاسترخاء هكذا هي الطبيعة لا تعير لمصائبنا أي إهتمام.. ..قد تلقي السحب بكل مياهها في البحر ..هل من معترض؟ وكأن البحر في حاجة إلى مياه ..المطر ينزل حيثما توفرت أسباب النزول ..في غار ..أو فوق أسطح المنازل ..
وسط الشوارع والأزقة حيث لا زرع ولا شجر ..لا ينزل المطر حسب الطلب ..أو بعد أداء رقصة المطر ..
تفعل الطبيعة ما تريد ويفسر الانسان الظواهر كما يريد ..
الأنسان لا يمكنه أن يعمل مستقل عنها ..هذا هو ال
سبب الذي جعله يعتقد أنه إبن الآلهة المدلل

jeudi 7 janvier 2010

الشخصيات التاريخية بين الواقع والأسطورة


بمناسبة مرور 50 سنة على وفاة الكاتب الفرنسي البير كامو قرأت خبرا مفاده أن الرئيس الفرنسي عبر عن رغبته في نقل رفاة الكاتب إلى البونتايون حيث يرقد كبار الفلاسفة والمفكرين والعلماء الفرنسيين
هذا الخبر جعلني اتساءل لماذا يقع تضخيم الشخصيات الوطنية والدينية بعد مرور فترة زمنية معينة على وفاتهم ؟
صحيح أن البير كامو كان كاتبا متميزا في القرن الماضي وتحصل على جائزة نوبل للاداب سنة 1957 لكن لم يكن الوحيد ..
وما يهمني ليس الكاتب بل فكرة تضخيم الشخصيات والأدوار التي لعبتها في التاريخ.
فهنالك الكثير من الشخصيات الوطنية أو الدينية التي لعبت دورا ما في تاريخ شعوبها لكن بعد فترة زمنية تطول أو تقصر نجد هذه الشخصيات تعود بقوة إلى الساحة في شكل رموز تاريخية منزهة من الخطأ بل لكأنها شخصيات بعثت من السماء لا نذكر سوى الجانب المضيء في حياتها .
على سبيل المثال باي تونس المنصف باي الذي تذكره الذاكرة الجماعية على أنه أكثر بايات تونس وطنية.
بل حتى الرئيس السابق الحبيب بورقيبة أصبح يتمتع هو أيضا بشخصية البطل (ولو أنه لا يمكن نكران أنه باني الدولة الحديثة كما يحلو له أن يطلق على نفسه) إلا انه سرعان ما نسيت الذاكرة الجماعية العديد من الأحداث الدامية التي حصلت في عهده ..
نفس الشي يمكن ذكره عندما نتحدث عن جمال عبد الناصر ..
ويزداد التضخيم كلما كان خروج الشخصية /البطل من الركح خروجا غامضا فهنالك من طار إلى السماء وهنالك من إختفى وينتظرون عودته لينقض الأرض من الفساد الذي عمها .أما فيما يخص الشخصية الحديثة فان موت البير كامي لا يزال يسيل الحبر إلى اليوم ونفس الشيء تقريبا بخصوص عبد الناصر الذي يعتقد الكثيرون أنه مات مقتولا ..كما نجد في موت ياسر عرفات المفاجيء خير مثال لخروج البطل من الركح بطريقة غامضة تزيد من هالة الأسطورة حول الشخصية ..
كلنا نعرف تلك اللعبة التي تعتمد على نقل جملة شفويا من شخص إلى آخر وسط حلقة من الأشخاص لتصل الجملة مختلفة تماما إلى أذن قائلها الأول.
يتم هذا وسط عدد محدود من الأشخاص وفي نفس الزمن فما بالك عندما يتحول الأمر إلى تناقل أخبار عن شخصيات من جيل إلى جيل وعبر فترات زمنية متباعدة وكل جيل يضيف شيئا من خياله في صياغة تلك الشخصية التي تعتمد المجموعة / القبيلة عليها في تثبيت قيمها والمحافظة عليها من خلال إضفاء صبغة أسطورية عليها ..
إن التضخيم لا يقتصر على الأشخاص فقط بل وأيضا على حقب تاريخية كاملة من ذالك مثلا من يريد إعادة زمن لا وجود له إلا في خيال من يدافع عنه .
فما تنظيم القاعدة إلا شكل من أشكال الرغبة في العودة بالزمن إلى زمن الرسول والصحابة بل حتى الأسماء التي يطلقونها على أنفسهم تحيلنا على فترة زمنية مضت منذ 1400 سنة ..
فترة زمنية يقع التعامل معها كأبهى وأحلى فترات التاريخ الاسلامي وننسى كل الحروب التي قامت من أجل الظفر بالخلافة والرؤوس التي قطعت وعلقت على أبواب المدن..
لا أعرف بالضبط ماهي العوامل التي تجعلنا نحن إلى الماضي ونجعله مثالي بل حتى على مستوى الحياة الشخصية الفردية تجد فيها الفرد يحن إلى الطفولة وإلى فترات من الزمن الماضي يرى فيها كمال السعادة .
هل هو البحث عن موجه* في الحياة يحيلنا إلى الماضي ؟ أم هو ضعف الذاكرة ؟

