لا شك أن مدونة "حومة البلوغسفير" تمثل إثراء لا نقاش فيه للبلوغسفير وأن المجهود الذي يبذله صاحبها في تتبع أخبار المدونين يستحق عليه الثناء.. لكن "حومة البلوغسفير" كاي منتوج أدبي، يمكن أن نسلط عليه ضوء النقد..وسوف اخذ التدوينة الأخيرة كمثال.
تعكس المدونة ما يحدث في البلوغسفير من صراعات و"نقاشات" باسلوب قصصي يشد القارىء(غالبا) إلى التدوينة.
ينطلق صديقنا البرباش من أحداث وقعت فعلا بين شخوص تحمل نفس الأسماء التي اعتدنا عليها وبالتالي لا يوجد توظيف للاسم لكن تحرر شخوص القصة من دلالات الاسم يقابله "معاناة" من التوظيف القصري. حيث نجد أن بعض المدونين وقع صبهم صبا في شخصية لا وجود لها إلا في ذهن الكاتب و وقع تضخيمها بناء على توظيف الكاتب لمعلومات وردت في تعاليق أو في تدوينات وخضعت هذه المعلومات إلى قراءة خاصة جدا مما يعطي بعدا كاريكاتوريا ل شخوص "حومة البلوغسفير" يبعدهم عن "واقعهم"التدويني .
لا أعتقد أن الكاتب يسعى إلى إعادة كتابة الواقع التدويني كما هو وإلا لاصبحت الكتابة شبيهة بالتقارير الصحفية أو التأريخية للبلوغسفير بل أن الأدب حسب رأيي هو إدخال "تشويش" فني على الصورة الواقعية من أجل تجريد الوقائع بطريقة فنية ومن ثمة فتح باب التأويل على مصراعيه.أعتقد أن الأدب الذي لا يحتمل التأويل هو أدب فاشل و شبيه بكتاب أرقام الهاتف و هو ما نجح الكاتب في تجنبه بشكل يدعو إلى الاعجاب.فمالذي يمكن قراءته من خلال التأويل؟
إن القاريء الذي لا يكتفي بارقام الهاتف يسترعي إنتباهه أن الكاتب حاول التخفي وراء شخوص القصة لاصدر أحكام قيمة تتسرب إلى ذهن القاريء عن طريق "اللامنطوق" دون أن يكون في الصدارة .و تتسم جل ارائه بالمحافظة .
فعوض أن يقول الكاتب مثلا أن الخمر "رجس من عمل الشيطان" فهو يحاول أن يبرهن عن ذلك من خلال "فنان سكير" فقد عقله من جراء الخمر: "فري راس: شكوني انا... كيف تفيق و يرجعلك شاهد العقل تو تعرفني شكون انا"
وهذا الأسلوب ،أسلوب التخفي وراء السرد القصصي ..إستعمله الكاتب أيضا (ولو سوف أخرج قليلا عن حومة البلوغسفير إلى مدونته الأخرى "تبربش وحكايات فارغة" ) حيث عبر صديقنا البرباش عن رأيه فيما يدور في البلوغسفير من حديث الكفر والأيمان من خلال قصة الاستاذ المرتد عن الحاده :-)
لا أنكر أن هذا الاسلوب ينم عن ذكاء في التعامل مع المواضيع المطروحة في البلوغسفير لكن أعتقد أن قليلا من الشجاعة في التعبير عن الرأي والدفاع عنه لا يفسد للود قضية .
أعتقد أن "حومة البلوغسفير" تمثل فخر لعالم البلوغسفير في تونس و تستحق منا كل التشجيع
ملاحظة :بعض التعاليق الواردة في نفس المدونة المذكورة أعلاه تترجم فهم سطحي للتدوينة و سذاجة فكرية قاتلة
تعكس المدونة ما يحدث في البلوغسفير من صراعات و"نقاشات" باسلوب قصصي يشد القارىء(غالبا) إلى التدوينة.
ينطلق صديقنا البرباش من أحداث وقعت فعلا بين شخوص تحمل نفس الأسماء التي اعتدنا عليها وبالتالي لا يوجد توظيف للاسم لكن تحرر شخوص القصة من دلالات الاسم يقابله "معاناة" من التوظيف القصري. حيث نجد أن بعض المدونين وقع صبهم صبا في شخصية لا وجود لها إلا في ذهن الكاتب و وقع تضخيمها بناء على توظيف الكاتب لمعلومات وردت في تعاليق أو في تدوينات وخضعت هذه المعلومات إلى قراءة خاصة جدا مما يعطي بعدا كاريكاتوريا ل شخوص "حومة البلوغسفير" يبعدهم عن "واقعهم"التدويني .
