samedi 27 février 2010

Erich fried :في معنى أن تكون أديبا يساريا




عندما أقارن ما بين ما يكتبه بعض المثقفين الغربيين من كتاب وأدباء وبين ما يقوله ويكتبه بعض العرب عن إسرائيل أصاب بالغثيان! اخترت لكم شاعر نمساوي إشتهر بمواقفه اليسارية من الصراعات التي كانت تهز العالم بما فيها الصراع العربي الاسرائيلي وقمت بترجمة بعض ابياته الشعرية السياسية وفي تدوينة لاحقة أنشر ترجمتي لقصيدة رائعة من قصائده الغرامية .

Erich Fried ولد في فينا لابوين يهودين سنة 1921. بعد مقتل والده من طرف الشرطة السرية الالمانية, هاجر إلى لندن حيث بدأ مباشرة بالكتابة وبالعمل السياسي ضمن منظمة ماركسية تدعى "شباب النمسا في بريطانيا العظمى" وفي المجلة التابعة لهذه المنظمة بدأ بنشر أشعاره سنة 1941

لم يفصل طوال حياته بين العمل الأدبي والعمل السياسي إلى أن أصبح في سنوات "المعجزة الاقتصادية" الألمانية رمزا من رموز المعارضة خاصة بعد كتابة كتابه "و... الفيتنام و..." سنة 1966 و كتاب "أشعار غرامية" سنة 1979 الذي أصبح الكتاب الأكثر مبيعا في تلك السنة ولا يزال من أشهر الكتب .

كان اريش فريد يهدف إلى تعرية "النفاق السياسي" وكشفه خاصة في وسائل الاعلام التي تعد بوق رجل السياسة .و كان إسمه ( كمتضامن ) في اللائحة التي تضم 47 مثقفا فرنسيا ممن رفضوا الخدمة العسكرية والذهاب إلى الجزائر.

نقده للحرب في الفيتنام وللسياسة الاسرائيلية ودعوته لمعاملة المساجين السياسيين بطريقة إنسانية جعلت منه هدفا لحملة انتقادات في الصحف ولحجب بعض أشعاره وتعرضه للمحاكمة .

من أهم اعماله:

-"اسمعي، إسرائيل " 1974

-"هكذا أصبحت بين الألمان" 1977

- "100 قصيدة بدون وطن " 1978 تحصل من خلاله على جائزة عالمية:

Prix International des Editeurs


في معرض نقده للسياسة الأسرائيلية يقول :



عندما أصبحنا مطاردين

كنت واحد منكم

كيف لي أن أبقى معكم

إذا ما اصبحتم تطاردون ؟


رغبتكم كانت

أن تصبحوا مثل بقية الشعوب،

التي قتلتكم.

الآن اصبحتم مثلها


ماتوا من عاملوكم بقسوة

و ظللتم أنتم على قيد الحياة

هل تعيش قساوتهم

فيكم الآن ؟

vendredi 26 février 2010

يقول القادم الجديد إلينا من خلف هذا البحر







يهددني السلام!

يقول القادم الجديد إلينا من خلف هذا البحر

سأزرع مكان الزيتون أسطورتي القديمة

وابحث عن بقاياي من النهر إلى الصخر

ومن الصخر إلى إقتراف الجريمة

أغوص في جروح ضحيتي

بحثا عن جذوري

و لي شاهدين ليشهدا بالحقيقة:

دبابة وتحية طفل إسرائيلي

لطفل فلسطيني يرسلها بالبريد الجوي

على ظهر قذيفة...

* *

عابرأنت في هذا الفضاء

يقول القادم الجديد إلينا من خلف هذا البحر

وأنا إبن السماء المدلل

أعود خلف القناع لاستنشاق الهواء المبلل

بالذكريات و بالهوى..

و أرصع سمائي بالنجوم وبالدم المحلل

أهاجر من أسطورة الآخرين إلى أسطورتي

و أتكاثر تحت قبعتي وفي ظلال السرول

أنا لا شيء خارج جروح ضحيتي

وخارج توراتي

jeudi 25 février 2010

ET DIEU ?



À présent
il nous donne bien de l'inquiétude
il dort mal
il rêve fort
il se retourne
et l'on entend le monde
craquer de tous ses ressorts

Est-il malade de vermine
de solitude
on dirait qu'il parle mais quoi
Va-t-il se réveiller encore une fois
et faudra-t-il encore une fois
le mettre à mort ?

Serge Wellens

يتنفسون وسط دبابة


على ماذا تحصل الفلسطينيون بعد 18 سنة من إطلاق مفاوضات أوسلو ؟ بعد ما يقارب العقدين من الزمن لا يزال الوضع على ماهو عليه على أرض الواقع بل المضحك المبكي هو كلما شاع الحديث عن الحل النهائي كلما زادت إسرائيل في قضم الأراضي وازدادت الحواجز وإزداد هدم المنازل على رؤوس أهلها .

على ماذا تحصل المفاوضون الفلسطينيون بعد عشرين عاما من المفاوضات السرية والعلنية وما بينهما ؟ على ما يقال له دولة أو سلطة أو لنكن واقعيين ونسمي الأشياء باسمائها: دولة أشبه ما تكون بكسكاس ! مجموعة من ثقوب تملك فيها السلطة الفلسطينية السلطة على ذاتها وتريح الاحتلال من مهامه المنوطة بعهدته من إستخراج لبطاقات الولادة و توزيع لشهادات الوفاة...

إسرائيل لا تريد السلام لانه يحرجها ! ليس تجاه الآخرين بل تجاه ذاتها ! إسرائيل لا ترى تهديدا في الحرب بل في السلام! لانهم في حاجة إلى قناع لاستنشاق الهواء خارج دبابة ويعجزون عن الكتابة بالحبر غير الدماء ؟ هم عاجزون على ان يكونوا في هذا المكان دون مكانة وعاجزون على أن يكونوا خارج الأسطورة ... ترى على أي عمق في الصخر يمكن أن يجدوا جذورهم ؟ إسرائيل لا تريد السلام لانها بنيت على الأساطير وتقتل باسم الأساطير ويتزوجون باسم الأساطير و يتكاثرون باسم الأساطير و يهجرون ويهاجرون من و إلى الأساطير .. إسرائيل تبحث عن الأسطورة ولا تبحث عن الكلام لذلك لن تنجح المفاوضات السلام .. وإن طار الحمام .