* un repère

mercredi 6 janvier 2010

تونس بين التبشير والتنوير

بين يدي كتاب شعر تلقيته منذ مدة وجيزة .الكتاب أنيق الطبعة مطبوع في لبنان.. يبدو الأمر إلى هذا الحد أمرا عاديا لكن اللافت للانتباه هو أن صاحب الكتاب تونسي تنصر وكامل الكتاب هوعبارة عن جملة من الأشعار تمجد المسيح .
سوف لن أذكر إسم الكاتب من باب إحترام خصوصيته لكن استرعت انتباهي قصيدة وسط الكتاب تقول:

ففي بلادي احتاج إلى تصريح وإذن لكل شيء
احتاج إلى تمرير شعار
....
احتاج إلى نف
ض الغبار عن المسيح ومسح العار
احتاج فيما احتاج إلى هدم و إعادة اعمار !
على نخبك يا تاريخ
تغير وتبدل الآف المرات
فما عدت أعرف هذه الأطلال
... فما بقاء فيك من مسيح مضى
غير وشم على خدود النساء +
وبنيات انهدمت
وصلبان بلا روح
وقرطاج العتيدة
واغتربنا واغتربت في أرض قرطاج
في وطننا
فلا المسيح يذكر ولا إسمه الصحيح يذكر
...
هكذا أصبح المسيح في بلادي
مقفر، مغترب،منسي، مرفوض
وإداري ، وسياحي وممنوع من التنوين والتلوين والتبشير ..إلخ


هذه هي "القصيدة" التي جلبت انتباهي لا لان صاحبها قد تنصر، فذلك ليس من مشمولاتي وكل شخص يعتقد فيما يريد فذلك مشكله الشخصي لكن لابد من إبداء الملاحظة التالية:
لا يخفى على أحد الأموال المرصودة(مليارات الدولارات لمن لا يعلم) للتبشير في الوطن العربي سواء في شكل حملات طلابية أو عبر إنشاء قنوات تلفزية وإذاعية أو من خلال الانترنات ..ويقع التركيز على الاختلافات الاجتماعية بين البربر والعرب في الجزائر و
في المغرب وبين الاقباط والمسلمين في مصر وفي وسط الشباب الطلابي الباحث عن آفاق جديدة في أوروبا تحديدا ..
اعتقادي أنه يجب وضع هذه الظاهرة في اطارها الصحيح وعدم إعتماد مقولة كل شخص حر في اعتقاده .
نعم أنا مع حرية الاعتقاد عندما لا يكون هذا الاعتقاد ضمن مشروع خارجي تصرف عليه بلايين الدولارات..
علينا أن نتعلم من التاريخ و مجرد إلقاء نظرة سريعة على التاريخ نرى أن الاستعمار بدأ بالتبشير سواء في إفريقية أو القارة الجنوبية الامريكية حيث فعل الأسبان بشعب الأنكا ما لا يتصوره عقل إنسان وما لم يفعله اليهود بعيسى ..
لكن دعنا من التاريخ البعيد ولنرى التاريخ الحديث ففي لبنان تتدخل فرنسا في شؤونه باسم حماية المارونين ( كما تحمي إيران حزب الله) و في مصر يقع إثارة ورقة الأقباط كلما تعنت النظام في تطبيق شروط واشنطن (الجدار مثالا) لكن عندما يطبق هذا النظام كل ما تريده الولايات المتحدة فلا نسمع عن إضطهاد الأقباط شيئا..
لماذا لم نسمع عن اضطهاد المسيحين في العراق وتهجيرهم ؟؟ أليسوا مسيحيين كغيرهم ؟
هذا أكبر دليل على أن اضطهاد الأقليات المسيحية في الوطن العربي ليس إلا ورقة للضغط وغدا سيكون لدينا في تونس أو في الجزائر أو في المغرب اقليات مسيحية يستوجب الامر تدخل دول غربية لحمايتهم ..

