mardi 29 juin 2010

جسد




في كل سبع سنوات نغير الجلد تماما .. الجلد وما تحت الجلد.. هكذا تقول الحقيقة العلمية .. في كل سبع سنوات نهرب بجلودنا .. وما تحتها أيضا.. أي جسد جديد في كل سبع سنوات.. وأين نبقى نحن في إنتظار الانتقال إلى جسد جديد يتسع لكل الاعضاء القارين والوقتين؟

جسد به قاعة إستقبال وخمس غرف وبيت حمام وبهو لنشر الغسيل الداخلي.. من المستحسن أن يكون يطل على البحر من مكان مرتفع.. جسد مثل هذا لا يقل ثمنه عن شحم اليهود.. هكذا تقول العبارة.. ما دخلي أنا ؟..

يمكن تمضية أشهر الصيف على حافة البحر ثم نقل كامل الجسد إلى مكان أكثر دفئا... شيء إيجابي أن يكون الجسد متنقلا وليس ثابتا.. في فصل الشتاء يمكن نصب الجسد قريبا من جسدا آخر .. يمكن فتح ممر إليه من بيت الحمام إن كان علاقتك حميمية بالقدر الكافي مع جارك.. فيتسع المكان.. يمكن حتى إشعال المدفئة إن كان القدر ليس كافيا وفتح قارورة نبيذ أحمر عتيقة لم تغير جلدها منذ سبع سنوات ..

هل شربت خمرة لم تغير جلدها ؟ إذن جرب وستعرف معنى العذاب كلما غيرت جلدها .!..

ما يقلقني الآن هو أين سأضع نفسي إلى حين الحصول على جسد جديد؟ هذا ما يقلقني ..حقا.. قلت ابحث عن جسد أتسوغه في إنتظار ذلك.. لم أجد جسدا واحدا يتسع لكل نفسي واغراضي!.. ما أكثرها اغراضي.. مقلمة.. مطرقة.. مفك براغي .. شمسي القديمة .. إصبع طباشير .. كتاب تبشير.. نرد.. رائحة الخبز .. ليلة بيضاء .. عشر مليمات اعطتني اياها جدتي.. مفاتيح جسدي القديم ..

كل هذا يجب أن أجد له مكانا .. بالاضافة إلى ساعة تقيس الزمان..

هذا الصباح قرأت إعلانا في جريدة في باب الأعلانات المبوبة .. جسد دون باب يريد صاحبه كراءه .. قلت لا بأس .. ليس مهما أن يكون دون باب .. قد أضع عليه شعرا المهم أن يحتوي على أربعة أبيات على الأقل.. لكن ما أثار استغرابي هو تنصيصه على وجوب تسليم المفاتيح عند الخروج ..! من أين آتي بباب للمفاتيح؟

.... إعلان آخر نص في آخره: لا يمكن كراءه للعزاب لتفادي العذاب.. اغلقت الجريدة والقيت بالمفتاح في سلة المهملات ..

كل هذا دفعني إلى التفكير في طلب اللجوء .. لما لا ؟ هنالك لاجىء سياسي ولاجىء إقتصادي..ولاجىء ثقافي... لما لا لاجىء جسدي ؟

كنت استمتع بنشوة الفكرة التي خطرت لي حين وقف امامي شرطي..

قال :أوراقك و بطاقة الإقامة !...


0 commentaires:

Enregistrer un commentaire