من باب التنويع في محتوى التدوينات أريد أن اتحدث هذه المرة عن الشاي . قبل أن اغادر البلاد كنت أعتقد أنه لا يوجد إلا نوعان من الشاي الأحمر والأخضر لكن اكتشفت فيما بعد أن هنالك عشرات الأنواع من الشاي ( نبتة الشاي هي واحدة لكن طريقة تحضير ومعالجة الشاي هي التي تعطي هذا الكم الكبير من الأنواع ).
الشاي هو السائل الثاني الأكثر شربا في العالم بعد الماء.
تنتج الصين والهند وسريلانكا وتركيا وكينيا حوالي 75% من المنتوج العالمي للشاي.تحتوي ورقة الشاي على ما يزيد عن 500 مادة خاصة فيتامين س في الشاي الأخضر أما الشاي الأسود (في تونس نقول الأحمر ) فلا يحتوي على أي فيتامين س بعد عملية الأكسدة التي يتعرض لها .
هناك أربعة "عائلات" من الشاي وهي :
- الشاى الأسود black tea .
- الشاي الأخضر green tea .
- الشاي الألونج Oolog tea .
- الشاي الأبيض.
الشاي الأسود هو شاي وقع أكسدته وتخميره أما الشاي الأخضر فهو شاي بقي دون تخمير وشاي الألونج هو ما بينهما أما الشاي الأبيض فهو الشاي المتأتي من برعم نبتة الشاي وهو من اغلى الأنواع لندرته .
الجدير بالذكر أن الشاي الأخضر يحتوي على العديد من المواد المطهرة والمساعدة على المعالجة أو الوقاية من العديد من الأمراض خاصة السرطان والفطريات .
للمحافظة على هذه الخصائص لابد من إتباع طريقة علمية في تحضير الشاي الأخضر وهي أن تكون درجة حرارة الماء 80 درجة (غلي الماء ثم تركه قليلا يبرد )و لا تتجاوز فترة نقع الشاي في الماء الدقيقتين ! طريقة إعداد الشاي عندنا غير صحية خاصة الغلي وإضافة السكر (وقية ومية .. هههه )* وتفقد الشاي كل جوانبه الايجابية.
ما أريد قوله من خلال هذه التدوينة ،إضافة إلى المعلومات الواردة فيها هو أن كيفية الاعداد والطبخ بصفة عامة يجب أن يخضع إلى قواعد علمية نأخذها بعين الاعتبار لخلق مطبخ معاصر يرتكز على الذوق واللون و الجانب الصحي. للاسف المطبخ التونسي يعتمد على إطالة مدة الغلي التي تقتل الفيتامينات وتزيل أي منفعة إضافة إلى أن الخلق والابداع في مجال الطبخ يكاد ينعدمان .
علينا أن نتعامل مع المطبخ كتعبير ثقافي كغيره من التعابير الثقافية وعندما نقول ثقافة نقول حرية في مزج الألوان والأذواق .
كما تلاحظون فان الحديث عن الشاي الأخضر يجرنا من حيث لا نشعر إلى الحديث عن الحرية.. تبدو العلاقة وهمية لكن فكرة التحرر من طريقة إعداد الشاي والطبخ بصفة عامة يؤدي بنا إلى الحديث عن ضرورة التخلص من الأشكال التقليدية التي تكبلنا سواء في المطبخ أو في قاعة الجلوس أو حتى في غرفة النوم .
نحن في حاجة إلى الحرية في التعامل مع كل شيء !
0 commentaires:
Enregistrer un commentaire