طوبى لمن يدافع عن حق إسرائيل في الوجود ولا يكترث لحال الفلسطنيين المهمشين الجوعى العراة الحفاة المقهورين المظلومين المحاصرين المشردين المنفيين

mercredi 24 février 2010

عدوالثعبان الأقرع Gunther von Hagens




هو فنان ألماني درس الطب ثم إتجه إلى الفن من خلال عرض جثث حقيقية بعد نزع الجلد عنها ! عروضه التي تمت في 50 مدينة و زارها أكثر من 30 مليون زائر، لا تخلو من نقاشات حادة بين مؤيد ومعارض ... يقول عن عرضه أنه " رحلة لاكتشاف أنفسنا " إنه الانسان "ينظر إلى ما داخله" ليستكشف روعة وتعقيد الجسم البشري.. ويضيف أنه تمكن من تحنيط الجثث والحفاظ عليها إلى ما لا نهاية من الزمن.

أصحاب الجثث هم اناس عبّروا قبل وفاتهم عن رضاهم أن تحنط اجسادهم .. ربما هو البحث عن الخلود في شكل جديد .. ربما هو الخوف من ظلام الحفر الباردة ومن دود الأرض..

أو ربما هي مراوغة "الثعبان الأقرع"! من يدري؟.. يبحث عنه فلن يجده ولن يسأله من ربك ولن يضربه بمرزبة* يغوص بعدها المسكين في الأرض سبعين ألف قدم !

عندما تطيل النظر إلى الجثث هكذا عارية من "جلد الحقيقة" تتساءل عن الكائن الذي كان يقطن هذه الجثة ؟ أين ذهب؟ ألسنا مجرد متسوغين لهذا الجسد مقابل الاعتناء به وتنتهي علاقتنا به بمجرد أن نفرغ منه أو أن يفرغ هو منا ؟ الجثث العارية، عارية أيضا من البعد الاخلاقي فهنالك العديد الجثث في وضع تواصل جنسي لو كانت بحضور جلودها لأثارت عند البعض حفيظته وكأن أعمق ما في الأخلاق هو الجلد..

العرض يستحق المشاهدة

المرزبة: المطرقة الكبيرة التي تكون للحداد ويقال لها الأرزبة بالهمزة والتشديد*

mardi 23 février 2010

حديث في كتب قديمة وفي اللغة



كتب القراءة هي من أهم الكتب إلي تخلق في التلميذ ميولات نحو الأدب وتفتح أمامو عوالم جديدة خاصة عندما يكون كتاب جيد وقع صياغتو بشكل علمي ومدروس ويحتوي على صور تساعد التلميذ على تخيل والابحار في دنيا أخرى ..من بين هذه الكتب التي تركت أثرا كبيرا لدي هو كتاب العصافير لمصطفى عزوز وهو كتاب طلبه معلم العربية ولم يكن تابع المقرر المدرسي لكنه أصر عليه وألححت أنا على أمي لتشتريه رغم ظروفنا المادية الصعبة ..500 مليم في السبعينيات كان ثمنا باهضا لهذا الكتاب لكن تعلقت بهذا الكتاب وبقصصه المستمدة من واقعنا كما لم أتعلق باي كتاب آخر وعثرت عليه يوما وأنا في دمشق أتجول بين باعة الكتب القديمة فأشتريه على الفور ..

الكتاب الثاني هو كتاب "جوا دي لير" للسنة السادسة إبتدائي ومؤلفه فرنسي .. واعتقادي الشخصي أن هذا الكتاب يفوق بكثير مستوى تلميذ تونسي في السنة السادسة إبتدائي إضافة إلى أن جل النصوص الواردة فيه لا علاقة لها بواقع التلميذ ..كنت وأنا ادرس في هذا الكتاب كمن يحاول فك رموز غريبة عنه.. .كان بالنسبة لي كحجر الرشيد الذي مكن علماء الآثار من فك رموز الكتابة الفرعونية..

يعبّر الكتابان عن حقبة تاريخية من تاريخ التربية في تونس وعن التجاذب بين اللغة العربية وهي اللغة الأم وبين الفرنسية التي لم أتعلق بها إلا في فترة لاحقة..

أنا مع تعليم الأطفال اللغات الأجنبية كلغات أجنبية وليس كلغة تزاحم اللغة الأم.. واعتقادي أن التطور الحقيقي ليس ذلك المبني على أجيال تجيد الفرنسية و آليات تفكيرها بقيت في الصميم عربية/محافظة والنتيجة التي نتحصل عليها هي مهندسون وأطباء يعتقدون في القضاء والقدر أو أدباء منبتون عن واقعهم ... ولا يعني هذا انني ضد اللغات الأجنبية لكن تبقى اللغة الأم (أي لغة أم) هي خير وسيلة للوعي بالذات الذي بدونه لا يمكن الحديث عن خلق أوابداع .إن التفكير العلمي هو الذي ينتج لغة علمية أما إعتماد لغة علمية دون تفكير علمي فهو عمل على اخصاء الذات!

أما الادعاء بان اللغة العربية أو أي لغة أخرى ليست لغة علوم فهذا غير صحيح ولنا في دولة مثل فيلندا خير مثال حيث أن كل العلوم تدرس باللغة الفلندية رغم أن عدد السكان قليل جدا..
..ليست اللغة شعار قومية أو أداة تمايز بل وسيلة للتعبير عن الذات والذات المنفصمة لا تنتج شعرا ولا علوما

lundi 22 février 2010

الاسلاميون والمرأة :عقدة الانتقام


الصورة: دعوة للحجاب


كيف يرى الاسلاميون المرأة ؟ انها بالنسبة لهم ليست أكثر من "مصاصة " نمتصها .. تحيل فكرة السكر إلى المتعة والمتعة إلى الجنس ..المرأة موضوع جنسي لا أكثر ولا أقل..ومهما حاولوا إخفاء أفكارهم حول المرأة إلا وفضحتهم زلات لسانهم وأقلامهم .. المرأة في تصورهم مكانها الطبيعي هو البيت وتربية الأولاد .نقطة/ نكتة ! وكل مازاد عن ذلك فهو من باب المراوغة لانهم محكمون بتصور ديني قديم لدور المرأة أقدم من خطابهم الزئبقي.. وأكبر دليل هو أن أول ما طالبوا به بعد تنحية بورقيبة عن الحكم هو مراجعة مجلة الأحوال الشخصية التي تعد مكسبا على نقائصها ..

