lundi 6 avril 2009

إذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد أن تستجيب اللغة


تحدثت في تدوينة سابقة عن أهمية اللغة العربية والمكانة إلى لازم تحتلها لكن للاسف ذهب في ظن البعض انني أدافع على قدسية اللغة أو أعني باللغة الحروف والنقاط وهذا راجع دون شك إلى تقصيري في عرض الفكرة بشكل جيد..
اللغة التي أعني هي المرآة التي تعكس طريقة تفكيرنا والوعاء الذي يحتوي على تاريخنا وتجاربنا ..اللغة هي بيتنا الذي أود أن تكون ليس فقط نوافذه بل كل أبوابه مفتوحة على الآخر لكن أسسه ضاربة في عمق التاريخ ..
اللغة التي أعنيها ليست الحروف التي بها نكتب بل اللغة التي بها أحلم وأفكر و أشعر بالعالم من حولي..
وعندما تخاطب تلك اللغة اللاشعوري في، دون الحاجة إلى ترجمة فورية مهما كانت سرعة تلك الترجمة(حتى أن البعض من شدة سرعة الترجمة يخيل إليه أنه يعيش في حالة اللاترجمة..)
قلت عندما تخاطب تلك اللغة اللاشعور فأنني أصبح و اللغة "وحدة لغوية" قادرة على الخلق و هذا شرط الابداع .
ان الترجمة الفورية التي نقوم بها لاشعوريا لا تخلق بل تضيف معرفة إلى أخرى تكون في غالب الأحيان مناقضة لها و تجعل من المهندس عندنا مؤمنا بالقضاء والقدر ومن طبيبنا مؤمنا بان الأعمار بيد الله..
استمعت هذا الصباح إلى أغنية كلماتها عربية عزف لحنها على آلة القيتارة..الحقيقة انني لم أستسغها ولم تطربني بتاتا لانها تعاني حسب رأيي من التركيب والاضافة ولا وجود لتلك الوحدة الداخلية التي تجعل من الكائن مهما كان ،ذاتا بذاته!
لماذا ترفض اللغة العربية آلة القيتارة و تذوب في آلة العود مثلا؟ (مجرد رأي)
لماذا يرفض العقل العربي "العقلانية" كمنهج في الحياة و يموت و يحي في العواطف و الأحزان؟
لماذا نستهلك آخر صيحات التكنولوجية من الهاتف الجوال إلى الحاسوب ونعجز على إختراع أبسط مكوناتها ؟
لماذا يرفض الجسم العربي الاجسام الغريبة عنه كمن زرع عضو في بدنه و يستعين بالادوية (1) التي تساعد على قبوله ؟؟
لماذا لا يقبل الجسم العربي هذه الأجسام أو ينتجها بنفسه؟
جوابي هو:
إن معالجة اللغة أي تغيير طريقة تفكيرنا هي الكفيلة بعدم رفض الجسم العربي للاجسام الغريبة
بعبارة أخرى، لغتنا ليست إلا مرآة عقليتنا و عندما نغير هاته العقلية تتغير لغتنا بصفة آلية و المطلوب ليس تغيير اللغة باخرى بل طريقة التفكير حتى تتمكن اللغة ذاتها من التعبير عما نريده اليوم وليس ما أرادوه أجدادنا.
اننا لا نزال نستهلك لغة حنطت ألفاظها والمطلوب ليس ترك هاته اللغة بدعوي أنها غير قابلة للتعبير عن العلوم بل أن نكون نحن أنفسنا قابلين للعلم وللمنطق العقلاني..
اختم هذه الكلمة بمثال الصين التي التحقت بالركب دون أن تتخلى على لغتها بل أن الكثير اليوم في العالم يتعلم اللغة الصينية

--------------------------------------------

(1 ) أسمي دواء يساعد على قبول الجسم الغريب :
1
- ذوق هجين
2 - قرن غزال وخمسة يدلدلو وسط سيارة مرسيدس
3 -عزام في هيئة طبيب وطبيب في هيئة عزام

4 -بداية النشرة الجوية ب: باذن الله تعالي يكون الطقس غدا..
5 -لاعب القيتار في فرقة الأذاعة والتلفزة
6 -صومعة المدرسة القومية للمهندسين بتونس

7 commentaires:

islam_ayeh a dit…

لا توجد صومعة في المدرسة القومية للمهندسين بتونس ! الصومعة التي تحاكي شكل صومعة سامراء هي صومعة الجامع المجاور للمدرسة والذي أغلق "للأشغال" منذ 8 سنوات !!!

الله يرحمك يا سي مختار العتيري !!!

A a dit…

1.
"الترجمة الفورية التي نقوم بها لاشعوريا لا تخلق بل تضيف معرفة إلى أخرى تكون في غالب الأحيان مناقضة لها"
إنتي تشوفها مناقضة، أنا نشوفها مكملة و مثرية.
2.
أسأل أبرع طبيب تعرفو تلقاه يؤمن إنو الأعمار بيد الله (بطريقة أو بأخرى، حتى كانو ملحد)
3.
الترجمة من أنجع التمارين الي تعلمك مرونة التفكير و إنك تشوف الحاجة من زوايا مختلفة.

Anonyme a dit…

يعطيك حوتة وقرن غزال ماأروعك
العقلانية يا ارتيكيلي مرتبطة بالجدل المنطقي والمعقول الذي يولد اجراءات معقولة الى تصميم وتصرف علمي ، لكن تراثنا يكبت غريزة الخلق والابداع الجديد
في مايخص اعتناقنا بالعواطف والأحزان فاللوم على ام كلثوم وفريد ، كيف تكون حياتنا لو تربينا على أنغام بوب ديلان تونسي و دجوان باز الى جانب أنغام العود؟

ART.ticuler a dit…
Ce commentaire a été supprimé par l'auteur.
ART.ticuler a dit…

@ islam
ألم يلفت انتباهك من كامل التدوينة إلا هذه الجزئية؟ يؤسفني ذلك...شكرا على المرور

@ A
1 التناقض ليس افتراض مني بل عندما نخلط بين "الحاسوب" و "يوم الحساب" بين فكرتين بنيت الأولى على المنطق وبنيت الثانية على الاعتقاد...
2 كيف لطبيب ملحد أن يقول أن الاعمار بيد الله؟؟ لم أفهم ..
3 لا اتحدث عن الترجمة بمفهومها المتعارف عليه بل الترجمة التي تصيب الذات المنفصمة...شكرا على المرور

@ خلدونة
ليس التراث الذي يعيقنا يا خلدونة بل نحن نعيق أنفسنا.. التراث جثة هامدة لا حراك فيه ..لكن علينا أن نعرف كيف نتجاوزه دون أن ننسى اننا منه خلقنا..
أم كلثوم وفريد يمثلان فترة فنية راقية لكن أعتقد أن الأمر أكثر تشعبا مما نعتقد..شكرا على المرور

Anonyme a dit…

نعم ، تراثنا ، المشبع بالخوف والرعب والحرام والخرافات والتهديد والقتل ، هوالذي يعيقنا ويحول دون تجاوزه لكي نتأقلم مع محيطنا .
فثقافة العنف تعيش في 90% تراث وفي 10% محيط ، بينما ثقافة التسامح والتفتح تعيش على العكس . أقصد بالمحيط = البيئة والمعاصرة
فعلينا اصلاح ثقافتنا ( دون أن ننفي الجزء الأجابي منها ، كالفن والموسيقى )، لنعرف كيف نكتسب ونحتفظ بهوية سليمة ومبدعة

Anonyme a dit…

التعليق موجه الى أرتيكيلي

Enregistrer un commentaire