ولم تضف شيئا ثم دخلت إلى ركن من البيت و سحبت من بين الأواني معجنة من الصفيح المطلية بقشرة رهيفة من مادة لامعة ووضعت فيها شيئا من الدقيق والملح وصبت عليهما قليل من الزيت ثم اضافت ماء دافيء وعجنت الكل.. أصبحت العجينة كتلة واحدة بين أصابع جدتي.. فلا هي ماء ولا هي زيت ولا هي دقيق ولا هي ملح.. بل هي كل ذلك وشيء آخرأكثر من كل تلك العناصر مجتمعة لا أعرفه لكن أعرف طعمه جيدا.. في الأثناء وكانت قد طلبت مني إعداد الطابونة، قمت بجمع بقايا شجيرات جفت وأغصان وخشب صناديق وكل ما هو قابل للاحتراق ومنتج للحرارة.. ثم أخذت جدتي شريط قماش من كيس فارغ أتى به جدي، رسم عليه نجوم زرقاء وخطوط حمراء و يد تصافح اخرى..لكن جزء كبير من الصورة ذهب لما اقتطعت جدتي الشريط من الكيس ثم سحبت عود ثقاب من علبة خشبية و أشعلت فيه النار والقت به وسط الحطب..
قامت بكل ذالك وهي صامتة أو بدت لي كذلك..
خرج لهيب من فوهة الطابونة ثم سرعان ما همد ليترك المكان لدخان كثيف ورائحة إحتراق الحطب ثم غاب الدخان بدوره وسكنت النار الرماد وأحسست بالدفء ..
رائحة الخبز والصمت يملآن البيت الآن ..
وضعت جدتي الخبز في منديل واحتفظت بالصمت ثم ربطت أطرافه،على شكل قاطع ومقطوع والقت على رأسها رداءها وقالت هيا لنذهب ... قلت إلى أين وقد نسيت قصة جدي ..قالت إلى الحاج التهامي ليأخذنا إلى جدك بسيارته
1 commentaires:
وينو سي عبد الواسط، لتوة ما ظهرشي؟
Enregistrer un commentaire