يقول راشد الغنوشي في مجلة المعرفة (ماي 1978) :" وكم من شاب عمّر المساجد وتلا القرآن ، دخل عليه الشيطان من باب المرأة فصرعه و أفسد عليه عمله.." فالمرأة إن لم تكن الشيطان فهي بوابته ومدخله إلى الرجل المتمسك بدينه ...هذا الكلام هو ترجمة وفية للنصوص الدينية التي تعتبر المرأة مسؤولة عن خروج آدم أو خروجنا من الجنة..فالمرأة هي مصدر الخطيئة الأولى .

وعلى قدر ما تمثل المرأة خطرا في نظرهم تقود إلى المعصية بقدر ما هم يسعون إليها و يجيزون الزواج باربعة.... اخطار ! بل يذهبون في تناقضهم إلى حدوده القصوى حين يجيزون للرجل في شهر الصيام " تقبيل زوجته ومباشرتها باللمس والمعانقة وهو صائم ،إذا كان يأمن عدم التمادي.." (مجلة المسلمون عدد17 .1985 جوان ) أما زوجته فهي مجرد شيء لا يحرك فيها التقبيل والملامسة شيء! الرجل هو من يحدد متى يبدأ ومتى ينتهي. .

المرأة هي إذن بالنسبة لهم مصدرخطيئة وفي نفس الوقت هي مصدر لذة ومتعة وهذا ما يفسر التناقضات التي يسقط فيها الاسلاميون في تعاملهم مع المرأة . فيدعون أن المراة وقع تكريمها لكن يجوز للرجل ضربها وأنهم حريصون على العدالة لكن للذكر حظ الانثين والجنة تجري من تحت اقدامها لكن شهادتها تعد منقوصة .. هذا التناقض الذي يسيطر على خطاب الاسلاميين لا يجد تفسيره إلا في الرغبة من الانتقام لاشعوريا من المرأة التي تسبّبت في خروج الرجل من الجنة و حوّلت حياته إلى جهاد يومي عوض التمتع بالفردوس..

إنه لا يمكن تفسير كل ما يجب على المرأة فعله تجاه زوجها من طاعة (أي إمرأة ماتت، وزوجها عنها راض دخلت الجنة.- حديث نبوي ) إلا من خلال علاقة التجاذب التي يعيشها الاسلاميون مع المرأة: الرغبة في امتلاك اربعة ولما لا أكثر و برغبة الانتقام! فلقد تسببت في خروجنا من النور/الجنة ، فعليها أن تدخل إلى الظلمة/البيت.. انها مصدر فتنة/غواية فيجب عليها أن تخفي زينتها.. هكذا ينتقم الاسلاميون من المرأة ويدعون تكريمها في نفس الوقت

dimanche 21 février 2010

إرتداد








Photo:ART.ticuler

الشاي الأخضر والحرية


من باب التنويع في محتوى التدوينات أريد أن اتحدث هذه المرة عن الشاي . قبل أن اغادر البلاد كنت أعتقد أنه لا يوجد إلا نوعان من الشاي الأحمر والأخضر لكن اكتشفت فيما بعد أن هنالك عشرات الأنواع من الشاي ( نبتة الشاي هي واحدة لكن طريقة تحضير ومعالجة الشاي هي التي تعطي هذا الكم الكبير من الأنواع ).

الشاي هو السائل الثاني الأكثر شربا في العالم بعد الماء.

تنتج الصين والهند وسريلانكا وتركيا وكينيا حوالي 75% من المنتوج العالمي للشاي.تحتوي ورقة الشاي على ما يزيد عن 500 مادة خاصة فيتامين س في الشاي الأخضر أما الشاي الأسود (في تونس نقول الأحمر ) فلا يحتوي على أي فيتامين س بعد عملية الأكسدة التي يتعرض لها .

هناك أربعة "عائلات" من الشاي وهي :

  • الشاى الأسود black tea .
  • الشاي الأخضر green tea .
  • الشاي الألونج Oolog tea .
  • الشاي الأبيض.

الشاي الأسود هو شاي وقع أكسدته وتخميره أما الشاي الأخضر فهو شاي بقي دون تخمير وشاي الألونج هو ما بينهما أما الشاي الأبيض فهو الشاي المتأتي من برعم نبتة الشاي وهو من اغلى الأنواع لندرته .

الجدير بالذكر أن الشاي الأخضر يحتوي على العديد من المواد المطهرة والمساعدة على المعالجة أو الوقاية من العديد من الأمراض خاصة السرطان والفطريات .

للمحافظة على هذه الخصائص لابد من إتباع طريقة علمية في تحضير الشاي الأخضر وهي أن تكون درجة حرارة الماء 80 درجة (غلي الماء ثم تركه قليلا يبرد )و لا تتجاوز فترة نقع الشاي في الماء الدقيقتين ! طريقة إعداد الشاي عندنا غير صحية خاصة الغلي وإضافة السكر (وقية ومية .. هههه )* وتفقد الشاي كل جوانبه الايجابية.

ما أريد قوله من خلال هذه التدوينة ،إضافة إلى المعلومات الواردة فيها هو أن كيفية الاعداد والطبخ بصفة عامة يجب أن يخضع إلى قواعد علمية نأخذها بعين الاعتبار لخلق مطبخ معاصر يرتكز على الذوق واللون و الجانب الصحي. للاسف المطبخ التونسي يعتمد على إطالة مدة الغلي التي تقتل الفيتامينات وتزيل أي منفعة إضافة إلى أن الخلق والابداع في مجال الطبخ يكاد ينعدمان .

علينا أن نتعامل مع المطبخ كتعبير ثقافي كغيره من التعابير الثقافية وعندما نقول ثقافة نقول حرية في مزج الألوان والأذواق .

كما تلاحظون فان الحديث عن الشاي الأخضر يجرنا من حيث لا نشعر إلى الحديث عن الحرية.. تبدو العلاقة وهمية لكن فكرة التحرر من طريقة إعداد الشاي والطبخ بصفة عامة يؤدي بنا إلى الحديث عن ضرورة التخلص من الأشكال التقليدية التي تكبلنا سواء في المطبخ أو في قاعة الجلوس أو حتى في غرفة النوم .

