صار به سكان جدد لم أرهم من قبل ..لم يعرفوني ..كنت مختبئا وراء تجاعيد وجهي..
يا صديقي ،ماذا أقول لك..لقد وضعوا أيديهم على مقبض الباب، و على ستائر الشباك، وذبحوا قطة البيت الوحيدة..
طردوا الذاكرة من أزقة الحارة القديمة ..واشعلوا النيران في أشجار الزيتون و وجوههم يعلوها سواد الفحم النيء .. كل الذكريات الجميلة أصبحت وقودا للنسيان..
حتى عباد الشمس لم يعرفني و إستدار يبحث عن نجم بعيد .. وأديم الأرض من تحت أقدامي تغير لونه.. و شكى لي الجفاف رغم هطول المطر ..
يا صديقي، كل أصدقائنا كبروا أو هرموا ،هاجروا أو تركوا البلاد، خانوا أو ارتدوا..عطشوا أو صاموا.. إلا الوطن بقي طفلا بريئا يلهو في أزقة الروح العتيقة ..
ههنا تونس البساطة ..وهنا روائح الغلال البريئة..وعند المنعطف تلتقي ببسمة "عم لمين" بائع الحلوى .. و هناك في المنحدر تسابق مركبتك الخشبية المصنوعة على عجل، الريح..
يا صديقي أين الذهاب ؟ وكل بلاد العالم ملئت بافكارها وأحزانها ؟
4 commentaires:
تأبين على عجل
جعلت الوطن فداك
أينما ولّيت وجهك فذاك هو الوطن و تلك عي أرضك و عزتك، فما يساوي الوطن شيئا بدوننا
ضاع من قدمي الطريق وكاد أن يضيع الوطن لولا أصدقاء السوء مثلك ومثل الفررر و غيركم كثير :-)))
Enregistrer un commentaire