بمناسبة مرور 50 سنة على وفاة الكاتب الفرنسي البير كامو قرأت خبرا مفاده أن الرئيس الفرنسي عبر عن رغبته في نقل رفاة الكاتب إلى البونتايون حيث يرقد كبار الفلاسفة والمفكرين والعلماء الفرنسيين
هذا الخبر جعلني اتساءل لماذا يقع تضخيم الشخصيات الوطنية والدينية بعد مرور فترة زمنية معينة على وفاتهم ؟
صحيح أن البير كامو كان كاتبا متميزا في القرن الماضي وتحصل على جائزة نوبل للاداب سنة 1957 لكن لم يكن الوحيد ..
وما يهمني ليس الكاتب بل فكرة تضخيم الشخصيات والأدوار التي لعبتها في التاريخ.
فهنالك الكثير من الشخصيات الوطنية أو الدينية التي لعبت دورا ما في تاريخ شعوبها لكن بعد فترة زمنية تطول أو تقصر نجد هذه الشخصيات تعود بقوة إلى الساحة في شكل رموز تاريخية منزهة من الخطأ بل لكأنها شخصيات بعثت من السماء لا نذكر سوى الجانب المضيء في حياتها .
على سبيل المثال باي تونس المنصف باي الذي تذكره الذاكرة الجماعية على أنه أكثر بايات تونس وطنية.
بل حتى الرئيس السابق الحبيب بورقيبة أصبح يتمتع هو أيضا بشخصية البطل (ولو أنه لا يمكن نكران أنه باني الدولة الحديثة كما يحلو له أن يطلق على نفسه) إلا انه سرعان ما نسيت الذاكرة الجماعية العديد من الأحداث الدامية التي حصلت في عهده ..
نفس الشي يمكن ذكره عندما نتحدث عن جمال عبد الناصر ..
ويزداد التضخيم كلما كان خروج الشخصية /البطل من الركح خروجا غامضا فهنالك من طار إلى السماء وهنالك من إختفى وينتظرون عودته لينقض الأرض من الفساد الذي عمها .أما فيما يخص الشخصية الحديثة فان موت البير كامي لا يزال يسيل الحبر إلى اليوم ونفس الشيء تقريبا بخصوص عبد الناصر الذي يعتقد الكثيرون أنه مات مقتولا ..كما نجد في موت ياسر عرفات المفاجيء خير مثال لخروج البطل من الركح بطريقة غامضة تزيد من هالة الأسطورة حول الشخصية ..
كلنا نعرف تلك اللعبة التي تعتمد على نقل جملة شفويا من شخص إلى آخر وسط حلقة من الأشخاص لتصل الجملة مختلفة تماما إلى أذن قائلها الأول.
يتم هذا وسط عدد محدود من الأشخاص وفي نفس الزمن فما بالك عندما يتحول الأمر إلى تناقل أخبار عن شخصيات من جيل إلى جيل وعبر فترات زمنية متباعدة وكل جيل يضيف شيئا من خياله في صياغة تلك الشخصية التي تعتمد المجموعة / القبيلة عليها في تثبيت قيمها والمحافظة عليها من خلال إضفاء صبغة أسطورية عليها ..
إن التضخيم لا يقتصر على الأشخاص فقط بل وأيضا على حقب تاريخية كاملة من ذالك مثلا من يريد إعادة زمن لا وجود له إلا في خيال من يدافع عنه .
فما تنظيم القاعدة إلا شكل من أشكال الرغبة في العودة بالزمن إلى زمن الرسول والصحابة بل حتى الأسماء التي يطلقونها على أنفسهم تحيلنا على فترة زمنية مضت منذ 1400 سنة ..
فترة زمنية يقع التعامل معها كأبهى وأحلى فترات التاريخ الاسلامي وننسى كل الحروب التي قامت من أجل الظفر بالخلافة والرؤوس التي قطعت وعلقت على أبواب المدن..
لا أعرف بالضبط ماهي العوامل التي تجعلنا نحن إلى الماضي ونجعله مثالي بل حتى على مستوى الحياة الشخصية الفردية تجد فيها الفرد يحن إلى الطفولة وإلى فترات من الزمن الماضي يرى فيها كمال السعادة .
هل هو البحث عن موجه* في الحياة يحيلنا إلى الماضي ؟ أم هو ضعف الذاكرة ؟
* un repère
هذا الخبر جعلني اتساءل لماذا يقع تضخيم الشخصيات الوطنية والدينية بعد مرور فترة زمنية معينة على وفاتهم ؟
صحيح أن البير كامو كان كاتبا متميزا في القرن الماضي وتحصل على جائزة نوبل للاداب سنة 1957 لكن لم يكن الوحيد ..