نحن في حاجة إلى الحرية في التعامل مع كل شيء !

samedi 20 février 2010

جنون مئذنة


سقوط مئذنة في مدينة مكناس بالمغرب نتيجة أمطار غزيرة ورياح قوية خلف إلى حد الآن ما يزيد عن 40 قتيلا وتقول مذيعة الجزيرة 40 ضحية أما بعض الصحف المغربية فكتبت اليوم تقول 40 شهيدا ...بين قتيل وضحية وشهيد تضيع حياة هؤلاء وتضيع معها القدرة على توصيف ما حدث... هل هم ضحايا ؟ فمن هو المجرم ؟ هل هم قتلى؟ فمن هو القاتل؟ هل هم شهداء؟ ففي سبيل ماذا؟

تخبط اللغة هو دليل على تخبط الفكر وعدم القدرة على التمييز!

لقد توفرت كل العناصر التي تجعل الخيال يعمل دون رقيب : يوم جمعة ، وسط جامع، في حالة سجود ، و ربما في تلك اللحظة بالذات التي سقط فيها السقف على رؤوسهم كانوا بصدد دعوة الرحمان أن يرحمهم وينزل لهم من السماء ماء ورحمة ..كيف يمكن فهم ما حدث ؟ كيف يمكن تفسيره؟ كيف يسقط الرب على ضيوفه سقف الجامع ؟ هل يليق هذا بصاحب بيت؟ لا شك أن الله أرفع بكثير من أن يفعل هذا بضيوفه في يوم جمعة ! هل خرجت الرياح العاتية عن طاعة الرب؟ لا أعتقد فكل شيء يسير/يصير بأمره .. لم أجد جوابا .. لنقل أن الله قد إستجاب لدعوتهم وأنزل عليه رحمته ..لماذا نأخذ الأمور دائما من الجانب السلبي؟نعم سقوط مئذنة على رؤوس المصلين هي رحمة من رب العالمين ! هل من معترض؟ ليذهب العقل إلى الجحيم وكل قواعد المنطق السليم... هل من معترض؟ لنقبل بمنطق جديد ! وما المانع؟ لنصنع طائرة وصاروخ عوض أن يصعد إلى السماء تنزل السماء إليه ! وما المانع؟ كل شيء جائز وكل شيء مقبول..هم قتلى وضحايا وشهداء على حد سواء.. هم العلة وهم الدواء هم الشيء وضده على السواء وما المانع؟ هل من معترض؟ عندما يغيب اللوغوس يحضر الغنوص ومن خصائص الغنوص أنه يجعلنا نقبل التناقض ونهضمه دون أدنى احراج ..هل من معترض؟

jeudi 18 février 2010

اللغة العربية من زحف بني هلال إلى حبيب ميقالو


زحف قبائل بني هلال ساهم مساهمة فعالة في تعريب تونس بشكل نهائي لكن تسبب كذلك في تمزيق أوصال البلاد وفي إثارة الفوضى في كامل ارجائها...

في السبعينيات من القرن الماضي كان مجرد نطق حرف القاف في العاصمة أو في المدن الكبرى على طريقة سكان القرى والبوادي كفيل لاثارة السخرية وممارسة التمييز الجهوي لكن بعد جحافل النزوح إلى العاصمة بحثا عن فرص عمل أو عن حياة جديدة ومع توالد الأحياء القريبة من العاصمة كحي هلال وحي التضامن بدأت الحساسية تجاه حرف القاف تقل شيئا فشيئا وبدأ حرف القاف(بثلاث نقاط )يجد مكان له في اللغة المتادولة وبدأت الوضعية تتغير فأصبح في حرف القاف دليل إنتماء إلى الطبقة "الرخوة" والميسورة ماديا وسكان الأحياء الراقية..

وحرف القاف بثلاثة نقاط أصبح جزء من "لغة رجّالة" وانقلبت الأية و أصبح من ينطق حرف القاف، خاصة وسط الأحياء الشعبية، مصدر إستهزاء ..

بداية الثمانيات انتشرت لغة القاف بثلاثة نقاط و بعض التلاميذ في المعاهد يتعمدون إستعمال لغة الأحياء الشعبية كرمز إنتماء طبقي ودليل قوة ورجولة لكن إنتشار هذه اللغة, المصابة بالهزال المعنوي (من المعنى) هو إنتشاريمثل ردة فعل على الاحساس بالاقصاء والتهميش أكثر منها إرهصات لميلاد لغة جديدة

كانت هذه اللغة في عهد بورقيبة ممنوعة من دخول التلفزة (لا بد من التفريق هنا بين لغة الأحياء الشعبية ولغة الشعراء الشعبين و "قافلة تسير"إلخ.. )

لكن في بداية التسعينيات وباسم المصالحة مع الذات اصبحنا نرى فرق المزود تغزوا التلفزة (لست بصدد إصدار أحكام قيمة رغم انني لا افضل صراحة هذا النوع من الغناء) واصبحنا نسمع من حين إلى آخر كلاما غريبا عن مسامعنا في التلفزة خاصة في اللمحات الاشهارية ...صحيح اننا نسمع نفس الكلام في الشارع لكن الخطر يكمن في أن التلفزة تمثل أداة يفرض من خلالها جملة من القيم وتترجم ما يمكن القبول به جماعيا وتؤثر في الذوق العام إن وجد!

هكذا تصبح لغة "الحبيب ميغالو " لغة مستساغة من الجميع وأرى فيها أحسن ترجمة لحالة التهميش والأقصاء .. لغة هجينة (الأم شلبة والبو قاروس) وعبارة عن خليط يترجم بحق وضعنا اللغوي وبالتالي الفكري !

لا شك اننا تابعنا كلنا تدخلات لتونسيين عبر شاشات التلفزة العربية أو الفرنسية ولاحظنا الصعوبة الكبيرة التي يجدونها في التعبير عن أفكارهم أما حين يتعلق الأمر بلاعب كرة قدم يدلي بتصريح فالكارثة تصبح أعظم ويكفي احتساب كم مرة اعاد فيها كلمة "معنتها"..

