dimanche 5 septembre 2010

عباس يفقد إسمه إلى الأبد 3

تتالت زيارات عباس بين أوقات الصلاة إلى الجامع تفاديا لملاقاة المصلين.. وتتالت ضربات القبقاب على الحائط ... تبين فيما بعد أن الحاج التهامي الذي تفرغ للاعتناء بالجامع تفرغ أيضا لزيارات عباس الفجئية ليتصدى لها بالرجم القبقابي.. ومن باب إتمام المهمة على الوجه الأكمل يختم عملية الرجم بهذه الجملة "إذهب يا كلب من هنا... جرب أرجع

تكررت العملية أمام أعين أولاد الحومة العاطلين عن العمل أكثر من مرة حتى اطلقوا على عباس إسم الهارب ثم تحول إسم الهارب إلى الهامل في مرحلة أولى قبل أن يرسو أخيرا على الحارم.. كالبيضة التي فسدت لاسباب أعود إليها لاحقا قبل مغيب الشمس..

للغة أيضا قوانينها ولا تقبل الأسماء الجاهزة.. تفضل غلالها على اغلالها.. بل تفرض دائما أن تمر الألفاظ عبر صيرورتها.. فليس إختيارا رسى اللسان على إسم الحارم بل لاشعوريا لما تحيل إليه كلمة الحارم من الفعل الحرام الذي قام به عباس.. بدت لي العلاقة جلية و إن تنكرت في الاستعارات.. أنا الذي أمسكت باللغة أكثر من مرة تراود اللاشعور وتنام معه كل ليلة وتنجب الفاظا يتباهى بهم الشعور في النهار على أنهم أبناءه...

يقول محضر الشرطة أن الدجاجة اقامت علاقة غير شرعية مع الديك الهارب وباضت بيضة فاسدة وقع رشقها بالحجارة في الساحة العامة فانشقت قشرة البيضة وانتشرت رائحة نتنة في كل ارجاء المكان.. وإختلف الناس في أمرها.. فمنهم من قال أدفنوها في التراب قبل أن تفقس تماما.. ومنهم من أفتى بجواز بقائها شريطة أن يقع لفها في رداء أسود مخافة إغراء بقية الديكة.. وجاء من أقصى المدينة رجل قال تلك البيضة نتجت عن علاقة الحرام فهي بيضة حارمة

واختتم المحضر بتاريخه وإمضاء الطرفين

لم يكن للحارم أي دور في إختيار إسمه الأول الذي اطلقته عليه أنا في هذه القصة ولا إسمه الثاني الذي اطلقه عليه أولاد الحومة..العاطلون عن العمل.. ولم يكن له أي دور في فقدان صوابه .. لم يكن له أي دور سوى أن الصدف .. يتبع

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire