توضأ جدي كعادته في البيت ولبس لباسه المفضل ليؤم أهل القرية في صلاة الجمعة واخذني معه ككل جمعة...هنالك أمر ما غير عادي يحصل في القرية .. نحن أهلها نستشعر ذلك من هوائها ...
بضعة خطوات في إتجاه الجامع كانت كافية لمعرفة ما يحصل، عند المفترق سيارة شرطة ، رجال بالزي المدني يستوقفون المارة وآخرون بالزي الرسمي يحاصرون الجامع .. لما وصلنا إنقض احدهم على جدي وسحبه من يده وأدخله السيارة وانطلقوا في إتجاه العاصمة ..وقع كل هذا في وقت قصير لم اتمكن فيه من استيعاب ما حصل وبقيت وحيدا حائرا دون جدي في مفترق الطرق إلى أن جاء جاء بالله وامرني بالعودة إلى البيت وأن أخبر جدتي بان الحاج أخذوه إلى العاصمة ليستفسروه في بعض الأمور وأنه سيعود قريبا ..عدت وحيدا من نفس الطريق ولسبب ما اخذت ابحث فيه عن آثار أقدام جدي...فرحت لما وجدت بعضها ..أعرف نعاله جيدا يترك دائما على التربة الطرية خطوطا و دوائر وبعض الحروف باللاتينية طبعت بشكل معكوس على الأرض، تبدو لي كأنها بنايات صغيرة في مدينة خيالية تشبه قليلا مدرسة القرية ..
وصلت البيت وكأن جدتي كانت تنتظرني عند الباب ..لم أكمل الخبر الذي كلفني بابلاغه جاء بالله حتى قالت : فعلها
0 commentaires:
Enregistrer un commentaire