نحن في تونس لا نزال نبحث عن لغتنا ولم نعثر عليها بعد .. فمن جهة كل من حاول الافلات من العربية و تحدث الفرنسية (الحبيب صالحة في التلفزة كمثال ) تجده يتحدث الفرنسية ويفكر بالعربي فتأتي اللغة ركيكة يطغى عليها التصنع و لا فائدة في ذكر ما أشعر به حينها.. وفي الجهة المقابلة كل من حاول الامساك باللغة العربية وجد نفسه خارج التاريخ (يقال في تورا بورا) لان اللغة هي طريقة تفكير ...

الموضوع يستحق بالفعل دراسة والمام بكل جوانبه لكن يبقى السؤال مطروحا: كيف السبيل إلى لغة متجذرة في واقعها خلاقة وقادرة على التعامل مع محيطها وما تاكلش شعير؟

Bella Ciao


Bella Ciao est une chanson italienne. D'origine traditionnelle et populaire, elle connut une multitude de versions à travers les époques, souvent de ton protestataire. Cette chanson reste fréquemment liée à la gauche .





Una mattina mi son svegliato
O bella ciao, bella ciao, bella ciao ciao ciao
Una mattina mi son svegliato
E ho trovato l'invasore
O partigiano portami via
O bella ciao, bella ciao, bella ciao ciao ciao
O partigiano portami via
Ché mi sento di morir
E se io muoio da partigiano
O bella ciao, bella ciao, bella ciao ciao ciao
E se io muoio da partigiano
Tu mi devi seppellir
E seppellire lassù in montagna
O bella ciao, bella ciao, bella ciao ciao ciao
E seppellire lassù in montagna
Sotto l'ombra di un bel fior
E le genti che passeranno
O bella ciao, bella ciao, bella ciao ciao ciao
E le genti che passeranno
Mi diranno: che bel fior
È questo il fiore del partigiano
O bella ciao, o bella ciao, o bella ciao ciao ciao
È questo il fiore del partigiano
Morto per la libertà.

mardi 16 février 2010

بطاقة للسفر.


بالمشرط أقسم العالم إلى نصفين :
غالبية تبحث عن سد الرمق ..
و
قلة تجود بنفاياتها على الفقراء..
ملابس قديمة،
أحذية
نسيت خطوتها..
اكياس لحبوب فقدت جيناتها وذاكرتها(من باب ربط التجارب على الشعوب بالتعاون الدولي).
حليب معلب من بقرة جف
ثديها من زمان،
والكثير من
القروض لرفع الدعم عن السلع والحياة ..
.............
هل تغير شيء منذ إعلان حقوق الحيوان ؟
هل تغير شيء منذ التجارة الثلاثية : سلع
ة مقابل إنسان؟
هل تغير شي داخل هذا الكيان؟
ربما تغير إسم السفين..
من
فلك نوح
إلى عبّارة "السلام" الغارقة في البحر الأحمر،الأحمر بدماء الابرياء..
إلى "التيتانيك" الأروع من كل الضحايا مهما تقمصوا صفتهم ...
أما المسافرون فيشتركون جميعهم في بطاقة للسفر..
ينتظرون على رصيف القدر
طلوع القمر..
ركاب الدرجة الثالثة ..
لا حق لهم في لعب
النرد مع الحياة ..
ركاب دون قوارب نجاة ..
فقط أغنياء الفرو فروا
من جلدهم بجلدهم..
أما المنسيون من التاريخ ..
المنسيون من مطر
في السماء ..
المنسيون من الهوى ..
الموعودون بقرب
الهواء ..
غ
ر قوا في قاع المحيط تحت أطنان الحديد ...
حينها، اكتشفوا ما يخبيء تحته جبل الجليد ..
للمفارقة، هذا الجبل الذي قسم السفينة و
الحق في الحياة إلى نصفين يذوب الآن
بسبب المصانع التي تبزق الدخان وتثقب معطف هذا الكوكب الأزرق ..
لم يعد أزرق تماما..
بسبب "الحروب التي يتسبب فيها الأغنياء ويموت فيها الفقراء"
باسم الدفاع عن الوطن المقدس
وشرف المسدس..
لا شيء تغير..
لا نوح هنا ليصنع الفلك
ولا لوح هناك ليطفو على سطح البحر الميت..
البحر الميت لم يمت بل إنتحر حين سرق الجنود زرقته
..........
مصانعهم لم تقف عن الدوران
وإنتاج أدوات الغثيان :
مدافع،
قنابل يدوية
،
ايديولوجيات موقوتة ،
أديان انتهى تاريخ صلاحيتها ،
حاجيات مصطنعة،
سرق
ات مقنعة...
وقبب من البلاستيك النتن:
بطاقات سحب..
وبطاقات نهب..
وبطاقات تعريف الانسان:
مما انت؟
.............
قريبا يغمرنا
الطوفان..
طوفان الربح ... ثم الربح... ثم ماذا؟؟؟
ثم الربح!
نربح الوقت
والمال..
نربح كلاما عابر
ا كالرمال..
ونخسر
الباقي:
ظل نخلة وإبتسامة الساقي


Photo et réalisation : ART.ticuler

lundi 15 février 2010

الحقيقة 2: أعداء الزهور

dimanche 14 février 2010

أبصم باصابعي العشر انني لست وطنيا

عندما يشكك احدهم في وطنيتك هل تجيبه أم تحتقره ؟

اعتقادي أن تحتقره، لان مجرد اجابته هو إقرار ضمني بان وطنيتك هي محل نقاش وفي حاجة إلى البرهنة عليها .. من منا في حاجة إلى البرهنة عن حبه لوالدته؟

مجرد الرد على من يشكك في وطنيتك هو قبول بالمكانة التي وضع نفسه فيها دون أن يكلفه أحد بان يكون قاضيا وحكما على وطنية الآخرين في حين أن المدعو الحقيقي للبرهنة على وطنيته هو من نعت نفسه بالوطني لان الوطنية بمعنى حب الوطن هو أمر مفروغ منه و مجرد التركيز عليه يعني هنالك شك ما يحوم حول المسألة ..كأن يمر احدهم أمام مركز للشرطة وينادي باعلى صوته: أنا بريء ! أنا بريء! كصاحبنا الذي ينادي : أنا وطني! أنا وطني!

هنالك أمر ما لا يستقيم في كل هذا !

