أعيد ترتيب الذكرى

عند مدخل الطائرة
أعيد ترتيب الذكرى...
في اليوم الأول زارتني المدينة ..تجولت في أزقتي الضيقة و منحدرات الذاكرة.
"هاهنا قلبي و هنا طلوع الفجر على الزهرة الحالمة"...
ترى من يحدد مجرى النهر عند الولادة..؟
فراشه الحجري أم رغبته في اقتسام الوسادة..؟
النهر حصان تحرر من السرج و القيد و القيادة..
القلم يساير مجرى النهر و ينام مع عروس دون مهر...
تغمرني أضواء الشمس المرتدة على جدران البيوت البيضاء..
و يؤطرني الأزرق السماوي كشباك أطلّ منه عليّ .
استبدلت المدينة شاشيتها الحمراء بصحن لاقط ساقط...
وفقدت خطاها...
تسألني عمّا يجوز ولا يجوز فيرتدّ صوتها وجعا...
من أعلى الكتاتيب المعلّقة في سماء المدينة : لا يجوز ...لا يجوز...
تنزل بنا الطائرة الآن وأترك المدينة في السماء
من أي مدينة أتيت ؟