كنا نستمع إلى آخر مقطع من أغنية فيروز حين طرق الباب ..قام صديقي لفتحه ومكثت استمع ماذا تقول لي فيروز..لي وحدي...لو تركت المكان لصمتت ..هل يمكن أن تغني فيروز و لا أحد يسمعها ؟؟
قالت لي في آخر كلامها
متل السهم الراجع من سفر الزمان
قطعت الشوارع ما ضحكلي انسان
كل صحابي كبروا واتغير اللي كان
صاروا المر الماضي وصاروا دهب النسيان
ياورق الاصفر عم نكبر عم نكبر
الطرقات البيوت عم تكبر عم تكبر
بتخلص الدني ومافي غيرك يا وطني
ياوطني يا وطني
بتضللك طفل صغير...
..عندما تحدثني فيروز أشعر انني طفل صغير ...
في توافق توقيتي غريب دخل صديقي مع ضيفه تماما عندما ارتفعت الأبرة عن الاسطوانة ..يصير صوت فيروز احلى حين تنقش الابرة نبرة صوتها على الأسطوانة في شكل دائري..لا متناهي..الآلات الحديثة لا تعجبني ..
تبهرني للحظة.. ..لحظة واحدة، كفتاة عصرية ثم سرعان ما تفقد افتقادي لها ..
قال السلام..فأعدت عليه ما قال...تدخل مصطفى صاحب البيت في هذه اللحظة وقال :أقدم لك طهورة، ولد الحومة وصاحب تاكسي 69 ..يوقفها دائما في رأس النهج ..
أن يقدم لي صديقه فهذا أمر معقول بل ومقبول أيضا... أما أن يقدم لي عربته ورقمها و أين تحط الرحال بعد أن تجوب المدينة من اقصاها إلى اقصاها ..فهذا أمر استغربه ..
الحقيقة لا استغربه كثيرا ...عندما نعجز عن فهم كل ما يحيط بنا من امور تبدو لنا غير معقولة ننتهي في أخر المطاف بقبولها و إستيعابها دون أي تحفظ.. بل نحاول أحيانا أن نبررها هكذا..بكل بساطة ..و ما المانع؟.. البعض يطلق على هذه الحالة إسم المساكنة السلمية ..أي بلغة أكثر بساطة أن يتساكن المعقول واللامعقول, الشيء وضده جنبا إلى جنب دون صراع أو جدل أو حتى شعور بالذنب..
يكفي أن تفتح الجريدة... صفحة أخبار المهرجانات تعانق صفحة صور لجثث سحبت من انفاق غزة ..في الصفحة الموالية للحكومة.. نشاطها، يقابلها تماما صفحة صدى البحار ..شباب ترك أحلامه في قاع البحر و لفظته الأمواج زبدا على رمالها.. كل الأشياء تساكن اضدادها في سلام وهدوء ... حتى الصفحة الأخيرة تجد ركن حظك اليوم إلى جانب ركن البقاء لله ..
ما الغريب في ذلك؟
تبهرني هذه القدرة العجيبة للحبر حين يحافظ على هدوء سواده فوق بياض الصفحة دون أن يتحول إلى رماد ..
ربما ذلك الذي أوحى إلى بفكرة, لن أبوح بها, جعلتني أشعر براحة نفسية مهما اختلفت وتناقضت صور الحياة..ضجيج أطفال يمرحون.. و رؤوس خرفان شوهت بالنار وعلقت عند باب جزار ..لم يعد يثيرني ذلك...معلم أثري عتيق طلي بمادة السورفاسار..لا يهم..ابتسم و أمر من تحته.. لا شيء قادر الآن على إثارة مشاعري ..وأشعر براحة داخلية لن أفشي بسرها لاحد... أصبحت لدي مناعة قوية تجاه حالة اللاانسجام الفطري التي تصيب المجتمعات الطفيلية..
إنهارت هذه المناعة فجأة لما إختلط في ذهني حضور سائق التاكسي بصوت فيروز..