إن التعبير عن أي ازمة علائقية مع أي موضوع يتم بطريقتين يبدوان مختلفان في الظاهر لكنهما يعبران على نفس الاشكال .على سبيل المثال موضوع الجنس في تونس (وباقي الدول العربية) هو موضوع لا نتحدث فيه بتاتا في الوسط العائلي (وهذا هو الشكل الأول من التعبير عن الأزمة ) أو نتحدث فيه باطناب شديد في الشارع مثلا (وهذا أيضا تعبير ثان مناقض للاول لكنه يعبر على نفس الاشكال )..

وقياسا على هذا، فصاحبنا الذي ما انفك يردد ويكرر ويعيد ويستعيد،و ينادي ويزبد فمه أنه وطني من الرعيل الأول.. هو بالذات من تحوم حوله الشكوك على مدى وطنيته ومدى صحية علاقته بالوطن .. ثم بخلاف هذا ودونه : ما أطول العمر حتى نضيعه في الرد على المشككين في الوطنية !

ادعوه ،إن كان في حاجة إلى إثبات (إلى نفسه قبل الآخرين) أنه وطني ،أن يذهب إلى سوق سيدي محرز ويشتري له مرآة ذات إطار من البلاستيك (أذكر أن سعرها لا يتجاوز 300 مليم) وينظر فيها ويسأل نفسه، عليه أن لا يستعجل الاجابة ليأخذ ما يكفي من الوقت وما يكفي الوقت من الوقت : إن كان فعلا يعتقد فيما يقول ؟ إن كان الجواب بنعم ، أبصم له باصابعي العشر انني لست وطنيا و لن أكون

samedi 13 février 2010

الحقيقة



إمتحان في الانشاء




قارن بين الصورتين وتَحـلّلْ وناقش

vendredi 12 février 2010

إمرأة تحت المطر


Photo:ART.ticuler
لوحة إشهارية في يوم ماطر .
يمكن تكبير الصورة بالنقر عليها

jeudi 11 février 2010

من أجمل ماقرأت : "المشرط" :احملوا جراحكم معكم


كنا دائما نستمع إلى كلامه الغريب بمتعة كبيرة كأنما يخاطب فينا لا وعينا المرفوض" المشرط ص 102


النص رواية ، والرواية نحت ..
يمدنا
الكاتب بمطرقة من المطاط كلما هويت بها على الصخر ارتدت إليك/عليك
المطرقة حائرة/خائرة القوى .. يبتسم الراوي من جهلك بفنون النحت وفي
غفلة منك يطلق سراح التمثال المسجون وسط "بلوك" الحجر.. تجد نفسك وحيدا
وسط نص مجنون .. ليس أمامك سوى إلقاء مطرقتك و
الجري خلف تمثال نفض ما فاض عن
حاجته من الحجارة (أو البرنز) لعلك تظفر به في محطة برشلونة، أو في "قطارإنطلق نحو المجهول"...
ستبقى أسير هذا التمثال / المثال
وتتبعه في تنقلاته وسفراته فى عالم غريب الأطوار، عالم لا يمثله في شيء..
لكنه عالم عجيب يذكرنا بقصص ألف ليلة وليلة، عالم خرج عن قيود النطق و المنطق، حيث" العربية غريبة " و التفسيرات غير مقنعة.. عالم يحرم فيه طرح
السؤال مخافة لقاء مصير الغريب ال"مشدود إلى السماء" و "احشاؤه تتدلى إلى
الأرض تنقرها طيور غريبة"..
لو كان لي أن أكون مجرما لغيرت عنوان الرواية، ولاخترت عنوان "الجرح" لكن هذا الأختيار هو إختيار من يروم الوضوح و "الوضوح جريمة" كما قال درويش ..
المشرط هو الآلة التي بواسطتها يحدث الجرّاح جروحا عميقة في "الجسد" لاستئصال
الداء .. و في كامل صفحات الرواية لم يعترضنا المشرط بل آثاره .. جروح
يتركها هنا وهنا ولا نعرف الفاعل .. يركب الفاعل دراجته الحمراء ويهرب..
على القارىء أن يستأصل الداء فالجروح/
جروحه غائرة و عديدة ..

الجروح بعضها صادم في عمقه كجرح العين بالمشرط في فيلم "كلب أندلس
ي" لسلفادور دالي .. وبعضها مؤلم "كجرح" سرواله لما حاول سحب السحّابة التي علقت بجلدته الطرية وأرته "ويلات الألم".. و جرح أخلاقي
كالجرح الذي يريد "نيقرو" فتحه في وجه شورب ك"فرجا أكثر انفراجا من فرج أمه القحبة"... هكذا هي لغة اللاشعور "فجّة" تبرز من بين اللسان والعظم ..!
يحاول"بولحية" إثناء صديقه عن فكرته: "سيلتئم الجرح وتنسى" .. فيرد عليه: "بعض الجروح لا تندمل أبدا يا صديقي. تبقى محفورة في القلب، وفي الذاكرة"..
وأين تقبع
الذاكرة إن كان المخ قد سحبه "المخاخ"؟
كأننا نحاول طرد جراحنا من الذاكرة
الواعية بل يبتلعها اللاشعور/المخاخ أو نحاول تغطيتها "بشال فلسطيني".. هل الشال الفلسطيني رمز إنتماء أم وسيلة إستمناء؟...
"آه من هذا الجرح"...
من
منا لا يحمل في وجهه جرحا فلسطينيا "منتجا للزبائن" ؟
هروبا من "بيت الجرح" صعدا الحافلة لبيت جديد .. فانغمس "بولحية" في قراءة كتاب
.. هل يخبىء خلف الكتاب وتحت "لحيته" جرحه ؟؟.. في الحافلة هنالك إمرأة
قبيحة الوجه"وفمها لا يشبه شيء ، ربما جرح النيقرو".. أو جرح سيدة الروتوند
التي "جرّت جثتها وشهوتها على رصيف الوجوه الأسمنتية".. قبل أن تلتقي بوجهها
الشاحب في بلور أحد الواجهات : "فم كالجرح الساكن بعد طول نزيف" ..

