dimanche 5 septembre 2010

الحارم يروي قصة هروبه4

غير أن الصدف، أي إلتقاء المستبعد مع الممكن، رمت بالحارم أمامي بعد إن ارتطم رأسه بقضيب حديدي كان يتدلى، من "مرمى" لم تنته منذ عشرون سنة.. فقدانه لعقله لم يغير من إيمانه شيئا لكنه أصبح أكثر جرأة .. تخلص من الخوف حين يتحدث عن الله وتعامل معه على أنه صديق لا يمكن أن يكون راجم نساء ولا قاطع رقاب

لم تكن هذه العلاقة الجديدة للحارم مع ربه مبنية على إعمال لعقل فقده بطبعه ولا تبعا لتأملات في الحياة تتجاوزه بل ربما كان غياب العقل بالذات هو السبب في تحرره من سلطة المقدس .. إن العقل يقيدنا سواء في حضوره أو حتى في غيابه ..

أسر لي الحارم في إحدى لقاءاتنا السرية أن هذا الكلام صعب قوله وسط القصة ولا مبرر له.. ثم استحلفني أن لا اجعله يقول ما لا يشعر به .. أو أن يشعر بما لا يمكن التصريح به.. هكذا كان اتفاقنا لما تركته يوم السقوط المشهود يفر إلى الصومعة

لم يخرج الحارم يومها من الحائط كما سرى القول.. ولا خالف المقدس قوانين الطبيعة .. فقط لعبت الصدفة دورها، أي إلتقاء المستبعد مع الممكن ، .. كان مستبعدا أن يجد الحارم له وهو داخل الصومعة مخرجا لكن كان من الممكن أن يجد فتحة صغيرة تؤدي إلى سطح الجامع خرج منها "مستسلما لصواب قلبه

من بهو الجامع، صاح بي الحاج التهامي وفي يده فردة القبقاب :" هذه ليست عبارتك يا سارق.." قلت له يا حاج التهامي هل أنت في حاجة، عندما تقرأ سورة الاخلاص، أن تقول أنها من القرآن ؟ لم يجبني الحاج كعادته ولم أشأ أن أطيل معه الحديث كي يتمكن الحارم من الهروب ..

بمجرد أن إستدار الحاج التهامي، إلتفت لي الحارم وسألني: كيف ستخرجني من هنا ؟ قلت : إقفز في الهوى !

حين قفز من فوق سطح الجامع إلى السطح المقابل العائد لمحل كراء لوازم الأفراح ، كان يعبر في الواقع زنقة طويلة لكنها قليلة الاتساع تفصل الجامع عن المكتبة الوحيدة في الحومة .. تماما وسط القفزة ضغطت على زر التوقيف فوجد الحارم نفسه ومن تحته الفراغ .. إرتعد في الأول وكاد يسقط و يستعيد ربما صوابه لو لم أسرع واضغط على زر التشغيل مجددا.. أافف.. مالا خدمة معاك" قال لي الحارم.. ثم واصل فراره.. يتبع



0 commentaires:

Enregistrer un commentaire