من وحي تدوينة قرأتها هنا أردت كتابة تعليق ثم تحول التعليق إلى تدوينة
في فيلم الحلفاوين يكاد يكون إكتشاف الجسد وتحريره هو المحور الوحيد الذي تدور حوله أحداث الفيلم.. يتعمد المخرج ادخالنا منذ البداية إلى المكان "المحرم" حيث نجد أنفسنا وجها لوجه أمام هذا الجسد "الواقعي و بكامل أوصافه"(في الحمام) في معارضة (كونتراست) واضحة مع الجسد المبتور (في المجلات التي يعثر عليها نورا في محل والده..) أو الجسد المتخيل (في كاسة الحمام أو بوستو لطيفة) ..
يتعرض المخرج أيضا إلى "تشوهات" الجسد من خلال "إضافة" المدب لطلاسم (المدب :عبد الحميد قياس) أو "إقتلاع"جزء منه (الختان ) وهذه العملية سوف تترك اثارها إلى الأبد على الجسد أوفي ذاكرة الجسد.
فعملية ختان أخو نورا الصغير ،كانت مؤلمة لنورا ذاته الذي إستخضر من ذاكرته عملية الختان /البتر ..وكأن ختان أخوه اعاد إخراج عملية "بتر جزء من الجسد" من اللاوعي إلى الوعي من جديد..
أي اننا نعيش بجسد مبتور دون أن نعي ذلك..أو بالاصح نعيش بوعي مبتور بالجسد!
لا يمكن أن لا أشير هنا وأنا بصدد الحديث عن فيلم الحلفاوين إلى تلك اللقطة السينمائية الرائعة عندما أعاد المخرج صياغة العمل الفني "خلق آدم " لليوناردو دافنشي لكن بتعويض الشخوص حيث نجد يد الرب (الدين) المخيفة المظهر ممسكة بابرة طويلة تلتقي باصبع "الصبية" وكانت لمسة "خلق" دموية مؤسسة للخرافة (الغول) الذي يمنعنا من إكتشاف الجسد..
نجد في الفيلم أيضا نقدا للثقافة العربية الاسلامية و اعتبارها ثقافة الكبت والتحريم ..نرى ذلك عندما قال "الفرانقي": "باش نسكرو للتصليح"وألقى باوراق(جريدة) كتبت بالعربية وعليها صورة/سورة إمرأة في النار وبعدها مباشرة ينتقل المخرج بالكاميرا إلى السماء لنرى الهلال ونجمة وسط ظلام الدامس ..و هذه الثقافة في حاجة بالفعل إلى "التصليح"
شخصيا اعتبر فيلم الحلفاوين (أفضل هذا العنوان على عصفور سطح) من أحسن الأفلام التونسية التي تناولت موضوع الجسد دون إبتذال تجاري..
ولو أن أفلام النوري بوزيد لا تقل أهمية على هذا الصعيد.
في فيلم الحلفاوين يكاد يكون إكتشاف الجسد وتحريره هو المحور الوحيد الذي تدور حوله أحداث الفيلم.. يتعمد المخرج ادخالنا منذ البداية إلى المكان "المحرم" حيث نجد أنفسنا وجها لوجه أمام هذا الجسد "الواقعي و بكامل أوصافه"(في الحمام) في معارضة (كونتراست) واضحة مع الجسد المبتور (في المجلات التي يعثر عليها نورا في محل والده..) أو الجسد المتخيل (في كاسة الحمام أو بوستو لطيفة) ..
يتعرض المخرج أيضا إلى "تشوهات" الجسد من خلال "إضافة" المدب لطلاسم (المدب :عبد الحميد قياس) أو "إقتلاع"جزء منه (الختان ) وهذه العملية سوف تترك اثارها إلى الأبد على الجسد أوفي ذاكرة الجسد.
فعملية ختان أخو نورا الصغير ،كانت مؤلمة لنورا ذاته الذي إستخضر من ذاكرته عملية الختان /البتر ..وكأن ختان أخوه اعاد إخراج عملية "بتر جزء من الجسد" من اللاوعي إلى الوعي من جديد..
أي اننا نعيش بجسد مبتور دون أن نعي ذلك..أو بالاصح نعيش بوعي مبتور بالجسد!
لا يمكن أن لا أشير هنا وأنا بصدد الحديث عن فيلم الحلفاوين إلى تلك اللقطة السينمائية الرائعة عندما أعاد المخرج صياغة العمل الفني "خلق آدم " لليوناردو دافنشي لكن بتعويض الشخوص حيث نجد يد الرب (الدين) المخيفة المظهر ممسكة بابرة طويلة تلتقي باصبع "الصبية" وكانت لمسة "خلق" دموية مؤسسة للخرافة (الغول) الذي يمنعنا من إكتشاف الجسد..
نجد في الفيلم أيضا نقدا للثقافة العربية الاسلامية و اعتبارها ثقافة الكبت والتحريم ..نرى ذلك عندما قال "الفرانقي": "باش نسكرو للتصليح"وألقى باوراق(جريدة) كتبت بالعربية وعليها صورة/سورة إمرأة في النار وبعدها مباشرة ينتقل المخرج بالكاميرا إلى السماء لنرى الهلال ونجمة وسط ظلام الدامس ..و هذه الثقافة في حاجة بالفعل إلى "التصليح"
شخصيا اعتبر فيلم الحلفاوين (أفضل هذا العنوان على عصفور سطح) من أحسن الأفلام التونسية التي تناولت موضوع الجسد دون إبتذال تجاري..
ولو أن أفلام النوري بوزيد لا تقل أهمية على هذا الصعيد.
5 commentaires:
حضور الجسد في افلام الثمانينات كان طاغي و ملفت ، بشكل سمح للبعض بربط ادماج الجسد في السينما بمغازلة مصادر التمويل اللي تشترط توجّهات "ثقافية" معينه
بالطبيعه انا مانيش مع هالفكرة بشكل مطلق ، رغم عدم نفيها
لكن الموضوع اللي ظهر جديد على التوانسه وقتها ، الجسد و اكتشافو و حجبو و قهرو و منعو من الكلام ...الخ ... سبق و و وقع التطرّق ليه في السينما العالمية ، و ابرزها فيلم : صيف 42
هنا
http://fr.wikipedia.org/wiki/Un_%C3%A9t%C3%A9_42
صفايح ذهب كذلك من الافلام الهامة في هاك الفترة ، خاصة في انطلاقو من الخاص (تجربة المخرج الشخصية) الى العام (فترة محددة من عمر اليسار التونسي) ـ
تي وينو سي عبد الواسط
:)
على حسب معلوماتي سيناريو الفيلم ( بالذات فيلم الحلفاوين)كتب دون إملاءات خارجية ..أما عن بقيت الأفلام ربما بحثت عن إيجاد المعادلة الصعبة بين البعد الفني والتمويل والترويج..ما يلزمش ننساو إلي السينما التونسية هي أقرب إلى الصناعة اليدوية(ارتيزانال) منها إلى الصناعة وربما ذلك مع يميزها في نفس الوقت..
سي عبد الواسط لازم شكون يتوسطلو باش يخرج منها كيف الشعرة من العجين هههه
ما تقوليش المدونة متاعي ولات تعطي في الالهام
بالفعل مدونتك أصبحت تعطي الألهام :-) وبالمناسبة نشكرك على التدوينة للاسف البلوغسفير ناقص مدونة تعتني بالافلام ..
Enregistrer un commentaire