جروح في كل مكان .. حيثما وليت وجهك اعترضك جرح لم يندمل رش عليه الملح .. لكن كل الجروح أتت في/
من المؤخرة .. في "مؤخرة الرأس" أو مؤخرة مدينة أم القصر "صاح
أحد الجنود الغازين في احد الفضائيات ..
جروح المؤخرة تختلف عن جروح المواجهة .. هي جروح غدر تأتي دائما من الخلف .. طعنا أو ايلاجا على حين غفلة من التاريخ..
لكن لنا أن نتسأل أليس نحن من آثرنا أن نعطي بظهرنا للتاريخ ليفعل بمؤخرتنا ما يريد؟


رواية المشرط هي من أجمل ماقرأت من الأدب التونسي في السنوات العشر الأخيرة
..أنصحكم بقراءتها فوق الورق وليس في الأنترنيت من باب تشجيع الأدباء على
مزيد الابداع .
شكرا دوفيتش على هذا الأكتشاف وشكرا كمال الرياحي على هذه الرحلة السريالية المبدعة .


mercredi 10 février 2010

شتاء 2


يا صاحبي لا يغرّك يبس الغصن وما به علق

في جوف الغصن

تنام الثمرة وتحلم الورقة

فلا البحر الميّت ، ميت

ولا من أراد فيه الغرق قد غرق

Texte et Photos :ART.ticuler

HIVER


Photo: ART.ticuler

mardi 9 février 2010

من المضحكات المبكيات : عمار يسكن في كل واحد فينا



لنضع مرآة امامنا ولننظر فيها إلى أنفسنا ..لا تتعمدوا التنفس أمامها حتى لاتغيب عنكم صورتكم خلف بخار أنفاسكم ..

لفت انتباهي أن احدهم ممن كانت تربطني به علاقة إحترام ، قام بمحو إسم مدونتي من قائمة مدوناته بعد خلاف في الرأي (وهو رأي أدبي بالاساس يتعلق بأديبة قيل والعهدة على الراوي, أنها الأكثر قراءة في الوطن العربي ..!) هل مجرد الاختلاف معك في رأي، مبرر لحذف إسم مدونتي من قائمة المدونات ؟ سؤال يبدو بسيط في ظاهره لكنه يترجم عقلية نعاني منها ..

إن كان مجرد إختلاف في الرأي يؤدي إلى محو اسم مدونة من القائمة هذا يعني بكل بساطة أنه لو كان للمعني بالامر سلطة ما ، لازاحك ماديا من طريقه .. لانك تخالفه في الرأي خاصة إن كان ممن يعتقد أنه لا خلاف بين الشرق والغرب بين الأسود والأبيض بين الظالم والمظلوم بين القاهر والمقهور وبين من ينام في فراش دافيء وبين من ينام على عتبة محطة القطار..

هذا يشير إلى مدى استفحال مرض الحقيقة الواحدة الذي يصيب المخ فيلتحم شطريه ويصبح كتلة واحدة ..فلا يمين ولا يسار ولا شرق ولا غرب ... بل كلمة واحدة وفكرة واحدة وخيبة واحدة .. يغيب الجدل ويحضر التصوف ! يغيب التفاعل و تحضر الاستقالة .. يغيب الحوار ويحضر النفاق ..

على المثقف الذي لا يرى في رمضان غير شهر للتقوى ويوزع التهاني في أوله وآخره, أن يشير باصبعه إلى مكامن الداء الذي نحصده من توقف الحياة في هذا الشهر و أن لا يمارس على نفسه الرقابة قبل يمارسها عليه عمارنا ..!

عمار ليس ذلك الذي يعمل مقصه في المدونات بل ذلك الذي نمارسه نحن مع أنفسنا حين نختبأ وراء الكتب وأكوام الصوف ومحاولة التعالي/الهروب من مشاكل المجتمع الحقيقية !

إن محاولة جعل التاريخ ذو قطب واحد لا صراع فيه هي محاولة عقيمة تنم عن خوف من أخذ موقف واضح...

لك أن تخلط الماء بالزيت و تطيل الخلط .. تطيل الخلط.. يقال أنه عندما نطيل الخلط تنقلب قوانين الطبيعة ..من يدري ؟

mercredi 3 février 2010

رسالة إلى ماهيفا و عاشور الناجي و ثالثهما



لعلكم غادرتم هذا العالم الافتراضي إلى الأبد ..لعلكم توصلتم إلى قناعة مفادها أنو "بالحرام زايد"!.. ولكم الحق في ذلك.. لكن مكانكم ظل شاهد عليكم ...لكلماتكم صدى في هذا الفضاء ..هناك وهنا وفيما اخطه من حين إلى آخر.. صحيح اننا لم نكن نتفق على كل شيء، لكن لو خيرت بين الحراك والجمود، لاخترت الحراك دون ادنى تفكير..و كلماتكم كانت تدعو إلى التغيير و اعمال العقل في فضاء طغت عليه الدوغمائية و الببغائية و تصلب شرايين العقل.

في بعض الأحيان أقول مافائدة الكتابة؟ وتراودني فكرة تقفي آثاركم في المغادرة .. فقط هو الأمل أو خياله على الصفحة البيضاء يدعوني للكتابة .. هل يتأثر التاريخ بفعل الكتابة؟ ألا يضحك منا التاريخ ونحن نكتب و نخط وننفعل ونحاول الدفع به إلى الأمام ؟

أليس من المستحسن عدم الاستعجال ونترك التاريخ يأخذ من الوقت ما يكفي لجعل الكلام أكثر معنى ؟ ما فائدة الكلام عن حرية المرأة في حين أن الألفاظ ذاتها أصبحت رثة ولم تعد في مستوى المطموح من المعنى ؟ ما فائدة الدفاع عن المرأة في حين تجد من بين النساء من يدافعن عن عبوديتهن ؟ وعن الزواج باربعة ؟ وعن البرقع وعن كل أشكال التخلف...

لم أعد أؤمن بان للمثقف دور عليه القيام به..لقد كفرت بالرسائل وبباعثي الرسائل وبحاملي الرسائل وبكل طوابع البريد ..والوهم الشريد .

mardi 2 février 2010

التخونيج والأمية وأشياء أخرى


من الضروري في عالم متحرك ، أن يتسم التفكير بالحركية لمجابهة واقع يتطور باستمرار .

من ذلك الاقتصار على تعريف الأمية على أنها عدم المعرفة بالقراءة والكتابة يصبح تعريف منقوص، بل غير دقيق وتعريف بدائي . إن تعريف الأمية يتطلب إدراك ما يجب أن يكون معلوما من كافة أفراد المجتمع ويمكن نعته "بالسميق" الثقافي.

