samedi 11 avril 2009

أهل الكهف


أصابتني حمى إعادة قراءة النصوص القديمة التي دفعتنا في فترة ما من حياتنا الفكرية إلى اعمال العقل ومثلت بالنسبة للكثير منا بابا للخروج من "التفكير العادي" لكن و للاسف مثلت أيضا للبعض الاخر بابا للدخول والانغلاق. وجدت متعة في إعادة قراءة مسرحية الحكيم "أهل الكهف". أرجو أن تجدوا نفس المتعة .


-مشلينا: ماذا تريد منّي؟‏

-مرنوش: (ضعيف الصوت) أصغِ إليَّ... لاتحاول المستحيل.‏

-مشلينا: لستُ أحاول شيئاً.‏

-مرنوش: (متخاذل الصوت) افهم انك رجل ميت.‏

-مشلينا: أفهم..‏

(صمت عميق)‏

-مرنوش: (في شبه أنين) مشلينا (مشلينا لايجيب) سأذهب.. يا.. مشلينا.. -مشلينا: (كأنما يخاطب نفسه) الزمن.. ماهو الزمن!؟‏

-مرنوش: (يُحتضر) مشلينا.. ضع يدي اليسرى في يد يمليخا.. (مشلينا واجم) مات المسكين.. ولم يعرف الحقيقة.. مع ذلك.. هل عرفناها نحن؟‏

مشلينا: ماذا تعني.. يامرنوش؟.‏

مرنوش: أحلام .. نحن أحلام الزمن .‏

-مشلينا: الزمن يامرنوش؟‏

-مرنوش: نعم.. الزمن يحلمنا!‏

-مشلينا: كي يمحونا بعد ذلك؟!‏

-مرنوش: إلاّ من استحق الذكر فيبقى في ذاكرته.‏

-مشلينا: التاريخ؟!‏

-مرنوش: نعم.‏

-مشلينا: (في قلق) أهذا هو كل مانرتجيه بعد الموت؟ أهذا كلّ تلك الحياة الأخرى؟!‏

-مرنوش: نعم.‏

-مشلينا: (في قلق) مرنوش؟ أنت إذن لاتؤمن بالبعث؟‏

-مرنوش: أحمق! أولم نرَ باعيننا إفلاسَ البعث!؟‏

-مشلينا: أستغفر الله. أنتَ الذي عاش مسيحياً تموت الآن كوثني؟‏

-مرنوش: (في صوت خافت) نعم.. أموت الآن..‏

-مشلينا: مجرّداً عن الإيمان...‏

-مرنوش: مجرداً.. عن كل شيء.. عارياً كما ظهرتُ.. لاأفكار ولاعواطف.. ولاعقائد..‏
.........

-مشلينا : ...أخشى أن يكون مرنوش قد أصاب..(لحظة تأمل أخرى) كلا. كلا.. لقد فقد مرنوش البصيرة. لسنا حلما..لا...بل الزمن هو الحلم. أما نحن فحقيقة. هو الظل الزائل ونحن الباقون...بل هو حلمنا.نحن نحلم الزمن. هو وليد خيالنا وقريحتنا ولا وجود له بدوننا ....

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire