هل أتاك حديث الطابور.؟

مسرحية من ثلاثة فصول أما الفصل الرابع فهو فصل الخريف الحزين..

الفصل الأول
طريق تؤدي إلى البحر ، شجرة بلا أوراق أو تكاد ، ثلاثة أشباح سوداء تتحرك وسط الركح تتمايل في رقصة الثعبان الأقرع.. ثم تبدأ الأشباح بالغناء:
نحن جنود الخفاء
رحمة من السماء
نناضل..نناضل..
(من أجل ماذا؟قال أحدى الاشباح المعتوه.)
ردوا :لا ندري..لكن نناضل وكفى
نحن جنود الوفاء
شوكة في حلق العلم و العلماء


يسدل الستار


الفصل الثاني

يرفع الستار على الأشباح الثلاثة التي تتهامس فيما بينها.. بعض الكلمات تخرج إلى الجمهور من حين إلى آخر دون رابط منطقي: هتلر...ستالين....طا..خامس... أعرفه،أعرفه جيدا....معهم.....نيتشة..فريد ..لا موش فريد فرويد ،فرويد..
فجأة تسكت الأشباح وترهف السمع ..صوت قادم من طريق البحر يزداد وضوحا كلما إقترب..تنظر الأشباح إلى بعضها البعض و في حركة بهلوانية و بصوت واحد:إرتماء في الخندق !
قال الشبح المعتوه الذي يخلط دائما بين اللغة العربية واللهجة التونسية :الخندق ؟! وارتمى....في المياه العكرة!

من جهة اليسار يدخل فتى في ملابس البحر يردد أغنية :
أنا العصفور في وكري نغني ...تا لارا لارا..

أحدى الاشباح بصوت خافت:
أنه يغني في عيد الشهداء..
لابد أنه ينتمي إلي الأعداء..
الشبح المعتوه:إن الغناء داء..
يقف كبير الأشباح ويعترض الفتى :
من أنت ؟ صوتك كالوباء
قال الفتى:
وهل تفهم الأشباح في الغناء؟
قال الشبح المعتوه :أجب عن السؤال وكفى!
قال:أنا أغني للحياة وألعن الموت و الفناء
ادعو إلى الفن إلى الأفق إلى معانقة السماء !
قال كبير الأشباح السوداء :
إذن أنت من أهل الطابور
أنتم من استبدل القرآن بالزابور

احمر وجه الشبح المعتوه الذي يخلط دائما بين اللغة العربية واللهجة التونسية..وجعل وجه بين كفيه وغاب عن الأنظار..

ينزل الستار.

الفصل الثالث

الفتى وكبير الأشباح يتوسطان الركح.و البقية جالسة القرفصاء في أقصى اليمين تتابع الخوار..

كبير الأشباح: ماذا تعرف عن حلف برلين موسكو يا فتى ؟
الفتى:أي حلف ؟هل نحن في حرب على الهواء؟
كبير الأشباح : على كل حال نحن نعرف عنكم ما لا يعرفه رب السماء
أنتم رسل المستعمر الجديد والقديم على السواء
قال الفتى:
مهلا، مهلا يا مناضلات
ما هكذا يتم الرجم بالكلمات
هاتوا دليلكلم إن كنتم صادقات
الحقيقة ليست واحدة بل متعددات
و الريح قد تطفيء نار الشموع
لكنها تذكي نار الجمرات


يشيح كبير الاشباح بوجه وينضم إلى بقية الأشباح و ينطلقوا في رقصة الثعبان الأقرع من جديد :
نحن جنود الخفاء
رحمة من السماء
نناضل..نناضل..

ينزل الستار