... عدت وجلست على أحدى الكراسي وكان مصطفى يجلس على حافة السرير ..ذلك كل ما يؤثث أحدى الغرفتين اللتين يتكون منهما هذا البيت بشكله الهندسي العتيق إضافة إلى مطبخ صغير فيه درج يؤدي إلى السطح..
البيت الآن خلى تماما أو يكاد من الأثاث ..انتقل مصطفى مع عائلته إلى حي سكني أكثر رفاهية وأحدث تاريخا.. ماذا نفعل بالتاريخ إن كانت الجغرافيا ستخنقنا ؟
قبل فتح العقدة الاولى مرت ذكرى بخاطري دون سابق اعتذار..
قبل ما يزيد عن العقدين من الزمن كنا شلة من الشباب وضعنا العالم بين دفتي كتاب.. وعندما تزوج مصطفى خولة التي كانت أيضا من الشلة, إختارا أن يسكنا في هذا البيت العتيق الذي ورثه مصطفى عن أبيه..
لم يكن البيت في حالة تسمح بالسكن أو المساكنة ..رائحة الرطوبة في كل ركن منه ..وآثار تسرب للمياه على الحيطان حتى أنه يكفي أن تمرر يدك على الحائط كي تتساقط القشرة الخارجية ويثور الغبار..ثم أن مشكلة البيت الكبرى أنه يفتقد إلى أي شباك ينفذ إلى الخارج فقط فتحة في وسطه تفضي إلى السماء وباب قبلي.. لكن ما شجعنا على ترميمه هي الحجارة التي يتكون منها .. رصفت بعناية ..أو هكذا بدت لنا باعيننا التي تحن إلى كل ما هو عتيق وبالتالي يبدو لنا جميل..
عرض الحائط يزيد عن نصف متر، بني في زمن لم تكن فيه الحسابات و التقشف من صنف العلوم..
لم يكن هنالك ما يكفي من المال لهدم البيت وإعادة بنائه لنتخلص من عاهة الرطوبة التي اصابت أساس البيت..وأثرت على جدرانه ..كل ما كان معنا، العزيمة والكثير من المثل ..
قلنا نزيل كل ما أضيف إلى البيت في فترات لاحقة ولا تمت إلى أصله.. و فعلنا..
اصبحنا نرى البيت عاريا كما ولده البناؤون القدامى..وانطلقنا...
كنا نعمل بكل جهد يمن به علينا ايماننا ... كانت فرصة واقعية لنطبق فيها مثلنا وتصوراتنا في الهندسة والفن و نظريات أخرى لم أعد أذكرها تفرق بين الانسجام و التناسق في الألوان والبشر..كنا نريد بيتا جديدا يترجم ثورية افكارنا مع المحافظة على شكله الهندسي.. ربما تخيلنا أننا بصدد إعادة بناء البلاد برمتها ..
قام مصطفى بعزل الحائط الشرقي الذي اصابته الرطوبة أكثر من غيره بعازل من البلاستيك ..رخيص الثمن وفعال ..ثم أسدل على الحيطان أقمشة تونسية عتيقة ..
بعضنا قام بفتوحات، ليست كالتي قام بها المسلمون الأوائل،لكن مجرد نوافذ صغيرة في الغرف تفضي إلى وسط الدار لاحداث تيار هوائي لانعاش الهواء ..
واخترت أنا باب الدار لبعث الروح فيه من جديد..قمت بازالة الطلاء على الحجارة العتيقة المحيطة بالباب وأتساءل دائما أي ذوق هذا الذي يفضل الالوان الاصطناعية على الألوان الطبيعية ؟ ثم اعدت الحجارة إلى وضعها المستقيم..
عندما خلعت الباب عن مكانه أتى مصطفى من اقصى البيت يجري.. !
كيف العادة يتبع
البيت الآن خلى تماما أو يكاد من الأثاث ..انتقل مصطفى مع عائلته إلى حي سكني أكثر رفاهية وأحدث تاريخا.. ماذا نفعل بالتاريخ إن كانت الجغرافيا ستخنقنا ؟
قبل فتح العقدة الاولى مرت ذكرى بخاطري دون سابق اعتذار..
قبل ما يزيد عن العقدين من الزمن كنا شلة من الشباب وضعنا العالم بين دفتي كتاب.. وعندما تزوج مصطفى خولة التي كانت أيضا من الشلة, إختارا أن يسكنا في هذا البيت العتيق الذي ورثه مصطفى عن أبيه..
لم يكن البيت في حالة تسمح بالسكن أو المساكنة ..رائحة الرطوبة في كل ركن منه ..وآثار تسرب للمياه على الحيطان حتى أنه يكفي أن تمرر يدك على الحائط كي تتساقط القشرة الخارجية ويثور الغبار..ثم أن مشكلة البيت الكبرى أنه يفتقد إلى أي شباك ينفذ إلى الخارج فقط فتحة في وسطه تفضي إلى السماء وباب قبلي.. لكن ما شجعنا على ترميمه هي الحجارة التي يتكون منها .. رصفت بعناية ..أو هكذا بدت لنا باعيننا التي تحن إلى كل ما هو عتيق وبالتالي يبدو لنا جميل..
عرض الحائط يزيد عن نصف متر، بني في زمن لم تكن فيه الحسابات و التقشف من صنف العلوم..
لم يكن هنالك ما يكفي من المال لهدم البيت وإعادة بنائه لنتخلص من عاهة الرطوبة التي اصابت أساس البيت..وأثرت على جدرانه ..كل ما كان معنا، العزيمة والكثير من المثل ..
قلنا نزيل كل ما أضيف إلى البيت في فترات لاحقة ولا تمت إلى أصله.. و فعلنا..
اصبحنا نرى البيت عاريا كما ولده البناؤون القدامى..وانطلقنا...
كنا نعمل بكل جهد يمن به علينا ايماننا ... كانت فرصة واقعية لنطبق فيها مثلنا وتصوراتنا في الهندسة والفن و نظريات أخرى لم أعد أذكرها تفرق بين الانسجام و التناسق في الألوان والبشر..كنا نريد بيتا جديدا يترجم ثورية افكارنا مع المحافظة على شكله الهندسي.. ربما تخيلنا أننا بصدد إعادة بناء البلاد برمتها ..
قام مصطفى بعزل الحائط الشرقي الذي اصابته الرطوبة أكثر من غيره بعازل من البلاستيك ..رخيص الثمن وفعال ..ثم أسدل على الحيطان أقمشة تونسية عتيقة ..
بعضنا قام بفتوحات، ليست كالتي قام بها المسلمون الأوائل،لكن مجرد نوافذ صغيرة في الغرف تفضي إلى وسط الدار لاحداث تيار هوائي لانعاش الهواء ..
واخترت أنا باب الدار لبعث الروح فيه من جديد..قمت بازالة الطلاء على الحجارة العتيقة المحيطة بالباب وأتساءل دائما أي ذوق هذا الذي يفضل الالوان الاصطناعية على الألوان الطبيعية ؟ ثم اعدت الحجارة إلى وضعها المستقيم..
عندما خلعت الباب عن مكانه أتى مصطفى من اقصى البيت يجري.. !
كيف العادة يتبع
3 commentaires:
شدّ هاك الحيط لا يطيح
:)
نسمع بيها لين ريتها
mat9olich na7it lbéb hadit l7it !! :)
bon jattend la suite !
فتحة في وسطه تفضي الى السماء: كوّة
بيت جميل لو تركته في حاله، انت وصديقك
نص جميل او تركته انا في حاله
Enregistrer un commentaire