صاحب القصيدة يريد الهدم وإعادة الاعمار في تونس!
سؤالي هو:
لو توفرت له القوة والامكانيات لفعل ذلك ولن تتوفر إلا بتدخل خارجي أليس ذلك مشروع تقاتل بين من يريد إعادة المسيح ومن يريد إعادة الخلافة ؟
يبدو الأمر مس
تبعدا ؟ لا!! ففي الجزائر ومنذ إسبوع فقط "قامت القيامة" بين المسيحيين والمسلمين في الجزائر وكلهم جزائريون !!
لهؤلاء الذين إسبدلوا دينهم بدين جديد أقول أنه عليهم ضرورة الوعي "بقوانين اللعبة" بدون تبهليل !
نعم! لكل شخص الحق في إعتقاد ما يريد لكن عندما تتحول العملية إلى إستبلاه سياسي وحضاري عندها علينا أن نقول لا !
من يريد أن يكون دمية متحركة بيد يسوع أو غيره فذلك شأنه شخصي أما أن يكون دمية متحركة بيد استعمار جديد وضمن مشروع هو ذاته لا يعلم عنه شيئا فهذا أخطر ما في الأمر
.

mardi 5 janvier 2010

فكرة على الطاير

أعتقد أنه من الضروري التفريق بين الفنان في الرسم و الأكاديمي المتمكن من قواعد الرسم ، بين الأديب والعارف بالمدارس الأدبية،
بين من يمسك بناصية المعرفة وبين من يمسك بناصية الحياة ..
إن الحصول على دكتوراه في الفلسفة لا يعني أنك أصبحت فيلسوفا !
هنالك فرق شاسع بين الأكاديمي الذي يحاول تطبيق نظريات درسها وبين الفنان الذي يعيش فنه يوميا دون مراعاة للمدارس الفنية بل أن ذلك ليس من مهامه بل من مهام مؤرخي الفن و نقاد الأدب ..
قد تعترضك صورة رسمت بعناية فائقة واحترمت فيها جميع قواعد الرسم لكنها لا تقول لك شيئا يذكر, في حين تجد صورة اخرى رسمت على عجل و ببقايا قلم لكنها مليئة بالحياة ..
الفن أو الحس الفني مستقل تماما عن المعرفة الفنية ،صحيح أن هذه الأخيرة تمكننا بشكل أفضل إبلاغ الفكرة لكن هذا التلازم ليس حتميا..
وهنالك العديد من الأسماء في تونس التي تركت بصماتها في حين أنها لم تزر يوما معهدا فنيا أو درست الموسيقى من هؤلاء مثلا علي الرياحي الذي كان يتحصل على صفر في مادة الموسيقى حين كان يدرس بمعهد كارنو بتونس أو الكاتب والقاص المغربي محمد شكري الذي لم يتعلم الكتابة والقراءة إلا في سن متأخرة جدا ..ورغم ذلك فقد كتب العديد من القصص منها
روايته الشهيرة الخبز الحافي والتي ترجمت إلى 38 لغة !
الجدير بالملاحظة أن فن هؤلاء وأدبهم لقي رواجا و إنتشارا أكثر من فن الأكاديميين وهذا يعود حسب رأيي إلى الحرية التي يتمتع بها هؤلاء مقارنة بالاكاديميين الغارقون في "المؤسستية

