jeudi 16 septembre 2010

ليلى أندلسية

قالت أعشق موسيقاكم .. أرقص دون دون ملل .. ينادي شيئا ما بداخلي حين أسمع الموسيقى العربية .. فناديتها ذات عشاء .. قليلا من روائح الشرق الماكرة وموسيقى لفك أسارير الوجه .. حدثتها عن الفن والشعر وأشياء أخرى لم أعد أذكرها .. وحدثتني عن أحلامها الواقعية جدا.. قالت اعبر عنها بالرقص .. حين أرقص أعيش حلمي ..

ماذا تشربن؟ لاشيء، قالت .. ناولتها الكأس.. ملئت بالشيء .. ضحكت فضحك الشيء .. انتهت الجهة الاولى من الاسطوانة وانتصف الكأس .. أريد أن أرقص ..غيرت إسطوانة جديدة ورقصنا ..

ما يثيرني في الأسطوانة القديمة هي تلك الخشخشة الخفيفة المصاحبة عند الدوران .. إنه صوت الزمن ..

لم أعد أذكر كم رقصنا ولا كم مرة قلبت الأسطوانة .. رائحة البخور تملاء ارجاء الغرفة .. وصوتها القريب من أذني، نغمة تسللت من الصحن الدائر حول نفسه.. صوتها ..خشخشة الجهاز.. إعترافاتها الصغيرة.. مهمهتها..

وضوء الشمعة الوحيدة التي تزداد اضاءة كلما غاص ضوء النهار خلف الأفق..

كل هذا ثم اضافت ..شيئا ما فيك يناديني منذ قرون .. من يعلم قد يكون جدي جار لجدك منذ أربعة قرون في ضواحي قرطبة .. ابي يقول أن لدينا جذور عربية في العائلة.. قلت دعني أشم رائحتك.. أنا أعرف رائحة عائلتنا جيدا..

مدت لي رقبتها الطويلة.. هذا الجيد لا يمكن أن أترجمه إلى أي لغة .. هذه الرائحة أعرفها.. غبت في زمن قديم.. وغبنا في لحظتنا الراهنة .. علمتني ليلى الرقص وعلمتها إيقاعي..

و ذاب الثلج من قمم جبال البيريني..



0 commentaires:

Enregistrer un commentaire