عادة يتبع في العادة
قالت لي في آخر كلامها
متل السهم الراجع من سفر الزمان
قطعت الشوارع ما ضحكلي انسان
كل صحابي كبروا واتغير اللي كان
صاروا المر الماضي وصاروا دهب النسيان
ياورق الاصفر عم نكبر عم نكبر
الطرقات البيوت عم تكبر عم تكبر
بتخلص الدني ومافي غيرك يا وطني
ياوطني يا وطني
بتضللك طفل صغير...
..عندما تحدثني فيروز أشعر انني طفل صغير ...
في توافق توقيتي غريب دخل صديقي مع ضيفه تماما عندما ارتفعت الأبرة عن الاسطوانة ..يصير صوت فيروز احلى حين تنقش الابرة نبرة صوتها على الأسطوانة في شكل دائري..لا متناهي..الآلات الحديثة لا تعجبني ..
تبهرني للحظة.. ..لحظة واحدة، كفتاة عصرية ثم سرعان ما تفقد افتقادي لها ..
قال السلام..فأعدت عليه ما قال...تدخل مصطفى صاحب البيت في هذه اللحظة وقال :أقدم لك طهورة، ولد الحومة وصاحب تاكسي 69 ..يوقفها دائما في رأس النهج ..
أن يقدم لي صديقه فهذا أمر معقول بل ومقبول أيضا... أما أن يقدم لي عربته ورقمها و أين تحط الرحال بعد أن تجوب المدينة من اقصاها إلى اقصاها ..فهذا أمر استغربه ..
الحقيقة لا استغربه كثيرا ...عندما نعجز عن فهم كل ما يحيط بنا من امور تبدو لنا غير معقولة ننتهي في أخر المطاف بقبولها و إستيعابها دون أي تحفظ.. بل نحاول أحيانا أن نبررها هكذا..بكل بساطة ..و ما المانع؟.. البعض يطلق على هذه الحالة إسم المساكنة السلمية ..أي بلغة أكثر بساطة أن يتساكن المعقول واللامعقول, الشيء وضده جنبا إلى جنب دون صراع أو جدل أو حتى شعور بالذنب..
يكفي أن تفتح الجريدة... صفحة أخبار المهرجانات تعانق صفحة صور لجثث سحبت من انفاق غزة ..في الصفحة الموالية للحكومة.. نشاطها، يقابلها تماما صفحة صدى البحار ..شباب ترك أحلامه في قاع البحر و لفظته الأمواج زبدا على رمالها.. كل الأشياء تساكن اضدادها في سلام وهدوء ... حتى الصفحة الأخيرة تجد ركن حظك اليوم إلى جانب ركن البقاء لله ..
ما الغريب في ذلك؟
تبهرني هذه القدرة العجيبة للحبر حين يحافظ على هدوء سواده فوق بياض الصفحة دون أن يتحول إلى رماد ..
ربما ذلك الذي أوحى إلى بفكرة, لن أبوح بها, جعلتني أشعر براحة نفسية مهما اختلفت وتناقضت صور الحياة..ضجيج أطفال يمرحون.. و رؤوس خرفان شوهت بالنار وعلقت عند باب جزار ..لم يعد يثيرني ذلك...معلم أثري عتيق طلي بمادة السورفاسار..لا يهم..ابتسم و أمر من تحته.. لا شيء قادر الآن على إثارة مشاعري ..وأشعر براحة داخلية لن أفشي بسرها لاحد... أصبحت لدي مناعة قوية تجاه حالة اللاانسجام الفطري التي تصيب المجتمعات الطفيلية..
إنهارت هذه المناعة فجأة لما إختلط في ذهني حضور سائق التاكسي بصوت فيروز..
عادة يتبع في العادة
4 commentaires:
العنوان، فيه بعض الغرابة
الغريب ليس العنوان بل أن تعي ذلك بعد أن تقرأ كامل النص و عندها لم يعد للعنوان من أهمية أو مكان
je crois que tu es entrain de nous illustrer et prouver l'absurdité de la vie....et à cette stade je me rapelle de la musique de "ZORBA"...:-)(nour el houda)
الحياة ليست عبثية كما قلت..وإسأل زوربة ..لكن تعاطينا معها ربما هو العبثي ..شكرا على المرور
Enregistrer un commentaire