dimanche 3 janvier 2010

آخر اعمالي الفنية



آخر اعمالي الفنية حيث تعمدت إختيار المكونات من فضاءات مختلفة ( آلة قص البيض و كاربيراتور ) وحاولت خلق شيء جديد من إلتقاء عنصرين لا رابط بينهما..تماما كما تنبت الفكرة بين مفاصل فكرتين مختلفتين أو متناقضتين .. وتعمدت كذلك تغييب الشكل الذي يهدف إلى إستعملات معينة وحاولت إبراز اللاشكل أي اللافكرة ..
إلتقاء عنصرين لم يقع اعدادهما سلفا للقيام بوظيفة معينة ضمن العمل الفني و لكن نجد رغم ذلك ، أنه لدينا عنصر ثالث لا علاقة عضوية بينه وبين العناصر المكونة له..
إن اللقاء/ الالتقاء لا يمكن إلا أن يكون مفرزا وخالقا ومنجبا لماهية ثالثة مستقلة بذاتها عن العناصر الاولية المفرزة لها..
وإن أردت إسقاط هذا التحليل على واقعنا أقول أن العناصر المكونة لي كانسان فوق رقعة جغرافية معينة ( قومية، دين، تاريخ، إنتماء جغرافي ، إلخ..) لا يمكن لهذه العناصر أن تختزلني رغم أنها من مكوناتي أي انني لست مسلما ولست تونسيا ولست عربيا ولست متوسطي ..أنا نتاج إلتقاء كل هذه العناصر ولكن في نفس الوقت أنا لست أي عنصر من هذه العناصر بل ماهية/ ذات مستقلة ومختلفة ..
هذا على مستوى الرؤية أما على مستوى العمل الفني ذاته فقد حاولت الايحاء بفكرة القنديل دون أن أحول العمل، من حيث الشكل، إلى قنديل فعلا كأن أضيف مثلا مقبضا وعندما نقول مقبض ،نقول وظيفة وفكرة الوظيفة ذاتها تحد من إمكانيات الايحاء والتخيل .فربط عنصر بوظيفة يعني تقيده بهدف معين ومن ثم يصبح عنصر ميت ضمن العمل الفني وبالتالي غير قادر على الخلق بل يصبح عنصر مخلوق ..
إن العناصر المكونة للعمل الفني هي عناصر متمردة على الفكرة وتطمح إلى الانعتاق منها للوصول إلى حالة اللافكرة أي اللاوظيفة..
إن الحياة،حياتنا كعناصر مستقلة عن الاجزاء المكونة لنا ، تتحول إلى مخلوق ميت حين نربطها بوظيفة معينة ف
ي حين أن وظيفة الحياة، الحياة ذاتها !
أرجو انني تمكنت من توضيح الفكرة رغم انني أعتقد أن العمل الفني هو ملك من يقول له شيئا ما

Photo et réalisation ART.iculer
.. للتكبير الصورة انقر عليها

vendredi 1 janvier 2010

معاهدة السلام المصرية : مقارنة بين الخطاب والواقع

الخطاب

العالم اليوم يقف معنا ليس شاهد اثبات فقط أو طرفا مساندا ومؤيدا بل هو يقيم معنا الدعوى لأن مبادرة السلام المصرية هى باعتراف الكل أضخم وأروع أحداث التاريخ العالمى المعاصر بل هى حدث جليل فاق فى الهامه للإنسانية معجزة العلم بوصول الإنسان الى القمر.

خطاب أنور السادات في عيد العمال 1978


إن المصريين "سياكلون في ملاعق من ذهب" بعد التوقيع على معاهدة السلام مع إسرائيل ..
أنور السادات


الواقع


ماهو تأثير المعاهدة اليوم على الاقتصاد المصري؟

و"...في ما يخص استفادة إسرائيل من المعاهدة اقتصاديا، فقد حصلت السفن الإسرائيلية والشحنات المتجهة من إسرائيل وإليها على حق المرور الحر بقناة السويس ومداخلها. كما حصلت على سوق متسعة لمنتجاتها، إضافة إلى أن إقامة علاقات اقتصادية مع مصر فتح الباب أمام إسرائيل لإقامة علاقات اقتصادية مع دول عربية أخرى، وجعلها أيضا تحصل على البترول المصري، حيث إن نسبة الاكتفاء به تبلغ 2.6%، إضافة إلى حصولها على الغاز الطبيعي المصري

ويظل السؤال المحوري مطروحا: هل نجحت عملية السلام من أجل التنمية؟

و....لم يؤد خفض الإنفاق العسكري إلى تحسين معيشة المصريين، حيث ما زالت طوابير الحصول على أنابيب قناني الغاز وطوابير الحصول على الخبز، وانقطاع مياه الشرب وانتشار أمراض نقص التغذية وزيادة معدلات الجرائم، وتوالي الإضرابات الفئوية نتيجة تدني الأجور.

وما زالت أساسيات الحياة اليومية غائبة بالنسبة لغالبية المصريين، خاصة الحد الأدنى من الغذاء والملبس والمواصلات اللائقة، وبما يشير بجلاء إلى الإخفاق التام لمردود عملية السلام بالنسبة للمواطن المصري.

ممدوح الولى - كاتب مصري