لا أعتقد أن الكاتب يسعى إلى إعادة كتابة الواقع التدويني كما هو وإلا لاصبحت الكتابة شبيهة بالتقارير الصحفية أو التأريخية للبلوغسفير بل أن الأدب حسب رأيي هو إدخال "تشويش" فني على الصورة الواقعية من أجل تجريد الوقائع بطريقة فنية ومن ثمة فتح باب التأويل على مصراعيه.أعتقد أن الأدب الذي لا يحتمل التأويل هو أدب فاشل و شبيه بكتاب أرقام الهاتف و هو ما نجح الكاتب في تجنبه بشكل يدعو إلى الاعجاب.فمالذي يمكن قراءته من خلال التأويل؟
إن القاريء الذي لا يكتفي بارقام الهاتف يسترعي إنتباهه أن الكاتب حاول التخفي وراء شخوص القصة لاصدر أحكام قيمة تتسرب إلى ذهن القاريء عن طريق "اللامنطوق" دون أن يكون في الصدارة .و تتسم جل ارائه بالمحافظة .
فعوض أن يقول الكاتب مثلا أن الخمر "رجس من عمل الشيطان" فهو يحاول أن يبرهن عن ذلك من خلال "فنان سكير" فقد عقله من جراء الخمر: "فري راس: شكوني انا... كيف تفيق و يرجعلك شاهد العقل تو تعرفني شكون انا"
وهذا الأسلوب ،أسلوب التخفي وراء السرد القصصي ..إستعمله الكاتب أيضا (ولو سوف أخرج قليلا عن حومة البلوغسفير إلى مدونته الأخرى "تبربش وحكايات فارغة" ) حيث عبر صديقنا البرباش عن رأيه فيما يدور في البلوغسفير من حديث الكفر والأيمان من خلال قصة الاستاذ المرتد عن الحاده :-)
لا أنكر أن هذا الاسلوب ينم عن ذكاء في التعامل مع المواضيع المطروحة في البلوغسفير لكن أعتقد أن قليلا من الشجاعة في التعبير عن الرأي والدفاع عنه لا يفسد للود قضية .
أعتقد أن "حومة البلوغسفير" تمثل فخر لعالم البلوغسفير في تونس و تستحق منا كل التشجيع
ملاحظة :بعض التعاليق الواردة في نفس المدونة المذكورة أعلاه تترجم فهم سطحي للتدوينة و سذاجة فكرية قاتلة
3 commentaires:
أرتيكولي
حبيت نشكرك ع التدوينة هذي، اللي تحدثت فيها حول رؤيتك لمسلسل حومة البلوغسفير و خاصة أحداث الحلقة التاسعة عشرة (هنا) اللي كان ليك النصيب الاوفر في احداثها... نشكرك خاصة و انو التدوينة هذي اللي تعتبر طويلة نوعا ما مقارنة بتدويناتك اللي تكتب فيهم بالعربية و كلنا (نقصد المدونين و المتتبعين اللي يقراولك و انا بالتأكيد واحد منهم) نعرفوا انك تستعمل في برمجية يملي (هنا) و بالتالي فهذا إن دل على شيء فإنما يدل على اهتمام شديد بالمسلسل و احداثو.
ينطلق البرباش (اللي هو انا) في كتابة احداث المسلسل ليؤكد ان جميع احداثو هي من نسج الخيال (هنا) و (هنا) و يزيد يأكد ع الشي هذا (هنا)... ربما تتفهم أني نقصد في الواقع الدنيوي، لكن ايضا حبيت من خلال التدوينات هذيكة نأكد انو ما ثمة حتى نية مبيتة عندي للتلميح للواقع البلوغسفيري... على خاطرنا تو مصلّي ع النبي نعرفوا انو ثمة البلوغسفير، و الكواليس متاعها و التكتلات الصايرة... هذا الكل حبيت نوضح بيه انو عبارة وقع صبهم صبا في شخصية لا وجود لها إلا في ذهن الكاتب ماهيش نبزة لا للكاتب و لا للشخصية... و بعدا كاريكاتوريا، نظن انها عبارة كبيرة شوية تحمل في طياتها برشا سخرية توصف بيها الأبطال متاع المسلسل اللي هوما في الأول و الآخر مدونين، مغلبهم ليّ بيهم علاقات قايمة على الصداقة (الدنيوية و الإفتراضية) و في الأول و الآخر العلاقة قايمة ع الإحترام (اللي نظن أنو و الحمد لله متبادل، ع الاقل ناكد ع الشيء هذا من ناحيتي)...
