mardi 2 juin 2009

أنا وهو وإتحاد المغرب العربي


منذ مدة عاد صديق لي من المغرب بعد أن زار أهله وحمل لي معه هدية عبارة عن "بلغة" مغربية صنعت يدويا من الجلد وهي ذات شكل إنسيابي جميل..وأنا بطبعي أحب كل ما صنع يدويا خاصة إن كان من مواد طبيعية..
رائحة الجلد، بصمات الحرفي، وابتسامات الصانع كلها تركت , بشكل ما, أثرا مع كل صعود أو هبوط لابرة الخياطة الغليضة ..
هذه الهدية الثمينة القادمة من الماضي وجدت الفرصة المناسبة
لارتدائها.
هذه الفرصة هي عيد ميلاد "ك" وهو صديق جزائري من أصل بربري يتحدث أيضا العربية بطلاقة أو ربما كان عربيا من أصل بربري يتكلم الجزائرية بطلاقة كما أنه يمكن أن يكون بربريا من أصل جزائري يتكلم لغة أمه بلباقة..لا أعرف بالضبط..كل ما كنت أعرفه أنه يحافظ على صلواته الخمس وعلى إقتناء آخر الصيحات في عالم الموضة ..كان يقطن على بضعة أنهج من البيت الذي أسكنه .
في ذلك اليوم أردت مفاجأته فارتديت تلك البلغة المغربية مع جبة خمرية اللون كنت قد جلبتها معي من تونس في أحدى زياراتي.
كان الطقس يومها باردا ولم تكن لي شاشية تونسية وبما أن بيت "ك" كان قريبا مني، وضعت قبعتي الباسكية الزرقاء و خرجت خليطا من الألوان ..والأفكار..

لم تدم فرحتي طويلا بهذه البلغة التقليدية ! فقد كان المشي بها لمدة قصيرة كفيل باحداث بلونات صغيرة وجروح أسفل القدم..ورغم ذلك فقد حاولت تحمل الآلام كي لا اخلعها فقد كان اعجابي بها كبيرا .لكن الألم كان أكبر!
حاولت حث الخطى فمنعتني الريح و جبتي الفضفاضة من ذلك..كان السير بهذه الملابس وسط الرياح القادمة من الشمال شبيه بمصارعة
الثيران ..تحولت جبتي تحت تأثير الرياح إلى شراع يدفع بي إلى حيث يريد ..تذكرت بيتا للمتنبي يقول: تجري الرياح بما لا تشتهي السفن..وسفينتي كانت تمشي على اقدام دامية!
فقط قبعتي الباسكية منحتني قليلا من الدفء رغم أن شكلها ولونها لا يتناسبان مع ما ارتديه من لباس تقليدي ..
وصلت البيت بشق الأنفس أو بنفس شقت إلى نصفين.. طرقت الباب طرقا !
قيل أن طرقا تعرب مفعولا مطلقا لكن يومها كانت مفعولا لاجله أي من أجل التخلص من الألم الذي أحدثته لي البلغة المغربية والارهاق الذي أصابني من مصارعة الريح ..

بضعة ثواني من الانتظارأمام الباب على أقدام من نار خلت أنها الدهر ..ثم فتح الباب ...(يتبع

0 commentaires:

Enregistrer un commentaire