vendredi 26 juin 2009

سي عبد الواسط 6


قلت: هذا كل ما لدي كتبته ولو أخرجتم أحشائي فلن تجدوا أكثر من هذا وأشرت بنظري إلى الورقة.. لست أدري أي تسلسل أفكار قادني إلى تذكر نص قرأته في سنواتي الأولى في مدرسة نهج مالطة الصغيرة وهو نص الدجاجة التي تبيض ذهبا حيث ارادت أم سلمى أن تخرج كامل البيض الذهبي من أحشائها فلم تعثر على شيء سوى على بقايا أكل قام بدوره ويستعد للخروج.. أم سلمى لم تكن تتمع بالصبر.. ربما ذلك هو الدرس الذي أرادوا ايصاله لنا نحن التلاميذ.. فكرة الصبر اعادت إلى ذهني إطار خشبي كبير كان معلقا وسط بهو مدير المدرسة كتب في وسطه "الصبر مفتاح الفرج"
كانت كلمة "الفرج" كلمة مبهمة بالنسبة لي وتطور فهمي لها عبر السنين..كنت في سنيني الأولى بالمدرسة اربطها بعم فرج العطار لكن لم أكن أفهم ماهي علاقة عم فرج بالمفتاح والصبر.. ثم في السنوات التالية حفظنا الكثير من القران من بينها كلمة "فروجهن " وبخيالي الطفولي وجدت علاقة ما بين الفرج والمفتاح لكن أين أضع الصبر؟؟
همزة أخرى بحذائه أعادتني من عند أم سلمى إلى هذا المكان المظلم..
قال : قوم تبعني..ثم سحب الكرسي من تحتي..
هل لي من القوة ما يكفي لجعل كامل هذا الجسد فوق قدماي؟
أمسكت بالطاولة فأصدرت صوتا كالأنين وتحاملت على نفسي ووضعت جسدي فوق قدماي و وضعت فوق جسدي، بكل ما أتيت من جهد وعناية، كل ما أملك: رأسي.. و سرت خلفه إلى أن صرت خلفه ..
فتح الباب الحديد وأمرني بنزول الدرجات الخمس الخشبية.. نجحت في الأولى وأكملت الباقي على رأسي..و اقفل خلفي الباب لاغرق في الظلام أما هو فيبدو أنه عاد من حيث اتى ومعه بيضة الذهب..
كان المكان مظلما أو هكذا بدى لي من أثر السقوط على رأسي.. كنت أسمع أصوات أنين وتكبير خافتة تأتي من مكان ما وسط غياب الضوء الدامس ..أما المحققون الذين رأيتهم يدخلون إلى هنا فخرجوا قبل دخولي، من باب آخر غير باب الحديد و قطعوا النور..
كنت في حاجة إلى الوقت لاتبين الأبيض من الاسود وسط السواد الكامل..
و كنت بصدد أعادة ترتيب أعضائي كما عرفتها يوم ولدت حين سمعت أحدا يناديني باسمي..
تهامي.. يا تهامي.. :-)


يتبع

2 commentaires:

Dovitch a dit…

واصل واصل...يا تهامي يرحم والديك
Un vrai régal cette histoire :)

Unknown a dit…
Ce commentaire a été supprimé par un administrateur du blog.

Enregistrer un commentaire