بالنسبة لحكاية سكير و الشراب و رجس من عمل الشيطان و إلا يرجعلو شاهد العقل (مانيش عارف شنية هي الطريقة اللي يمكن تصورت أني نحكي بيها ع الموقف هذاكة في الحلقة)... و رميان المعنى اللي حكيت عليهم و حكاية اللامنطوق (ذكرتني بالمنطق متاع مدرسة المشاغبين)... سواء في احداث المسلسل او حتى في تدويناتي... نظن أني دائما نفسر لكل مين يسألني انو حكاياتي واقعية، نحكي فيها كيف ما صارت، يمكن انقص أما نزيدش (لأسباب شخصية ما تخصني كان انا، محمد، موش البرباش) و ما يسالني حد لا كيفاش نحكيهم، و لا وقتاش، و لا علاش...
بالنسبة لحكاية الملحد المرتد أو كيف ما سميتها انا التوبة... النصوح (هنا)، عادي جدا أني نحكيها في وقت اللي تسعين في الميا م البلوغسفير ما تحكي كان ع الإسلام و الإلحاد و الإسلاموفوبيا (كيف البوست اللي قاعد نكتب فيه في الوقت هذا على حادثة بسيطة صارتلي الأيامات هاذم في علاقة بالزقوقو و انقطاعو م الأسواق، ماهوش معقول بش نقوم نحكي ع المولد و عصيدة الزقوقو في العيد الكبير مثلا، كل وقت و آذانو)... و لا حاجتي بش نمرر معاني او مبادئ ولا حتى شي من هاك اللاوي... الحكاية نحكيها و اللي عينتو بش يقرى مرحبا بيه و اللي ما عينتوش مرحبا بيه زادة، و كل واحد حر كيفاش ينظر للحكاية م الجانب اللي يشوفوا.
بالنسبة لحكاية الشوية شجاعة في التعبير عن الرأي، يعني كل واحد حر في شخصيتو الإفتراضية و مدونتو يعمل فيها و يقول فيها آش يحب... أنا البرباش، من وقت هاك البوست اللي عبرت فيه عن رأيي من تدخلات قاسم (هنا) قررت انها مدونتي لن تكون إلا لحكاياتي (الفارغة)... و مانيش مستعد بش اناقش في المسالة هذية...
خممت، وممكن نعملها زادة (هنا)، أني نعمل مدونة اخرى للتفاعل مع ما يصير من احداث على الساحة البلوغسفيرية، لكنو وقتي و الإرتباطات الملتزم بيها حاليا ما يسمحوليش...
و الإختفاء وراء شخصية افتراضية و السعي من خلالها للتعبير عن موقف ما، أو تمرير فكرة ما، ما نظنش انو فيه حتى جانب من جوانب الشجاعة، يمكن يتسمى تفاعل، حماس، لكنو ما يمكنلوش انو يكون مقياس للشجاعة و الإقدام من عدمها عند الفرد (اللي هي الشخصية الدنيوية للمدون)
كانك على موقفي، مثلا من النقاش حول مسألة الدين، أنا، محمد، ضد أي مطلب يدعو إلى فصل السلطة أو الدولة عن الدين، و ضد أي محاولة مهما تكون لنزع الهوية الإسلامية عن الجمورية التونسية (تونس دولة دينها الإسلام، لو كان يخيروني نحبها تقعد هكاكة، لو كان الأغلبية قالوا نبدلوها، بش تقعد باقي بلادي اللي نحبها و نعزها و ما نغيرهاش)... لكن في المقابل، ما يقلقنيش انو تربطني علاقات و صداقات مع علمانيين و ملحدين، و حتى جماعة لا دين لا ملة... و في الاول و الآخر تقعد ما هي إلا قناعات شخصية و كل حد حر في أفكارو و معتقداتو.