وما يهمني ليس الكاتب بل فكرة تضخيم الشخصيات والأدوار التي لعبتها في التاريخ.
فهنالك الكثير من الشخصيات الوطنية أو الدينية التي لعبت دورا ما في تاريخ شعوبها لكن بعد فترة زمنية تطول أو تقصر نجد هذه الشخصيات تعود بقوة إلى الساحة في شكل رموز تاريخية منزهة من الخطأ بل لكأنها شخصيات بعثت من السماء لا نذكر سوى الجانب المضيء في حياتها .
على سبيل المثال باي تونس المنصف باي الذي تذكره الذاكرة الجماعية على أنه أكثر بايات تونس وطنية.
بل حتى الرئيس السابق الحبيب بورقيبة أصبح يتمتع هو أيضا بشخصية البطل (ولو أنه لا يمكن نكران أنه باني الدولة الحديثة كما يحلو له أن يطلق على نفسه) إلا انه سرعان ما نسيت الذاكرة الجماعية العديد من الأحداث الدامية التي حصلت في عهده ..
نفس الشي يمكن ذكره عندما نتحدث عن جمال عبد الناصر ..
ويزداد التضخيم كلما كان خروج الشخصية /البطل من الركح خروجا غامضا فهنالك من طار إلى السماء وهنالك من إختفى وينتظرون عودته لينقض الأرض من الفساد الذي عمها .أما فيما يخص الشخصية الحديثة فان موت البير كامي لا يزال يسيل الحبر إلى اليوم ونفس الشيء تقريبا بخصوص عبد الناصر الذي يعتقد الكثيرون أنه مات مقتولا ..كما نجد في موت ياسر عرفات المفاجيء خير مثال لخروج البطل من الركح بطريقة غامضة تزيد من هالة الأسطورة حول الشخصية ..
كلنا نعرف تلك اللعبة التي تعتمد على نقل جملة شفويا من شخص إلى آخر وسط حلقة من الأشخاص لتصل الجملة مختلفة تماما إلى أذن قائلها الأول.
يتم هذا وسط عدد محدود من الأشخاص وفي نفس الزمن فما بالك عندما يتحول الأمر إلى تناقل أخبار عن شخصيات من جيل إلى جيل وعبر فترات زمنية متباعدة وكل جيل يضيف شيئا من خياله في صياغة تلك الشخصية التي تعتمد المجموعة / القبيلة عليها في تثبيت قيمها والمحافظة عليها من خلال إضفاء صبغة أسطورية عليها ..
إن التضخيم لا يقتصر على الأشخاص فقط بل وأيضا على حقب تاريخية كاملة من ذالك مثلا من يريد إعادة زمن لا وجود له إلا في خيال من يدافع عنه .
فما تنظيم القاعدة إلا شكل من أشكال الرغبة في العودة بالزمن إلى زمن الرسول والصحابة بل حتى الأسماء التي يطلقونها على أنفسهم تحيلنا على فترة زمنية مضت منذ 1400 سنة ..
فترة زمنية يقع التعامل معها كأبهى وأحلى فترات التاريخ الاسلامي وننسى كل الحروب التي قامت من أجل الظفر بالخلافة والرؤوس التي قطعت وعلقت على أبواب المدن..
لا أعرف بالضبط ماهي العوامل التي تجعلنا نحن إلى الماضي ونجعله مثالي بل حتى على مستوى الحياة الشخصية الفردية تجد فيها الفرد يحن إلى الطفولة وإلى فترات من الزمن الماضي يرى فيها كمال السعادة .
هل هو البحث عن موجه* في الحياة يحيلنا إلى الماضي ؟ أم هو ضعف الذاكرة ؟
* un repère
2 commentaires:
السبب الاهم من جملة الاسباب هو فراغ الحاضر، للافراد كما للجماعات... تمتعوا بيومكم حتى آخر قطرة سيكفيكم وقتها يومكم... الشعوب التي تعيش اليوم في بحبوحة نسبية هي اقل الشعوب تمجيدا للماضي، اما المقينة(ثلاث نقط طبعا فوق القاف) عليه اليوم فهو يبكي و يوهم النفس باشياء كثيرة، ويكذب على نفسه باشياء منها تقديس الماضي واشياء اخرى، المهم ان ينسى او يعوض القينيا، بثلاث نقاط فوق الخ
اتفق معك تماما في أن العودة إلى الماضي هي من قبيل ليس بالامكان خير مما كان وأن من يجد سعادته في حاضره فلا موجب لديه للذهاب بعيدا على عكس الشعوب إلي "تفلي مع الدب.. " :-))
Enregistrer un commentaire