من التعاريف التي أصبحت أيضا غير وفية للمعنى هو تعريف كلمة "خوانجي"

الخوانجي ليس كل من ربط الدين بالسياسة بل هي العقلية التي تعتمد على جملة من القيم الأخلاقوية والأفكار التي تتسرب في تعابيرنا اليومية ..التخونيج هو إعادة إنتاج "ديسكور" قديم .

لذاك اعتبر "تخونيج" أسلوب تفكير وايضا طريقة في التصرف تعتمد على الأخلاقوية التي ليست سوى "إبوكريزي*" في أحلى تجلياتها .

التخونيج في لغتنا و في استعمالاتنا اليومية:

"بالرجولية "

" راني على ذمة راجل"

"كل منتوجات الصين البلاستكية للزينة "

"تقطيع أوصال الحياة في مسلسلات الحب الرخيص "

"تمضية ساعة في ترشف قهوة باردة "

"البوس على فم إستعمل عود الأراك "

"الضحكة الصفراء"والالوان القريبة

"حك أسفل البطن والتثاءب "

"إستعمال ساك بلاستيك كحلة للخبز "

"إستعمال الفرنسية كوسيلة تميز إجتماعي"

"كلمة:يعيش خويا و يعيش أختي "

" دعاء السفر يتدلى من المرآة العاكسة في السيارة "

" تحالف الفن و الدين "

اللافتة التي نجدها في التاكسي:" 5 أماكن باعتبار السائق .ممنوع التدخين و البصاق "

" إستهلاك الكتب دون تفكير يوازي القراءة " (لا أرى أي فرق بين من قرأ كل كتب الأدب الفرنسي ولا يعرف الرمزية ومن قرأ كل كتب الفقه ولا يعرف القياس)



الصورة : شكل من أشكال التخونيج

يموت الالاه فينا و نعبد الحجر









حجر ، حجر

اردنا لغة السماء ،فتوالدت لغة البشر

حجر فوق حجر

يرتفع الهرم

و على سره تنغلق الحجر

حجر وسط حجر

يخرج الرب من الحفر

حجر إلى جانب حجر

يمتد حائط البكاء حتى الضجر

حجر في ركنه حجر

نطوف به و يطوف بنا الجمر

حجر يعانق حجر

تحررنا من الصخر

وأسرنا القدر

حجر ، يغوص في الحجر ..

ننحته ونعبده و نحفره و نسكنه ونطبخه و ندثره .... و نندثر !

قلوبنا حجر ..

قتلنا الالاه

و عبدنا الحجر

lundi 1 février 2010

كرهت القضية الفلسطينية


القضية الفلسطينية ، وحقوق الشعب الفلسطيني وحق العودة وقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف .. شكون منا ما سمعش هذه الألفاظ 150 ألف مرة على الأقل في حياتو؟ شكون منا لم يتعود على هذه الجملة من الألفاظ حتى ملها ولم تعد تعني له الكثير ؟ لماذا التصقت القضية الفلسطينية بخطاب خشبي منذ 60 عام ؟ وعلاش على مستوى الشارع وبعض التيارات بقى الخطاب سطحي ويتسم بالعاطفة الدينية؟ ويقع تصويره على أنه صراع بين اليهود من جهة والمسلمين من جهة أخرى ؟

لا يمكن نكران ما للدين من دور في هذا الصراع لكنو في آخر الأمر صراع على الأرض أي انو إحتلال وطرد لشعب من أرضو ! نقطة !

كفاش نجمو نعبرو على معاناة هذا الشعب المشرد في المخيمات بلغة جديدة وتعابير جديدة ؟

تولدنا لقينا القضية الفلسطينية ودخلنا للمكتب مع القضية الفلسطينية وعشنا الجامعة في ظل القضية الفلسطينية ولازلنا إلى اليوم نتحدث عن القضية حتى أصبحت دون معنى وأصبحت الكلمات تأتي فارغة من كل محتوى ..أصبح خبر قتل الاحتلال للفلسطينين وهدم بيوتهم على رؤوسهم واذلالهم خبر نتعاطى معه بلامبالاة بل كأن الأمر لا يعنينا ، لا اتحدث هنا عن العرب ولا مسلمين لقد كفرت بهذه المصطلحات ! بل كأنسان !!

لقد أصبح نشر أخبار الأحتلال في الصحف يتم في باب: متفرقات أو بريد القراء !!!

أن يقع إحتجاز مليون ونصف المليون فلسطيني في سجن كبير بدون دواء أو غذاء هذه جريمة إنسانية قبل أن تكون قضية عربية أو إسلامية! أن يطرد الفلسطينين من ديارهم في القدس ويبيتون في العراء و يحتل المستوطنون ديارهم هذا إعتداء على كرامة الانسان قبل أن يكون فلسطيني وقبل أن يكون عربي وقبل أن يكون مسلم أو مسيحي ..

من المؤسف أن يقع إدخال الفلسطينيين في حسابات سياسات وصراعات اديولوجية ضيقة و البحث في باطن الأرض عن حق اليهود في العيش في فلسطين..من حق كل إنسان العيش في حرية وكرامة هذا أمر مفروغ منو لكن لا تحملني وزر تاريخك الذي مضى منذ 3000 عام !

من المفيد جدا من أجل فهم المشكل الفلسطيني عدم الزج به في الزاوية الدينية (من كلا الجهتين) لان أصل المشكل هو إحتلال وإستعمار في أبسط اشكاله وقع تغليفه بغطاء ديني!

دولة إسرائيل كانت ستقام في شرق إفريقيا لكن الحركة الصهيونية في المؤتمر اليهودي السابع سنة 1904 رفضت المشروع الأفريقي..

وهذا أكبر دليل أن الصراع مع إسرائيل هو صراع من أجل الأرض وليس صراع ديني وليس صراعا تاريخيا لقد تعايشنا مع اليهود في كل الدول العربية وخاصة في إسبانيا في الوقت الذي طردوا فيه وتعرضوا إلى أبشع أنواع التمييز من الاوروبين..

ما أريد قوله في كلمة, لا يمكن القبول بطرد شعب من أرض لم يعرف سواها وتشريده و رشه بالقنابل الفسفورية مهما كان هذا الشعب: عربي، يهودي، مسلم، بوذي،... لان المشكل هو مشكل إنساني يتعلق باستعمار و تهجير شعب أولا وقبل كل شيء