vendredi 3 septembre 2010

عباس يفقد صوابه مرة ثانية 2

من حسن حظ عباس أنه لم يعد محور إهتمام حرفاء الجامع.. انصرفوا عنه إلى أمور أخرى وحسابات أخرى.. يدخلون الجامع فيبيعون ذنوب يومهم ويجنون حسنات مضعفة ويتبادلون الأحاديث وآخر ما صدر من قوانين الفتاوي.. جلبة وغوغاء بعد كل صلاة كبورصة الأوراق المالية.. في مدخل الجامع علقت سبورة خضراء عليها ورقة تحمل أرقاما و أسماء لمتبرعين.. غريب أمر الانسان،لماذا كلما تشكل في مجموعة إلا و بحث احدهم على تزعمها ثم طالب بالمال في شكل هبة أو تبرعات أو اداءات على القيمة المضافة .. مضافة إلى ماذا؟..

كلما نزلنا إلى أسفل السبورة قلت الأرقام على يمين الفاصلة.. لو رتبت الأسماء حسب التاريخ لكان بالامكان رسم خط بياني لصعود الأسهم ونزولها لكن ترتيبها حسب المبلغ المتبرع به أعطى هذا الشكل الهرمي.. يذكرني هذا الشكل بالقبيلة،شيخها الهرم فمساعديه ثم رعاع القبيلة وفي الأسفل مجانينها ...

إلى جانب قائمة الأسماء علقت ورقة أخرى صغيرة كتبت بخط اليد على عجل :

بسم الله الرحمن الرحيم

أخي المسلم

إن شراء مصحف من السعودية و وضعه في المسجد النبوي (10000 حسنة)

أو في الحرم المكي( 100000 حسنة) وذلك بارسال ثمن المصحف مع أي.. للمزيد من الارشادات...

مر عباس أمام باب الجامع وتردد قليلا في وضع قدمه اليسرى خلف عتبة الباب .. القدم اليسرى وحدها لا تكفي ..هم برفع اليمنى .. رفعها قليلا وإنحنى بجسده نحو الداخل .. قدمه اليمنى لا تزال خارج الباب .. فوووووت !!... جسم ما إرتطم بالحائط .. إذهب يا كلب.... يبدو أن البعض لم ينس الشيطان الذي يسكن عباس في الطابق الثاني .. عاد عباس إلى الوراء ..أعاد قدمه اليمنى إلى الأرض ثم سحب جسده إلى الخلف وجذب قدمه اليسرى إلى خارج الباب ثم إستدار وفي لمح البصر غاب.. هذا بطبيعة الحال عندما نضغط على زر التشغيل البطيء لكن في واقع العين تم كل هذا في لمح بصرها.. ما تراه العين ليس إلا خلاصة مقتضبة للواقع .. فمثلا... (---------) يلتفت عباس خلفه يرى فردة القبقاب التي ضرب بها تعود في الأتجاه المعاكس ثم... (--------------) فمثلا لو كنا نرى العالم من حولنا كما تراه الكلاب لما رأينا الأحمر والأخضر ..عالم قريب من الأبيض والأسود .. ولا اصابتنا القناعة بان أصل الأشياء غياب هاته الألوان .. (------------)... تسقط في نفس المكان الذي كان فيه عباس يحاول الدخول.. لو بقيت هناك لنزلت فوق رأسي تماما .. قال عباس راوغت بالقدر أمام باب القضاء ! ثم عاد والتقط أزهاره التي سقطت ... يتبع


0 commentaires:

Enregistrer un commentaire