بالنسبة للتعليقات اللي ترى فيها فارغة... نظن انها عباد (و جلهم مدونين و مدونات، نحبهم و نعزهم و نكنّلهم كل الإحترام، سواء اللي أشركتهم في احداث المسلسل أو اللي قاعدين يعلقوا او حتى اللي يتعدّاو مرور الكرام) متفاعلة مع المسلسل، تقراه كيف ما هو، بكل بساطة، من غير عقد تكسير راس (العباد اللي فيها مكفيها كيف ما يقول القايل)، و تفاعلت معاه بنفس البساطة زادة (و جل التعليقات هي رسائل، موجهو لأشخاص معينين او ليّ انا زادة بوصفي المدون اللي قاعد نكتب في الأحداث)، و يكون عيب عليك انك توصفهم بأصحاب السذاجة الفكرية القاتلة، لأنهم نتصور الكلهم عندهم حد أدنى م الثقافة الواجب على الأقل غحترامها
برد دمك... المسلسل عاملو متاع جو و فذلكة ليس إلا خويا العزيز.
نعاود نشكرك مرة اخرى ع الإهتمام متاعك... الله يحفظك و يخليك.
شكرا برباش على الرد
الحاجة إلي نحب نأكد عليها انني تناولت الموضوع أو حاولت بش نتناول الموضوع من جانب أدبي بحت وما هوش عيب كيف يكونو شخوص القصة موجودين كان في ذهنك وهذا واقع..تماما كيما فكرتي عليك هي فكرة وهمية ترتكز فقط على ما أتصوره أنا من خلال ما تكتبه ولا شيء غير ذلك..
le-non-dit هو إلي ما نعبروش عليه بصفة مباشرة وهي الفكرة إلي تزلق للمخ من غير ما تشعر بها ..والأفكار إلي تزلق مخطرة برشة..
الفكرة إلي زلقت للمخ هي الجمع بين الفن والشراب والالحاد في شكارة وحدة و إصدار حكم قيمة أقل ما يقال عنو :سطحي..
ثم علاش أنا نحتل موقع"البطل" في ذلك الأسبوع في حين فمة برشة ،برشة ابطال كلامهم عبارة على ردان فمابالك كيف يردو بالحق؟ عدم تقاسمك لافكاري ماهوش موجب باش تعطيني "طريحة" افتراضية بعيدة برشة على الادب وكان بالامكان خلق نقاش وسط الحومة عوض الخنيفري المتخفي..
تقول في الرد :ينطلق البرباش (اللي هو انا) في كتابة احداث المسلسل ليؤكد ان جميع احداثو هي من نسج الخيال
وبعدها بشوية تقول:نظن أني دائما نفسر لكل مين يسألني انو حكاياتي واقعية، نحكي فيها كيف ما صارت،" ؟؟
الحقيقة ما فهمتش ؟لكن أنا متأكد إلي هذا ما هوش تناقض ونخليلك الفرصة باش توضح رأيك..
موقفك من الدين والدولة وإلي هو مربط الفرس هو إلي ناقشتو أو حاولت نفصلو على أحداث الحومة على خاطر في آخر الأمر أعتقد أن ذلك هو الهدف من الأدب :تمرير أفكار
وهذه الأفكار خاضعة للنقد كاي فكرة موش مولها هو المشكل..وصاحب الفكرة (الكاتب) مدعو إلى الدفاع على النص متاعو أي فكرتو ..كما يحدث في أي مكان..أنا مانيش فاهم فين المشكل؟
بخصوص التعاليق البعض منها أتى في شكل" تشفي" ما ناقص كان باش يزغرطو وكأنهم عندهم مشكل شخصي معايا؟؟ وباش نكون واضح معاك نقصد في تعليق واحد..
أرتيكولي...
المسلسل هو اللي احداثو من واقع الخيال، عفوا، الواقع الإفتراضي
الحكايات متاع مدونتي، تبربيش و حكايات فارغة، هوما الحكايات الحقيقية
ما ثمة حتى مشكل، وين ترى فيه المشكل ياخي؟
بالنسبة لحكاية كنت انجم، كنت انجم نعمل برشا حاجات، لكن هذاكة اللي صار
بالنسبة لمربط الفرس، ههههههه، صراحة نقولها و ما يهمنيش فيها طابت و إلا اتحرقت، مقتنع برأيي و لا يهمني معارضة البعض و موافقة البعض الآخر لي، و تونس بلادي مهما تكون الصفة اللي بش تكون علاها، ما حاجتيش بش ندافع على موقفي، لانو ما حاجتيش بش غيري يقتنع بيه (مانيش داعية و لا مبشّر) و كل واحد حر في أفكارو و معتقداتو
بالنسبة لحكاية التعليق، راك سبق و قلت بعض التعاليق، و ساهل ياسر انك تفرز التعاليق اللي ناقشت الحلقة، م الللي تحذثت في حاجات اخرى
دمت بكل الود، أرتيكولي
Enregistrer un commentaire