التف الجميع حول جدي على شكل حلقة يتوسطها الفراغ دخلتها وبيدي طبق الشاي .. تعرفت على بعض الوجوه..الحاج التهامي مزود القرية بالمواد الغذائية ..عم العيفة أسمعه دائما يردد ما يقوله جدي: لا حول و لا قوة إلا بالله ..يقولها في شكل لفظ واحد فلم أكن أفهم من هذه الجملة-اللفظ سوى أنها تعبير على عدم القدرة على فعل شيء ..كان معهم أيضا جاء بالله وليس لي أدنى فكرة لماذا ينادونه بسي جاء بالله رغم أنه كان صغير في السن و كان يبعد شباب القرية عنها في شكل طقوس دورية تدوم سنة أو ما شابه ويقوم أيضا بتزين مداخل القرية باعلام تونس أيضا مرة في السنة .. إلى جانبه يجلس أو يقف دائما الحاج عبد الرحمان الوحيد الذي يملك سيارة في القرية وجرار يقوم بكرائه للفلاحين ..جدي كان يرفض فكرة إدخال جرار إلى أرضه ويفضل دائما حمارنا الوحيد الهرم.. يقول أن الجرار للاراضي الشاسعة ..لكن أعتقد أن السبب الحقيقي هو خوفه من أن يكسر الجرار الحجارة الحمراء ..
بقية الوجوه لا أعرف عنها شيئا سوى أنها من القرية ..أكيد أنها من القرية..
ليلتها كانت ليلة فاصلة في اعتقادي الدائم بإمكانية جدي الأجابة على كل الأسئلة المتعلقة بالدين..كان يجيب على أي سؤال ، وكنت أشعر بالفخر كلما رأيته يستغفر قبل أن يجيب ، ثم ينطلق في سرد وقائع حدثت منذ زمن بعيد ثم بطريقة بهلوانية تزيد من اعجابي بجدي، يربط السؤال بتلك الوقائع وكلما قال:" و قياسا عليه" أعرف أنه وصل إلى نهايات الاجابة ..
جدي لم يتمكن ليلتها من الاجابة على سؤال أهل القرية ..أحسست بالخوف.. . لا شك أن الأمر خطير جدا ..وإلا كيف أفسر عدم قدرة جدي على الأجابة وهو الذي كان دائما يردد
أن الكتاب فيه كل الإجابات على كل اسئلة البشر..
0 commentaires:
Enregistrer un commentaire