lundi 30 mars 2009

الشباب بين التنصير و التشريق




لفتت انتبهي تدوينة (هنا) تناول موضوع التبشير والتنصير في تونس وما لفت انتباهي أكثر هو الردود الواردة فيها..أردت من خلال هذه التدوين
ة إبداء رأيي في الموضوع.
إعتبر البعض حرية المعتقد يضمنها الدستور وأن عمرو خالد لا يختلف في شيء عن أي مبشر يعمل في تونس..
أعتقد: أن يتحول شخص من دين إلى آخر و من اديولوجية إلى أخرى فذلك أمر يهمه أما أن ترصد ملايين الدولارات وتوضع برامج لتغيير هوية بلدان باكلملها كأننا في بداية القرن التاسع عشر قبيل الحملات الاستعمارية فهذا لا يمكن إعتباره داخلا في باب حرية المعتقد وانما هو غزو ثقافي مبرمج خطير نعلم كلنا ما هى دوافعه.
الكاتب الجزائري رشيد بوجدرة قال: "أن الاستعمار عاد إلينا من جديد لكن هذا المرة دون أسلحة و بدون مدافع:لقد عاد إلينا لما انتصبت على أسطح المنازل أولى بربولات اللاقطة للبرامج التلفزية".
كيف يمكن أن نصد هذا الهجوم الصوري (من صورة) والذي لا يمكن لابناءنا أن يستوعبوه دون مقارنة.؟كيف لقنواتنا الوطنية أن تجابه هذا الغزو ؟
إن هشاشة وضعنا الثقافي والاجتماعي والسياسي والاقتصادي يجعلنا لقمة سائغة للذئاب العاوية سواء كانت من الشمال أو من الشرق!
المواطن في تونس ليس في حاجة إلى دين جديد يصلب عليه مرة أخرى ولا إلى أمواج سلفية قادمة من الشرق في شكل دروس عمرو خالد أو فتاوي القرضاوي ..
لقد تعرفت على بعض الشباب التونسي (في تونس وفي إيطاليا ) ممن تحول إلى المسيحية واستمعت إليه :نفس خطاب الذين يستمعون إلى عمرو خالد !!! لا فرق على الاطلاق، فقط إختلاف في المفردات..
لا شك ان في ذلك إشارة أننا نعيش ازمة هوية قاتلة، وهؤلاء الشباب يبحثون عن اجوبة لاسئلتهم الحائرة : لماذا نختلف عنهم إختلاف الليل والنهار؟؟ لماذا هم أحسن منا في كل شيء؟؟ لماذا نستورد ما ينتجون و نصدر ما تنتج الأرض؟؟
إعتقد البعض أن السبب دينيا :

1- لاننا تخلينا عن ديننا ----> الحل : الرجوع إلى الشرق

2 _ لان ديننا الاسلام هو السبب-----> الحل : نستورد دين الشمال

إننا أمام وجهان لعملة واحدة :أزمة تخبط الهوية !
وأعتقد أنه أحسن ال
سبل للحصول على اجوبة لأسئلة مشروعة هي الحرية والمزيد من الحرية !!
المواطن في تونس في حاجة إلى الحرية، الحرية الحقيقية، السياسية والثقافية والاجتماعية لكي يتمكن الشباب من التعبير بكل حرية عن أرائه.والحرية هي الضامن للابداع :الابداع في إيجاد الحلول لمشاكلنا الحقيقية.
و النخب المثقفة التونسية قادرة، لو تمتعت بالحد الأدنى من الحرية من اعطاء البديل لتروي به هذا العطش الفكري. و
من تبيان زيف الحلول المستوردة من أي جهة كانت.
أما أن نلعب مع الشباب لعبة القط والفأر وندس له السم في "الحلول" لمشاكله الاجتماعية والاقتصادية والثقافية فهذا عين الانتهازية الدينية


Photo : ART.ticuler
.

14 commentaires:

Ignescence a dit…

Le problème identitaire ne peut se poser sans ce vide culturel:
- Théatre: Rien
- Cinéma: Nada
- Livres: Niet
- Clubs: soit le foot soit les cafés
- Séminaires: Tu rigoles?
- ...etc.

Forcément, on essaye de combler ce vide avec des envies d'appartenance à un groupe qui pourrait nous apporter un plus. D'autant que notre identité est saccagée par nos propres responsables avec un cour par parcours scolaire qui évoque l'indépendance et ses acteurs et finalement une fête de l'indépendance de plus en plus marginalisée.

عبرات، ألم و أمل a dit…

شكرا جزيلا على هذا التحليل.
بكل ود رغم كل الإختلاف.

