الوقت:مساء للاحد ..حملته أربعة عجلات ومحرك ثم القوا به فوق السرير الأبيض ..سماء الغرفة بيضاء .. كل شيء أبيض في هذا الفضاء ..ليس أبيض تماما..لا وجود للابيض إلا في المخيال..الأبيض هو درجات من السواد ترنو إلا البياض ..اللون يستمد أنفاسه من اللون المناهض له في الأتجاه المعادل له في القوة.. ..وقع ربطه إلى السرير بالاسلاك الكهربائية أنابيب تدفق الحياة البلورية ..دقات قلبه تتسارع ...قطرات من العرق تطفو على السطح ..تتكثف..تأخذ شكل حبوب صغيرة سرعان ما تتدحرج تحت تأثير ثقلها فتحدث خيطا رفيعا من العرق المسال على الجبين ..دقات قلبه في تسارع دائم..يمر أمامه طيف أبيض حامل إبرة موجة للسماء.. خالها له ..لا شيء من ذلك ..يواصل طريقه، الطيف، بعد أن ألقى إليه بابتسامة للتمريض ..لا تحمل داخلها سوى مسكن للالام..في أعلى السرير قارورة كبت على رأسها ..الري قطرة قطرة.. قطرات العرق تجد طريقها إلا شفتيه عبر تجاعيد وجه ..كأن التجاعيد وجدت لترغمه على تذوق عرقه.. مالح كالبحر..بارد كرمال المساء ..دقات قلبه تزداد وضوحا ..لم يعد يسمع سواها ...الجهاز المثبت في أعلى السرير يترجمها إلى دقات إلكترونية وإشارات ضوئية...خط تصاعدي لونه أحمر..بيب ...........بيب ...........بيب.......بيب.....بيب....بيب....بيب..بيب..
متى تتحول هذه الاشارات المتقطعة إلى طنين متواصل ؟..بييييييييييييييييييب
.بعدها ترتخي العضلات ..وينقشع الضباب الأبيض ليغوص في أبيض أبدي.. كان يتمنى ذلك.. أن ينتهي هذا الأنتظار اللانهائي ..يمر طيف آخر أبيض أمامه ..يناديه..يريد أن يصرخ ..فيصرخ...ينظر إليه الطيف قبل أن يصرخ.. يبتسم يواصل طريقه وسط الممر الضيق.. يرفع يده ..لتراه .. تنسل الأبرة من العرق ..يختلط الدم بالعرق..يختنق ..لم يعد قادرا على إستنشاق الهواء ..إهييييييه.....ترفع صديقته الوسادة عن وجه ..وتغلق منبه الساعة
5 commentaires:
هذاكا حال الي يتعشى ويرقد طول
As I Lay Dying يذكّرني العنوان بإحدى روائع فولكنر
يعطيك الصحة في وصف الحالة الني يعيشها "المحتضر"ه
ماهيفا آرت يحكي على راجل و وليام فولكنار يحكي باسم مرا، بربي عديهالو هالمرة ههههه
أهلا ماهيفا
بالفعل هو عنوان اقترضه اللاشعور من عند فولكنر... :-) شكرا على المرور
@ فررر
السيد هذا ما رقدش طول يا فررر و انما رقد بالعرض هاهاهاها
Enregistrer un commentaire