Hamadi a dit…

موافقك في الحرية ألف في الميا أما زادة شوية مسؤولية و برشة علم و عمل

Ghoul a dit…

الحرية مش هي الحاجة إلي ماش تقبلها الاديان

قريتش تعليق عمروش على نفس الصفحة؟

ART.ticuler a dit…

@Ignescence
الفراغ الثقافي هو زادة تعبير على ازمة وكأننا في حلقة مفرغة : ازمة تؤدي إلى فراغ و فراغ يساهم في الأزمة ..نحن في أشد الحاجة إلى طاقات و أفكار جديدة باش نخرجو من الدائرة المفرغة وهذا يطلب حرية وكيف نقول حرية لا أقصد الحرية السياسية فقط بل حرية الفرد بينو و بين روحو ..عندما يتحرر الفرد من الداخل ويأخذ مسافة من كل الأفكار والأراء ويقرر وحدو فين يحب يوصل وقتها نخرج شيئا فشيئا من الدائرة الشيطانية كما يقول الألمان..
شكرا على المرور
@ألم وعبرات..
شكرا على المرور
@حمادي
العلم والعمل هو نتاج رؤية من داخل كل إنسان فينا للعالم والحياة ..بعبارة أخرى الواحد لازم يفهم روحو شكون ،وفين ماشي واش يحب..وهذا الكل يتطلب حرية بالمفهوم إلي حكيت عليه الفوق..
ألمانيا بعد الحرب سويت بالارض..ونهضت من جديد ليس لان الشعب الألماني شعب "خدام" فتلك هي النتيجة وليست السبب ..السبب حسب رأيي هو أن هذا الشعب يعرف ماذا يريد ويعرف من هو..
شكرا على المرور

Bel Malwene a dit…

Je partage exactement ton avis !! mochkelna mech fel dine !! mochkelna fel mokh !! mokhna messkine tellement makhnou9 w mkabel line te9ta3 3alih el nfass !! ma3ach ynajem ykhamem !! nssa chnawa ma3naha 7orria !! tawa wala 3andna barcha amkhakh ! b ana mokh lazem nkhamem ?? bech el boulisse ma ychednich w bech baba ma yetghachech w el haj jarna ma ykaffernich w weld 3ami el chouyou3i ma yssebnich .. etc etc ... !!

ART.ticuler a dit…

@ghoul
لقد قرأت ذلك تعليق بعد أن لفت نظري إليه ..ومثل هاته المواقف هي التي تجعل البعض يذهب إلى البحث عن دين جديد..و لو أنه في الحقيقة لا يبحث عن دين بل عن اجوبة معقولة لمشاكله الاجتماعية و الثقافية و الاقتصادية..
للاسف لازلنا نتعامل مع الانسان بمنطق الجزاء والعقاب كطفل صغير..
شكرا على المرور

ART.ticuler a dit…

أهلا بالملون
بالفعل بالملون العقل لدينا في حاجة إلى ألوان ..لقد كرهنا هذه الصورة بالابيض والأسود :يا معانا و إلا ضدنا ؛-) شكرا على المرور

لاعب النرد a dit…

تحليل رائع، خاصة ما تعلق بأسباب هذا النوع من الهروب الى الوراء أو الى (الشمال)ـ

ART.ticuler a dit…

أهلا لاعب النرد
لقد شجعتني على العودة إلى الكتابة :-) لذلك اهديتك تدوينتي السابقة..
شكرا على المرور

tunisianblogger a dit…

@ art.ticuler:

شكرا على التّحليل! تدوينة فيها برشة كلام معقول رغم بعض الاختلافات...

ART.ticuler a dit…

لو لم نكن نختلف لوجدت في البلوغسفير مدونة واحدة !:-)
شكرا علق المرور

Ignescence a dit…

@ART.ticuler: Je suis d'accord que c'est un travail de détachement des préjugés et de tout ce qui en découle pour aspirer à atteindre l'Empire des anges de Werber. Cependant, tout le monde n'est pas Michael Pinson pour pouvoir se retrouver dans une situation critique qui le pousse à remettre sa sagesse en question. On est plus des terriens qui ont besoin de cet ange gardien qui nous guide sur la voie de la lumière car, même en traversant les plus rudes des expériences, nous manquons de bagage pour pouvoir tracer et suivre notre propre chemin. Cet handicap est dû, surtout, à cet environnement de démagogie à effet de serre qui étouffe toute idée clairvoyante qui essaye de fleurir. Entre un système éducatif qui agonise, le lavage de cerveau et les tentatives de stéréotyper et de conformer les cultures et les peuples, médiatiques, et la paresse institué par la technologie de confort de paresse, il sera, presque, impossible d'espérer un quelconque changement et ce "presque" c'est par optimisme que je l'ai ajouté.
PS: c'est un plaisir de passer par ce coin faire une cure de désintoxication des idées pourries qui m'étouffent chaque jour.

ART.ticuler a dit…

@ ignescence
بعض التعاليق تكون أكثر جمالا والماما من و بموضوع التدوينة..وتعليقك مثال على ذلك .اقترح عليك نشره في شكل تدوينة مستقلة مع حذف ملاحظتك الأخيرة التي اعتز بها وأشكرك عليها :-)
شكرا على المرور

Enregistrer un commentaire